الجزء الخامس

829 22 0
                                    

كان اليوم يوم عمل، وكنت قد خططت للذهاب لبيت أهلي.
أمي تحب كعكة البرتقال التي أصنعها لذلك كانت أولويتي هي صنعها منذ استيقاظي قبل فعل اي شئ آخر.
عندما وصلت للبيت، وجدت عندها صديقاتها، رحبت بهن وجلست قريبا من أمي. كن يتحدثن عن امرأة أعمال صعدت القمة عن طريق ثروة زوجها. كنت أشارك في الحديث حينا وأمتنع حينا. لم أهتم حقا بهذه المواضيع.عندها فجأة تحدثت أمي مشيرة اليّ.
-"دعكن من تلك المرأة وساعدنني في أمر هذه البنت، فهي في عقدها الثالث وما زالت دون أطفال. ماذا يجب أن افعل ؟"
تجمدت في مكاني في تلك اللحظة. لم ألُم أمي فهن صديقاتها وهذا سؤال عادي بالنسبة لها، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لي، رأيت كل العيون موجهة نحوي.وعندها خاطبتني احداهن بوجه تعلوه ملامح الشفقة.
-"هل صحيح ذلك حقا؟"
أكره تلك الملامح، أكرهها. لم أحب يوما أن يشفق عليّ أحد، تجعلني أشعر أن ذلك الشخص يتكبّر عليّ بما يملك.
كتمت حنقي وأجبت على المرأة.
-"أجل، ليس لدي أطفال"
عندها امتلأت الغرفة بحديث عن الأطفال والمشاكل التي تحول دون الأم من الظفر بطفل.
أحسست بالاختناق في تلك الغرفة فاستأذنت أمي وخرجت.
و في طريق للعودة، تنفست الصعداء أخيرا وبدأت أحدث نفسي ألا أهتم لما حدث فقد قررت ألا أجعل شيئا يؤثر فيني نفسيا او عاطفيا بعد ما حدث لي. قررت أن أعيش بتسالم مع نفسي.
في الحقيقة لم يكن الزناد لهذا القرار نفسي، لم أكن يوما قادرة على تحفيز نفسي بنفسي. بل كان في الواقع سامي، ولقد حفزني دون أن يعلم.
كنت يومها في المطبخ أُعد الفطائر عندما خطرت ببالي فكرة الذهاب الى الحديقة وشرب الشاي مع الفطائر هناك. و عندما توجهت لسامي في الصالة رأيته ممسكا صورة ابني لؤي الذي مات عن سبعة أشهر. كان وجهه تعلوه علامات الحزن واليأس، هذا طبيعي ، فأي رجل يريد أن ينجب طفلا لكي يحمل اسمه من بعده.
كان هذا عندما قررت أن أتصالح مع مشاكلي العاطفية ومع قلة ثقتي بنفسي. وألا أهتم لما حدث في الماضي من مشاكل ، فما حدث حدث ولا يمكن فعل شئ الآن وعليّ أن أنظر للمستقبل فحسب، وعليّ أن أبذل جهدي لكي أسعد زوجي.
تفاجأت عند وصولي للبيت قبيل الظهر بصديقتي ليلى تطرق الباب.
-"ليلى؟"
استدارت ليلى عندها وابتسمت بفرح وتوجهت نحوي.
-"هند!لقد اشتقت لك كثيرا!❤"
ثم حضنتني بقوة. أحسست حينها باطمئنان غريب، يسري في جسدي . بادلتها الحضن وابتسمت.
-"وأنا أيضا ، ليلى❤"
 

أريد طفلا!Where stories live. Discover now