24

11.5K 466 26
                                    

~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل الرابع والعشرين ))

_ ورغم إدعائها الثبات وإخفاء رجفتها منهُ ببراعة.. إلا إنها شعرت بالندم الشديد على فعلتها المتسرعة والحمقاء تلك..
رمقها بنظرات مشتعلة ، وابتعد للخلف وهو عالقًا بأنظاره القاتلة عليها .. حتى خطر على ذهنهُ تأديبها في الحال،
أستدار بجسده فوجد كل من المهندسين ورجال حراستها يقفون لمشاهدة ما يحدث .. فغلى رأسه أكثر ،
أنتقل نحوهم مندفعًا وسحب هذه اللوحات الهندسية ومزقها أربًا أربًا وهو يهتف :

- مفيش مشروع ، أنا مش موافق على مشروعك ..
والمشروع اللي انا عايزهُ هو اللي هيتم ورأيك ده آخر حاجة هاخد بيها
كارمن وقد فغرت فاهها بذهول : هــه !
ريان بلهجة متوعدة : أنا هعرف أزاي أوريكي

_ نثر بقايا اللوحات في الهواء ، ثم أنطلق مسرعًا نحو سيارتهُ .. ومازال صدرهُ محترقًا على أثر إهانتها له ، بينما أطرقت هي رأسها بندم حقيقي .. عضت على شفتيها بحرج وهي تستعيد المشهد في ذاكرتها ، فتنهدت بسئم وهي تردد بصوت خفيض :

- إيه بس اللي انا هببتهُ ده ! أنا مكنتش أقصد وهو اللي زودها معايا !

_ تأففت بضجر ثم تابعت :

- وبعدين مش هو اللي عايز المصنع ! أنا ذنبي إيه .. أوف ؟

_ نظر إليها المهندس المسؤول عن تصميم المشروع بنظرات شزرة ، ثم تسائل بتهكم :

- وبعدين ياآنسة كارمن !
كارمن وهي تتحاشى النظر إليهم : هنتكلم بعدين يابشمهندس .. لازم امشي حالًا

_ تركتهم وتوجهت نحو سيارتها ، منعت هؤلاء الضخام من مرافقتها .. واستقلت سيارتها بمفردها لتتجه بها نحو القصر، وطوال الطريق وهي توبخ حالها على ما فعلتهُ .. فقد تحمل من سخافتها الكثير ولن يطيق بعد اليوم ..
صفت سيارتها أمام مدخل القصر وشرعت بالدخول ، لتجد المربية خاصتها تنتظرها .. وكأنها ارتاحت حين ذاك و :

- دادة ! أنا محتاجة أتكلم معاكي
لطيفة وهي تمسح على وجهها بحنو : أنا معاكي يابنتي ، بس تعالي ارتاحي فوق الأول

_ أصطحبتها للأعلى ، حيث ساعدتها على تبديل ثيابها أولًا ثم بدأت تستمع إليها..
كانت لطيفة أحد المصادر الموثوقة لها ، والتي دللتها كثيرًا منذ أن كانت صغيرة وبعد وفاة والدتها الجميلة ..
مددت كارمن جسدها على الفراش وأستندت برأسها على فخذ '' لطيفة '' وراحت تحكي لها ما حدث اليوم ..
فـ عنفتها و :

- كده زيادة أوي ياكارمن ! عمرك ما كنتي غبية على حد يابنتي !
كارمن وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيها گطفل صغير ضلّ طريقهُ : مكنتش أقصد يادادة ! هو اللي استفزني وحاول يقلل مني .. ودايمًا شايفني صغيرة وفاشلة
لطيفة وهي تمسح على رأسها : ده مش سبب يابنتي !
من ساعة موت المرحوم وانتي عمالة تلوشي بتصرفات طايشة ومش محسوبة .. وانا مش عايزة اكلم
كارمن وهي تطبق على جفنيها بعنف : حاسة إن الحاجة الحلوة اللي جوايا راحت ومش عارفة أرجعها .. بابا هو الحاجة دي !

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلWhere stories live. Discover now