32

11.8K 394 3
                                    

  ~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل الثاني والثلاثين ))

_ مصارعة على الطريق وهو يحارب من أجل الوصول سريعًا ، لم يكن يعلم بوجود ريان في الأمر ..
كُل ما وصل إليه إنها بالمركز الطبي الصغير ،
وصل بسيارتهُ أمام المكان المنشود ، وترجل عن سيارتهُ ليركض إلى الداخل ..
حاولت موظفة الإستقبال إيقافهُ ، ولكنه دخل مباشرة لقسم الطوارئ ظنًا منه إنها بالداخل ..
بحث عنها بعينيه فلم يجدها، وجد سامح فقط .. والطبيب يضع لهُ دهان طبي للتخفيف من حدة اللكمة التي تلقاها ..
أندفع گالثور ناحيتهم ، ودفع الطبيب بهمجية ليقبض على تلابيب ذلك الـ سامح، ثم صاح فيه :

- هي فين ! راحت فين يا***
سامح وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة جراء إطباق يدي قُصي على عنقه : آ.. خـ ـدها ، ومـ... شي ، آآه

_ تدخل الطبيب وهو يهدر بصوتهُ :

- انا هعملك محضر لو جراله حاجة وهوديك في داهية
قُصي وقد اشتعلت نظراتهُ وهو يحدجهُ بقسوة : مين ؟ أنطــــــق وقول ميــن ؟؟
سامح : ريــ... ــان ؟!

_ أتسعت حدقتاه عن آخرهما .. وابتعد بيداه عنه وهو في حالة من الصدمة غير مدركًا ما قيل له للتو !
هل حقًا أخذها وانصرف ؟! متى وكيف وصل لها !!
غرز أصابعهُ في خصلات شعرهُ المشعث وهو يقول بهدوء مُخيف :

- عرف منين ؟
سامح وهو يحك رقبتهُ بتألم : وربنا مااعرف ، أنا جيت لقيتهُ هنا وهو اللي جابها كمان ! وبعد كدا ضربني وخدها على مستشفى في القاهرة بس وربنا مااعرف مكانها

_ وزع الطبيب أنظارهُ بينهما ، وهو لا يزال جاهلًا بتفاصيل الموضوع .. فقوس فمهُ وهو يقول بإمتعاض :

- أيًا كانت خلافاتكم ، حلوها بعيد عن المستوصف هنا

_ خرج قُصي والشر يتقافذ من عينيه ، لقد انتوى به شرًا ولن يتركهُ .. فقد تعدى حدود المسموح به ..
خرج مسرعًا بإتجاه سيارتهُ ، بحث عن هاتفهُ بداخل جيوبهُ ولكنهُ لم يجدهُ .. فاستقل مقعدهُ الأمامي سريعًا لكي يبحث عنهُ ، حتى وجدهُ ..
بدأ بتشغيلهُ قاصدًا الإتصال بـ مراد .. ولكنه وجد الإجابة قبل مجرد التنفيذ ، فقد وجد إشعارًا بتلقي رسائل عبر تطبيق واتساب الشهير ..
فقام بفتحها ، ليجد مضمونها وجود كارمن بصحبتهم ..
كز بعنف على أسنانهُ حتى أهتز صدغيه .. وقبل أن ينكسر الهاتف من إطباقهُ العنيف عليهُ ، تركهُ ..
نظر أمامهُ بنظرات غير مطمئنة ، والغليان وصل لذروتهُ في صدرهُ ..
هي معهُ الآن ، أمام عينيه ، يهنأ برؤيتها ويتنعم بملمس كفها الناعم .. أي غيرة هذه التي أكلت داخله !!

...................................................................

_ لم يُحيد ببصرهُ عنها يمينًا أو يسارًا ..
مسلطًا بؤبؤيه عليها وهي غافية لا تدري ..
كم ستطول غيبوبتها ! ؟ لا يعلم ..
كل ما يعلمهُ إنه يود تمزيق حالهُ ، لما تسبب فيه من أذى غير مقصود لها ..
لقد كان الحظ سيئًا معهُ مرتان متتاليتان ! حاول قتل والدها فأصاب كفها ، وحاول الإنتقام من قُصي فكاد يخسرها للأبد وتموت محترقة بنيران إنتقامهُ ..
أطبق عينيه بقوة يعتصرهما ألمًا ..
حتى لاحظ المسعف هذه الحالة العصبية والنفسية الصعبة التي يمر بها .. فأراد أن يطمئنهُ بإستقرار وضعها و :

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلWhere stories live. Discover now