الجزء الثالث

1K 27 2
                                    

صرخت على المرأة.
-"كيف تستطيعين أن تقولي شيئا كهذا؟ اذا كنت لا تريدين أطفالا فلم تزوجت ؟"
ضحكت المرأة ، وزاد غضبي،ثم أمسكت يدي وقالت.
-"بالطبع لم أتزوج من أجل هذا أيتها الحمقاء!. تزوجت رجلا ثريا فقط لأحصل على ثروته بعد وفاته ، لهذا لا أريد أطفالا كثر !"
دهشت من حديثها،طول عمري كنت أريد طفلا عندما أتزوج، ألم تكن تلك الرغبة فطرية؟
عندها أمسك زوجي بذراعي.
-" هذا يكفي يا هند، هيا انهضي لنذهب"
نهضت والدهشة لا تفارقني.
اعتذر زوجي من المرأة وهمّ بأن يعطيها مالا تعويضا عن ما فعلت.لكنها رفضت وقالت بينما كانت تُعدل في ثيابها.
-"لست فقيرة لأطلب تعويضا عن ما فعلته زوجتك ، فأنا رحيمة ولن أقاضيها، لكن خذ حذرك فربما يقاضيها شخص في المرة القادمة لأفعالها هذه"
قبض زوجي يده، وقال بهدوء.
-"سأفعل"
كان الجو هادئا في طريق عودتنا بالسيارة.وقبيل اقترابنا من المنزل استجمعت شجاعتي وقلت له.
-"سامي، أنا آسفة"
لم يرد عليّ سامي، رأيته يقطب حاجبيه ، أحسست بالغضب من نفسي عندها، لطالما دافع زوجي عنّي أمام أخواته، هو يعلم أكثر من أي شخص رغبتي في طفل. ربما لهذا لم يقسو علي بعد أن هاجمت تلك المرأة.
في الواقع لم أكن واثقة من أي شئ أعتذر. هل من هجومي على تلك المرأة أو من عدم حملي بطفل.
توقفت على أفكاري حينها.
-(هذا صحيح، أنا ..لست حاملا....)
أصبت بالاحباط عندها. تزامن ذلك مع وصولنا الى المنزل.فتحت باب السيارة وأسرعت الى البيت، وتركت زوجي في استغراب من فعلي.
دخلت الغرفة ونزعت معطفي ثم توجهت للحمام، غسلت وجهي ثم نظرت في المرآة.
رأيت فيها امرأة في العقد الثالث من العمر، متزوجة منذ سنين ولم تحظ بطفل بعد.
تذكرت عندها عبارة الطبيبة التي قالتها، العبارة التي حطمت كل شئ.
-"أنت مصابة بحمل كاذب!"
شعرت بدمعة حارقة تنزل على خدي، اعترتني بعدها نوبة من البكاء، كنت أبكي بحرقة وكان صوتي يرتفع ثم ينخفض  مع كل شهقة . لم أستطع الاستمرار بالوقوف فجلست على الأرض و استمررت في البكاء، لم أستطع التوقف.
حينها سمعت صوت خطوات زوجي تقترب من الباب، ورأيت ظل قدميه أمامه، لكنه ذهب وسمعت صوت  خطواته تبتعد مجددا.
هذا كان أفضل، لا أحب أن يراني أحد في حالة كهذه،لا أدري ماذا كنت سأفعل اذا قابلته الآن ، فأنا أعرف منذ صغري أنني عنيفة في حزني أو غضبي..

أريد طفلا!Onde as histórias ganham vida. Descobre agora