الفصل السابع والعشرون

41.9K 1.6K 164
                                    

كانت تسمعه متوترة بينما يهاتف احدهم :"احقا عدت؟! لما لم تخبرنى لاقابلك بالمطار؟!"

يبدو سعيدا ..

لم تعرف ما سر هذه السعادة بينما هى تؤنب نفسها لاستخدامها الابتزاز مع لين ..

ليست تلك اخلاقها ..

ولم تنزل يوما الي هذا المستوى ..فتحيك الاكاذيب ..و تبتز من يعاديها .

هل تأثرت بعالم رجال الاعمال ..

ولكن ..الا يقولون ان كل شئ مباح في الحرب والحب ؟؟!

الا يقولون ان الغاية تبرر الوسيلة؟؟!

ثم انها مرة ..
ولن تكررها ..

ولكن الذلل يبدأ بمرة ..

وهى ليست من انصار الفكر الميكافيللي ..

بل علي العكس ..ما آمنت يوما بان الغاية تبرر الوسيلة ..

ورأت انه اذا كانت الغاية سامية ..فلابد ان يستخدم لها وسائل سامية ..تضاهيها علو ورفعة ..

وما اقتنعت يوما بان كل شئ مباح ..
ولا تؤمن بوجود شئ مطلق ..

شعرت بالغصة في حلقها ..
فهى تغيرت ..

غيرها الحب ..

تغيرت للاسوء..
مع انها دوما ما سمعت ان الحب يغيرنا للافضل ..
يظهر اجمل ما فينا ..

هل هذا اجمل ما فيها ؟!

اذا هى قبيحة داخليا ..

*****

كان صوته مملوء بالفرح : "ساراك الليلة ..لا لا ..لا عمل ..الا تريد ان ترى زوجتى. ..اتعلم. .ساصبح ابا ..نعم نعم ..كبرنا يا مازن . "

هز رأسه نافيا بينما يهتف : "لا ..لم اتزوجها ...زوجتى لطيفة. .ستحبها زوجتك ..اذن الي اللقاء ..في الثامنة ان شاء الله"

لم تلتفت الي تلك المحادثة السعيدة التى كان زوجها يخالف بها قواعد المرور باستخدام الهاتف الجوال اثناء القيادة ..

ليست اول مرة ..فهو غالبا ما يستخدمه ..

فهو مهم ..ومشغول ..ولا يتوقف هاتفه عن الرنين ..

ولكنه عندما انهى تلك المكالمة بابتسامة واسعة بينما يحادثها :"تحضرى جيدا ..ففي المساء سنذهب لزيارة صديقي ".

رفعت عيونها وقد اخرجها من حالتها المزاجية السيئة ..بينما تسال بصوت منخفض :"اى صديق ؟ رجل اعمال ؟"

قال مصححا :"رجال الاعمال ليسوا باصدقاء ..انهم قروش ضخمة يهاجمون ضحاياهم من الاسماك الصغيرة ..بل انهم قد يهاجمون بعضهم البعض اذا تعرض قرش منهم الي جرح..فهم غالبا ما يجذبهم رائحة الدم ".

صدق ..

تعرف جيدا ان عالم رجال الاعمال هو عالم متوحش ..يفترس فيه القوى الضعيف ..

المبادلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن