انفجار الغضب

438 6 2
                                    

#بريق_الحب

(٦)

بعد قضاء شهاب ٦ شهور في المنزل دون عمل ، فاجأه والده بأنه توسط له عند صاحب المصنع الذي يعمل به ليعمل في تسويق المنتجات الورقية من كلينكس وبامبرز وخلافه، قال أبوه " بص يا بني عارف إن معندكش خبرة في مجالنا بس البياع بياع ،  يبيع أي حاجة وبعدين إنشاله تشتغل عندنا كام شهر بس لحد ما الوظائف التانية يردوا عليك ، على الأقل ساعتها هيسألوا عليك في المصنع عندنا مش هيسألوا الشركة القديمة وتتعرف المشكلة "
طار شهاب من السعادة ومجدداً لم يجد ما يشكر به والده على جميع ما فعله ويفعله له ووعد أن يقدم كل جهده تقديراً لصاحب المصنع على قبول تعيينه

قبل أن يتسلم شهاب عمله الجديد بيوم ، قال لدنيا "أنا عاوز أتكلم معاكي "
أجابته " خير يا حبيبي "
شهاب : " بجد عاوز أشكرك على وقفتك جنبي في الظروف الصعبة واستحمالك للتقشف اللي كنت عامله "
دنيا : " أنت بتقول إيه أنا وأنت واحد ، أنت مش عارف أنا بحبك قد إيه "
ثم استأنفت مازحة"وبعدين خلاص بكرة تستلم الشغل ، بعد بكرة إن شاء الله تيجي أم هاني ... دي أهم حاجة ، بذمتك ما افتقدتهاش "
شهاب : " افتقدتها جداً هو مين اللي كان قاعد طول النهار وسط الكركبة ... خلينا نتكلم جد شوية "
دنيا : " أنت هتقلقني ليه ؟"
شهاب : "لا مفيش حاجة تقلق خالص ، أنا عاوز أطلب منك طلب ، تغيري طريقة لبسك شوية بره البيت "
دنيا : " يا حبيبي أنت لسه خناقتك مع الراجل المتخلف بتاع الأصانصير مأثرة فيك ؟ "
شهاب : " لا أبداً أبداً ، بس أنتِ جميلة جداً وعاوز أحس إن مش كل الناس ماشية تبص عليكِ بصة وحشة "
دنيا بتفكير : " بس أنا متعودة على طريقة اللبس دي "
شهاب : " طب تعالي من أول مرتب نجرب نجيب طقمين وسط على ذوقك برضه "
دنيا بحيرة حقيقية: " مش عارفة ... أنا بس مستغربة أنت اختارتني كده وحبيتني كده ، إيه اللي غيرك معرفش "

وإحقاقاً للحق حاولت دنيا

تسلم شهاب عمله الجديد وحاول جاهداً إثبات كفاءته  وقد استقبله الجميع بترحاب كبير لسمعة والده الطيبة وعلو مركزه بالمصنع
كان المصنع بعيداً في إحد المناطق الصناعية على أطراف القاهرة فصار يركب أتوبيس العمل ويخرج مبكراً قبل موعد دنيا
استعاد الزوجان الكثير من الحيوية والمرح فشهاب أزاح عن كاهله ما كان يثقله بحديثه مع دنيا و يعود بأحاديث كثيرة عن طبيعة عمله الجديد وكانت دنيا تستمع باهتمام حقيقي لكونها ماركات تجارية معروفة كما كانا يضعان خطط حماسية لشراء أشياء تنازلوا عنها أيام التقشف

وفي يوم حين عودة شهاب من العمل وجد دنيا تركن السيارة فوقف ينتظرها وحين نزلت منها وجدها تلبس فستاناً قصيراً جداً لا يتذكره ، اشتعل الغضب داخله وحين دخلا شقتهما ، كان أول مرة صوت شهاب يرتفع غاضباً على زوجته "إيه الفستان ده ... شارياه من ورايا  ؟"
دنيا حزينة لذلك الاتهام البغيض : " بتقول إيه من وراك يعني إيه ؟ إزاي تتهمني كده ؟... ده عندي من زمان "
شهاب : " طب واتفاقنا "
دنيا بغضب : " اتفاقنا إني أحاول وأنا بحاول "
شهاب : " أنا خلاص زهقت ، المحاولات ما تكفيش ، اوعديني دلوقتي إنك مش هتخرجي بحاجة أقصر من الركبة "
دنيا : "لا بقى مش هوعدك ، مش كفاية إن أنت عاوز تغيرني وتخليني واحدة تانية ، لو خلاص ما بتحبنيش وتعرف واحدة تانية هي اللي قلبت كيانك قول "
شهاب مذهولاً : " واحدة تانية إيه ، أنا بحبك أنتِ وغيران عليكِ "
دنيا  وهي حزينة من قلبها لعدم سعادته بها : " آمال ليه فجأة كل حاجة فيه مش عاجباك ؟"
شهاب : " كل حاجة عاجباني واستحملها إلا اللبس ده ، فعلاً مش قادر "
دنيا : " تستحملها ... للدرجة دي أنا مليانة عيوب ، لا ما تجيش على نفسك وتستحمل حاجة مش طايقها ، أنا رايحة لأهلي "
شهاب : " دنيا مش قصدي كده ... اهدي بس ...استني "

لكنها خرجت حانقة من المنزل لأول مرة... مشاعرها كإعصار غاضب لماذا لم يعد يحبها كما هي كما اختارها ؟ ما الذي غير مشاعره تجاهها ؟ لماذا كره منها ما كان يحبه ؟  أين ذهبت تلك النظرة الدافئة التي كانت في عينيه كلما رآها  ؟ أين ذهبت عاطفته وبريقها ؟

#فيلسوفة_زمانها

بريق الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن