(( الفصل التاسع والثلاثين ))

11.3K 396 17
                                    

~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل التاسع والثلاثين ))

_ لم يتوقف سيل دموعها ، فقد علمت بشأن الحقيقة التي تنتظرها طوال الأشهر الماضية ..
وليتها لم تعلم ، فقد تم بناء حاجز فولاذي جديد يحول بينها وبين الوصول لهذا الذي يمثل لها حبــل الوريـد ..
حاولت بقدر المستطاع أن تجعل '' قُصي '' يفقد أثرها ، ونجحت بذلك ..
فهي لا ترغب بحشرهُ في الأمر الذي يخصها أكثر من ذلك ..
نزحت دموعها بظهر كفها وهي تشهق شهقات متألمة تخرج عن صميمها ، وصوت أنينها گالمجروح العاجز عن التأوه ..
لن يرتاح بالها الليلة ، إلا بعد أرضاء والدها في قبرهُ عقب أن علمت بشأت قاتلهُ .. الذي يهنأ بالحياة بعد أن سرق منها أغلى شئ .

_ ولج لحجرتهُ وقد بدا عليه الإنهاك والأرق ..
فهو منذ ثلاثة أيام لم يعود للقصر ، وقرر الإختلاء بنفسهِ في أحد الفنادق ..
جلس على طرف الفراش لينزع عنهُ حذاؤه .. فوجد أخيه يداهمهُ بدخوله المفاجئ للحجرة ، ثم أغلق الباب وتقدم منه وهو يتسائل :

- كنت فين كل ده يامراد ؟
مراد وهو يتحاشى النظر إليه : خـير ! عايز مني إيه ؟ لو على عربيتك أهي مركونة تحت وسليمة مفيهاش خدش واحد
ريان وهو يشبك أصابعهُ خلف ظهرهُ : أنا بسأل عنك مش عن العربية
مراد : .............

_ فك ريان ذراعيهُ ثم نظر حيال أخيه بإستياء شديد ، ثم قال :

- براحتك ، مش عايز أعرف

_ أستمع ريان لصوت أبواق سيارة تقترب من محيط القصر .. فتنغض جبينهُ بفضول وهو يتحرك نحو النافذة ، أزاح الستار ونظر بتدقيق ..
لتتسع عيناه توسعًا شديدًا عقب أن رآها تترجل عن سيارتها وتندفع نحو باب القصر ..
هب من وقفته نحو الباب ليهبط الدرج في أقل من دقيقة ..
ليجد الخادمة قد فتحت الباب لتدخل هي عبرهُ ..
جابت الزوايا بأعينها وهي تبحث عن منشودها ، لتجد ريان يهبط أخر درجة من السلم وهو يتسائل بغلظة :

- كارمن هانم بنفسها هنا ! خير ياترى ؟
كارمن وهي تتجاهله ناظرة نحو الأعلى : مش جاية عشانك

_ ألتفت نحو الخادمة لتسئلها بجمود :

- فين طاهر النعماني؟
الخادمة وهي توزع نظراتها بينهم : طاهر باشا فـ .... أهه !

_ قالتها وهي تشير نحو طاهر الذي كان يخرج عن حجرة مكتبهُ ليرى من الزائر .. فاستدارت كارمن بجسدها لترمقه بإحتداد وهي تقول :

- عايزاك !

_ ظهر مراد في هذه اللحظة بالأعلى ، وبرز صوتهُ الخشن وهو يردد بفظاظة معهودة منهُ :

- هو انتي ؟ إيه اللي حدفك علينا ! أكيد مصيبة من مصايبك
ريان وهو ينظر لأخيه بنظرات جامدة وقد برزت نبرتهُ العدائية : مــراد ، أحترم نفسك !
مراد بسخرية وقد ظهرت أسنانهُ على أثر إبتسامة مستخفة : آآه صحيح ، معلش نسيت إنها تخصــك رغم كل اللي حصل
طاهر بنظرات مترقبة وهو يتجاهل حديث ولديه : عايزة إيه يابنتي؟
كارمن وهي تحافظ على ثباتها المزيف : عايزاك على أنفراد
ريان وهو يقترب منهما : مفيش الكلام ده ، قولي اللي عيزاه دلوقتي وقدامنا
كارمن : الموضوع ميخصكش ياريان ، والأفضل إني أخليك برا الموضوع
ريان وقد ضاقت نظراتهُ بفضول أكبر : لأ ، أنا جوه أي حاجة

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلWhere stories live. Discover now