الفصل الثامن والثلاثون

43.6K 1.6K 171
                                    

اعترفت بينها وبين نفسها ان توجسها من جين كان بلا داعى ..

فتلك الليلة التى قضوها مع شيرين ومازن و جين. .

كانت جين مرحة علي عكس ما توقعتها...
و كما قال مازن. ..متزوجة ..

حتى انها رأت صور لزوجها واطفالها الثلاث ..

و هى ..هى تبدو جادة جدا ...

وتقف امام سيف تناطحه. ..الرأس بالرأس ..

فلا تهابه كما اعتادت من الاخرين ...
ولانها قوية ..اعجبتها ..

كما احبتها شيرين التى نسيت غيرتها من ناحيتها واطمئنت ..

بدا اللقاء لطيفا ...بلا تكلف ...

واسعدها ان تلاصق زوجها طيلة اليوم ..تحظي باهتمامه وتنعم به ..

ومع زوال شكوكها نحو جين ..شعرت بالراحة وزوال التوتر الذى اتعبها في اليومين الماضيين .

******

يبدو ان سعادته تلك لا تنتهى ...وليست مؤقتة ...

فاصبح استيقاظه في الصباح بابتسامة امرا عاديا ..واطعامه اياها باهتمام ..شيئا متوقعا ..

و اهتمامه ..
اهتمامه بادق التفاصيل ..

بل انه اصبح يراسلها عبر تطبيق الواتس ...بجمل مرحة :"ترى ماذا يفعل الجميل الان؟؟"

او
"ما رأيك لو نهرب الان ونتسلل خارجا لنتناول الطعام."

وبالفعل يتسللا ..فيخرجا كل يوم الى مكان مختلف ..

فتارة يتنزهان كمراهقين ..في احد الحدائق ...
وتارة يتسابقا بالنادى .

كانا وكأنما مخطوبان ..

يتحدثا احاديث التعارف البسيطة ..بلا تكلف .
فعرفت عنه الكثير ...و عن حياته ..

تلك التى تغافل فيها عن ذكر امه ..
و تحدثت ..عن نفسها ..

عن كل شئ ..

ثرثرة عن طفولتها ..و احلامها ...
وكان اهتمامه غريبا ..

وقفا امام بائع للكتب ..تبحث هى عن روايات .. ليوسف السباعي ..

وقفت تنتقي له بعض الكتب بينما تصر علي ان تكون الطبعات قديمة ...والورق... اصفر ..

كان طلبها غريبا ..اثار دهشته :"ما الحكمة ؟"
سألها وقد حازت علي جل اهتمامه ..

"لان الكتابات قديمة ...والورق الاصفر يشعرنى وكأنى انتقلت بالزمن الي حيث احداث القصة ..به عبق الماضى ...ربما يكون امرا سخيفا منى. ..و لكنى احبه .."

ابتسم ابتسامة جانبية بينما يؤكد :"لا ..ليس سخيفا علي الاطلاق ...

حسنا اختارى رواية (انى راحلة )..و (من حياتى )..و (سمار الليل)......."

المبادلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن