إغتيال قلب

60 8 2
                                    

كانت أصابع وتين تلعب علي أنمال البيانو الخاص بها ، لينتقل بصرها إلي خارج النافذة لتطالع الجو المُتقلب ، ليدوي وصوت الرعد في المكان ، أشتعل فتيل القلق داخلها علي أخيها التوأم ، لتتصل به ليقابلها نفس الرد الي أغضبها ، الهاتف مغلق أو غير مُتاح ، لتشعر بإنقباضه في قلبها ، لتتصل مره اخري علي أمل أن يرد ، ليصل إلي مسامعها صوت لم تألفه ، لترتسم الصدمة علي مُحياها ، لتجري مُسرعة نحو المشفي .
كانت تعدو لاهثه في ممرات المشفي ، لتصل إلي العناية المُركزة ، لتقف و هي تُطالع الغرفة بعيون دامعه ، يرقد أخاها التوأم في الداخل صدمته سيارة و هرب صاحبها ليترك أخاها يُصارع الموت .
خرج الطبيب بعد فترة ليست بقصيرة ليقول بأسف : أعتذر و لكن فقدنا المريض .
لتنهار وتين علي الأرض و هي تبكي قائلة : ليث

كانت جالسه علي مائدة الطعام مع والديها ، لتنظر لهم ببرود ، أصبح الصمت هو المُهيمن بعد وفاته ، لتنظر لهم قائلة : ألا يوجد أي اخبار ؟ لقد مر علي وفاته سته أشهر ، ألم يعلموا من القاتل ؟
ليقول زيدان بهدوء : لقد كانت الأمطار غزيره ، و حجبت الرؤية يا وتين ، مازال التحقيق قائم ، و سنصل له قريباً .
صعدت وتين لغرفتها لتجلس علي السرير و تمسك بصورتها مع ليث ، أغرورقت عينيها بالدموع لتقول بصوت متحشرج : أنت كاذب ، لقد وعدتني بأنك ستظل إلي جانبي ، و ها قد نكثت بوعدك و ذهبت يا ليث .
لتبكي وتين بعدها بحرقه قلب علي توأمها .

دوي صوت الرعد لتسقط الأمطار علي وتين الواقفه تطالع قبر أخيها بعيون دامعه .
لتقول : سأثأر يا ليث .
لتكمل بصوت متحشرج : يا توأمي ، لقد عاد قاتلك اللعين يا ليث
لتكمل بقوة قائلة : عاد بعد سنه من موتك ، سأخذك حقك يا ليث ، سيندم علي فعلته .
سمعت صوت خطوات ورائها ليتبعها صوت ليلي و هي تقول : هيا يا وتين .
لتتجه وتين نحو سيارتها ببرود لتتبعها ليلي بهدوء .
ليلي : ماذا تنوين أن تفعلي ؟
لترد وتين ببرود جعل القلق يتفاقم داخلها : لا شئ ، لن يُلغي عقد القِران .
لتنظر لها ليلي بقلق من هدوئها المُرعب .
******************
وقفت تُطالع نفسها في المرآه ، و فستان الزفاف مُلتف حول جسدها برشاقه ، لتُمسك بذلك الخنجر الموضوع علي طاوله الزينة لتطالعه ببرود .
دخلت عليها ليلي قائلة : وتين ، يرغب إلياس برؤيتكِ .
لتُطالعها ببرود قائلة : أدخليه .
ليدخل عليها إلياس بعدما خرجت ليلي ، ليُطالعها بإعجاب و يقول : تبدين فاتنه يا وتين ، كم أنا سعيد .
لتنظر له وتين بهدوء لتقول بعدها : و أنت تبدو رائع يا إلياس .
لتنظر له بغموض قائلة : إلياس .
ليطالعها قائلاً : نعم وتيني .
سألته بغموض قائلة : أتقبل الموت علي يديّ ؟
نظر لها مُبتسماً ليمسك يدها و يقول : لأسعين للموت لو كان علي يديكِ .
ليحتضنها إلياس غافلاً عن ذلك الخنجر الذي تُمسك به ، لتفصل وتين العناق و تنظر له بغموض و تقول بعدها: و ها قد نلته .
لتمسك بعدها بالخنجر لتغرسه في قلبه ، لينظر إلياس لها بصدمه ألجمته ، ليسقط علي الأرض و تسكن أنفاسه .
خرجت وتين من الغرفه مسرعه نحو الخارج ، لينظر لها الناس بتعجب من حالتها ، لتتجه بعدها إلي قبر أخيها ، لتقف و هي تلهث ببكاء لتقول : لقد أنتقمت يا ليث ، أخذت بثأرك .
لتجهش بعدها بالبكاء قائلة : سامحني أرجوك ، سامحني علي كل كلمه عشق قلتها له ، سامحني أرجوك ، لقد أحببته بكل جوارحي يا ليث ، و أنا أسفه لذلك ، تفاقم الندم داخلي يا ليث ، سامحني .
لتنهار علي الأرض باكيه ، لتطالع يديها التي أصطبغ لونها بدم إلياس ، وضعت يديها علي وجهها لتجهش بالبكاء بعدها ، شعرت بسقوط قطرات من السماء عليها لترفع رأسها بوهن .
******************
بعد خمس سنوات

" وتين عزيزتي ، أريد التحدث معكِ " قال زيدان ذلك لوتين الجالسه بهدوء علي الأرجوحة ، طالعته بهدوء لتقول : تفضل يا أبي ماذا هناك ؟
تنهد زيدان و قال بعدها : هناك من يريد التقدم لطلب يدكِ .
طالعته قائله : من هو ؟
ليرد عليها زيدان بأمل أن توافق عليه : إنه أيهم إبن صديقي .
لتنظر له قائلة : حسناً ، موافقه .
ليرد عليها زيدان بفرحه : أنا سعيد جداً يا أبنتي ، أتمني أن يكتب الله لكِ الصالح .
لتتمتم وتين قائلة : إن شاء لله .

" هيا وتين لقد وصول الضيوف " قالت ليلي لوتين الواقفة تطالع نفسها في المرآه ، لتنظر لها من خلال المرأه قائلة : حسناً ، قادمة .
نزلت وتين بتمهل لتصل إلي والدها الواقف مع أيهم و والده لتبتسم قائلة : مرحباً .
ليقول أيهم : مرحباً وتين.
مر بعض الوقت و تمت الخطبه ، طالعت وتين الخاتم الذي بنصرها بوهن ، تدفق سيل من الذكريات أمامها لتهز رأسها بشدة و تلتفت إلي أيهم .

إنتهي الحفل لتصعد إلي غرفتها و تصعد ورأها ليلي لتقول لها : أأنت بخير يا وتين ؟
نظرت لها وتين بهدوء لتقول بعدها : أجل .
أقتربت ليلي منها لتأخذها بين ذراعيها و تقول بخفوت : أنا معكِ دائماً يا وتين .
لتلف وتين ذراعيها حول ليلي و تقول : أعلم يا ليلي .
*******************
كان واقفاً عند بوابه المطار بإنتظار ذلك الغائب منذ أعوام ، طالع ساعه يده و تأكد من معاد هبوط الطائرة ، لينقل بصره إلي البوابه مره اخري ليجده قادم نحوه بهدوء ، تقدم منه مُسرعاً و أحتضنه بشده قائلاً : إشتقت لك بشدة أيها القائد .
ليربت علي ظهره قائلاً : و أنا أيضاً يا قيس ، كيف حالك ؟
رد عليه قيس مُبتسماً : أنا بخير الحمد لله ، و أنت ؟
قال إلياس بهدوء : بخير .
تحرك قيس بالسيارة نحو منزلهم ، وصلا بعد مُده قصيرة ليطالع إلياس المنزل ، ليقول قيس : كل شئ كما هو لم يتغير شئ .
إتجه إلياس إلي داخل المنزل ، ليلتفت إلي قيس الذي دخل بعده قائلاً : بل كل شئ تغير يا قيس ، لم يبقي شئ كما هو .
لينظر له قيس قائلاً : ألم تنسي بعد يا إلياس ؟
ليقول له إلياس : و لن انسي يا قيس ، سأذيقها من نفس الكأس الذي تجرعت منه الالم .
لينظر له قيس بحزن رُسم علي مُحياه .
و يقول بعدها : حاول أن تنسي يا إلياس .
طالعه ببرود قائلاً : لا لن أنسي ، سأثأر مما فعلته لي ، لقد أحببتها فوق الهوي ، و بماذا ردت علي هذا العشق ؟ علي طعنه في قلبي ، جرحي لن يلتئم بدون أن أنتقم منها .
قال له قيس بهدوء : حسناً ، فالتسترح الأن ، و سأحضر طعام الغداء
نظر له إلياس بتعجب ليقول : أتعلمت الطبخ ؟
ليقول قيس مُبتسماً : أجل بالطبع ، هيا إذهب لغرفتك و سأناديك عندما أُحضره .
ليكمل بعدها و هو يضحك : أعادك الله لي سالماً غانماً من الغرفه يا صديقي .
حرك إلياس رأسه يمني و يسري و هو يقول ضاحكاً : لا حول ولا قوة الا بالله .
صعد إلياس إلي غرفته ، ليجد كل شئ كما تركه ، خلع قميصه و بدأ يطالع نفسه في المرآه لتستقر رماديتيه علي تلك الندبه بجانب قلبه ، تدفق وابل الذكريات إلي ذهنه ، ليتذكر نظره عينيها و هي تطعنه ، جامدة و قاسية ، إرتدي قميصه إتجه إلي شرفته .
رفع رأسه إلي السماء بوهن و ضيق إجتاح صدره لي ليتمتم قائلاً : لقد أغتلتي قلبي يا وتين .
***************
مرحباً أيها الأولاد التائهين 💃🙈🖤
رأيكم يهمني
9/12/2018🖤🖤

الندم | Regret |Where stories live. Discover now