نعيم الحب

334 8 3
                                    

#بريق_الحب

( ٢)

تلقى الأب المعلومة ببساطة وأريحية ففي نظره " ومين من بنات الجيل ده مش روشة ؟"
حددوا موعد مع أسرة دنيا وتم التعارف وخرجت دنيا بمظهر شابات مصر العادي مما أكد لمحمد وجهة نظره أما سهام فأعجبت بفادية والدة دنيا أيما إعجاب .
ووافقت الأسرتين على الزيجة لتقارب المستوى ولعلمهم بالإعجاب المتبادل بين دنيا وشهاب

كانت دنيا تقيم تصرفات شهاب بعين عقلها ، لم تكن تريد أن تكون كأختها دارين التي اختارت رامز  عن حب لكن تكره مزحه الدائم مع الفتيات رغم إنه كان كذلك منذ أول يوم عرفوه ، لم يكن صاحب علاقات ولكنه لا يترك فتاة لا يثني عليها بطريقة مبالغ فيها تحرج دارين وتضايقها وتجعلها تغار على زوجها كأي امرأة... كل شجاراتهم رغم مضي سنوات على زواجهم كانت بسبب غيرة دارين وضيقها من ذلك التصرف وكان رامز  يدافع عن نفسه بأنه يتصرف بعفوية وذلك طبعه منذ الأزل

بعد عام تزوج شهاب ودنيا وكانا يحلقان في سماء السعادة فدنيا أيضاً أحبت شهاب حباً جماً وسافرا لقضاء شهر العسل وهم غارقان في نعيم الحب .

انتهت الأجازة وعادوا للعمل وبدأت تسير الحياة بطبيعية . لايزال شهاب منبهراً بدنيا فهي لم تهجر رقتها بعد الزواج كالعديد من الفتيات ولا طريقتها اللطيفة في الكلام، مظهرها داخل المنزل يسر عينه وقلبه ، لم تدخل معه في تناطحات إثباتاً لمن فيهم الأقوى ... باختصار  هو يشعر  إنه اسعد اهل الأرض الآن لكونها تماماً كما عرفها وتمناها .
كان دائماً ما يقول لها مدللاً "أنتِ إزاي رقيقة كده"
فتجيبه " أنت إزاي حنين ومثالي كده "

زاد وزن دنيا قليلاً بعد الزواج مما جعل ملابسها أكثر إثارة وقصراً أو على الأقل ذلك ما بدأ يشعر به شهاب ففي أحد الأيام صباحاً قال لها "لا لا الجيبة دي ما تنفعش الشغل خالص ...البسي حاجة تانية "
أجابت ببساطة "ده أنا بقى لي سنة ونص بلبسها في الشغل ،  أكيد عشان وزني زاد شكلي بقى وحش فيها وانت مش عاوز تحرجني" وبدلتها ببساطة

يوم السبت وشهاب عند والديه ، رأى أخيه عامر متجهماً بعض الشيء فانتهز فرصة وجود دنيا ولمياء مع والدته في المطبخ ليسأله عما به
رد شهاب وهو ينفخ " تصور لمياء لسه لحد دلوقتي لما تزعل بتخاصمني بالثلاث أيام"
ورغماً عنه ضحك شهاب فنظر له عامر بحدة فأردف شهاب "ماتزعلش أصلي افتكرت أول مرة لمياء عملت فينا الحركة دي ، كان عندها ١٠ سنين وكنا في مصيف أسبوع ضيعت ٣ منهم وهي مقاطعانا "
أجاب عامر  بسخط " بس الواحد كان فاكر إن بعد الجواز مش هتعمل كده ، مش معقول نكون في بيت واحد وماتكلمنيش "
أضاف شهاب وهو لازال غارقاً في ضحكه "ولا فاكر اليوم اللي كنت متفق معاها إنك هتقول لبابا عشان يطلب إيدها وبابا يومها رجله اتكسرت وأنت مقدرتش تفاتحه طبعاً فخاصمتك برضه ، ولما أهلها جم يزورونا تاني يوم بابا طلبها و ادونا الموافقة وأنتم متقاطعين "
عامر "يا أخي بطل ضحك بقى ... يعني كنت عاوز إيه اسيب حب عمري عشان بتخاصمني ؟ "
شهاب بقليل من السخرية والمزح  : " اممم حب عمرك ... ما تشتكيش بقى "
عامر بتأفف وغيظ  : "طب ابقى شوف مين هيحكي لك حاجة بعد كده "
شهاب  :" أنا بس بفكرك بمنزلتها عندك "

ورغم ضحكاته المتواصلة ، كان عقله في قمة الجدية والتفكير  فقال لنفسه لأنه لم يرد أن يزيد ضيق أخيه  " الظاهر إن ماحدش بيتغير ، يمكن  الإنسان المفروض يختار العيوب اللي يقدر يعيش معاها مش الشخص اللي بيحبه... أنا وأنت يا عامر ماتخدعناش ... اللي بنشتكي منه دلوقتي مكانتش عيوب مستخبية تبان بالعشرة ، كانت حاجات واضحة وضوح الشمس ... what we saw is what we got "
طبعاً لم يكن في عائلته من يتصور أن هناك ما يضايقه من دنيا فهي تحضر جميع لقاءاتهم بملابس أكثر تحفظاً

بدأ الصيف وزادت معه متاعب شهاب و تأرجحت مشاعره ككتلة من نار لا تحرق سواه

#فيلسوفة_زمانها

بريق الحبWhere stories live. Discover now