46

12.6K 368 1
                                    

  ~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل السادس والأربعين ))

_ كانت الطائرة تخترق السُحب .. محتضنة الهواء الطليق ، عندما وصلت هي لأرض مطار القاهرة الدولي ..
وكأنهُ يغادر مقتلعًا قلبها منها وآخذهُ معهُ إلى حيث لا تعلم ..
تجمدت الدموع في عينيها وهي عالقة ببصرها على الطائرة .. لا تدري كم من الوقت مـر عليها وهي واقفة كذلك ولكنها شبه غائبة عن الوعي ..
فقدت الشعور بما حولها ، حتى أن آذانها لا تسمع أيضًا ..
جرت ساقيها المخدرتين ، وأستقلت سيارتها .. ومازالت تلك الرسالة بين كفيها تقرأها للمرة العاشرة ..
ولكن تلك المرة تقرأها بجمود شديد ، وكأنه ذهب ومعهُ شعورها ..
الكثير من الأتصالات التي تجاهلتها كُلها ، إلا إتصالًا واحدًا .. كانت الصدمة جليّة على وجهها عندما لمحت أسمهُ يُنير شاشة الهاتف '' ريـان '' .. فخفق قلبها وسرعان ما قامت بالرد عليه ، ليأتيها صوت أنثوي :

- آنسة كارمن ، أنا سكرتيرة مكتب ريان بيه .. معايا أمانة لحضرتك ولازم أسلمهالك
كارمن وقد تبدل حالها لليأس مرة أخرى : أمانة !!
- أيوة يافندم ، أنا دلوقتي في شركة KM ومنتظرة حضرتك

................................................................

_ كانت ممدة على الفراش .. لا حياه في جسدها ، تنظر بإتجاه النافذة المغطاه بستارة شفافة بيضاء .. وبرغم ذلك يظهر منها ضوء الشمس ..
حتى أستمعت لصوت قرعات على باب حجرتها ، نظرت للساعة أولًا ظنًا منها بإنه موعد دوائها .. ولكنها أكتشفت إنه مازال مبكرًا على ذلك ، فقالت بصوت مبحوح :

- أدخل

_ ظهرت باقة من الزهور الوردية والبيضاء .. أبدع من نسقها ، تنغض جبينها بذهول ، ومالبث أن ظهر بوجهه حتى تحول الذهول لصدمة ..
لقد حضر إليها أخيرًا عقب غياب أسبوعًا كاملًا ..
أعتدلت في جلستها وهي عالقة ببصرها عليه ، بينما أقترب هو عقب أن أغلق الباب .. وجلس على المقعد المجاور لها ليهمس :

- حمدالله على سلامتك
تاج وهي تخفض بصرها بخجل منهُ : الله يسلمك

_ مد لها يدهُ بباقة الزهور ، فـ ألتقطتها وهي تقول :

- شكرًا

_ ظل الصمت هو سيد الموقف ، كلاهما يعجز عن البدء بالحديث .. إلى أن خرجت هي من صمتها لتقول بإمتنان :

- ريان حكالي اللي عملتهُ عشاني ، ميرسي
كريم وقد أرتفع حاجبيه بإستغراب : ميرسي!
مش دي الكلمة اللي مستنيها منك بعد كل الغياب ده !!
تاج وهي تحول بصرها نحوهُ : مستني إيه !؟

_ خلل أصابعهُ بكفها وهو يتحسس ملمسهُ ، ثم نطق بصوت خالجهُ الحنين :

- مستني كلمة وحشتني .. زي ماانتي وحشتيني ، مثلًا يعني
تاج : .........

_ تفهم سر صمتها ، تستحي مما علمهُ بشأنها .. ولو إن ليس لها ذنبًا .. فـ أحتوى الموقف سريعًا وهو يعلن تمسكهُ بها ليقول :

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلOnde as histórias ganham vida. Descobre agora