وهج الانبهار

1.1K 10 0
                                    


#بريق_الحب
(١)

شهاب في السابعة والعشرين من عمره  ويعمل بالمبيعات في إحدى شركات المحمول ، من أسرة فوق المتوسطة . والده الأستاذ محمد رحمي يعمل نائب رئيس مجلس الإدارة بأحد الشركات ووالدته سهام عمران تعمل محاسبة بأحد المستشفيات . علاقة الوالدين تنضح حباً واحتراماً وانعكس ذلك على نفسية الأولاد .

أخويه عامر في الثلاثين ويعمل مهندساً وعريس جديد منذ ٣ أشهر ، زوجته لمياء ابنه أحد أصدقاء الأسرة المقربين وتم الزواج بسعادة بالغة بين الأسرتين . وتامر في الرابعة والعشرين  يعمل كيميائياً بأحد المصانع .

شهاب على خلق كإخوته ، مجتهد في عمله ، محبوب بين أصدقائه وبين زملائه في العمل . التحقت فتاة جديدة بالعمل في إدارة غير ادارته وأعجب بها إعجاباً يفوق الوصف ، جميلة في نظره  لأبعد حد ، لبسها قمة الأناقة والتحرر فهو يماثل لبس الفنانات ليس في أفلامهم ولا في لقاءاتهم التليفزيونية بل وهم على السجادة الحمراء في أبهى حال .

صارت تلك الفتاة حلماً يراوده وأصبح هدفه الأوحد التعرف عليها . أقنع شهاب أحد أصدقائه الذي يعمل مع دنيا في الإدارة أن ينظموا  لقاءاً خارج الشركة  بدعوى تعارف موظفي الإدارتين لتسهيل التعامل بينهم في مطلوبات العمل لكي يتم تقديمه إلى دنيا شخصياً .
شملت الدعوة ٣٥ موظف وموظفة ووافق على الحضور ٢٨ منهم دنيا وكادت سعادة شهاب أن  تلامس السحاب

في أحد المطاعم الفخمة ذهب شهاب مبكراً ووضع اسم كل موظف أمام كرسي وتعمد وضع اسم دنيا في المقعد الذي أمامه
تساءل في نفسه وهو لم يكن صاحب مغامرات عاطفية من قبل "من أين أتتني هذه الأفكار كلها ؟!"

علم بوصول دنيا من رائحة عطرها التي ملأت المكان كالعادة حين دخولها والتفت لينظر إليها ...وجدها ترتدي ملابس أكثر تحرراً من ملابس العمل ، جيبة قصيرة جداً أطول من الجاكيت القصير الذي ترتديه بأقل من شبر ! كانت أجمل من كل الفنانات في عينيه... كانت مختلفة عن كل بنات الإدارتين وأجملهم بالتأكيد .

تعرف شهاب على دنيا وغرق في الحب حتى أذنيه وبالتدريج بادلته دنيا الإعجاب وحينها بدأ يفكر شهاب في خطبتها... مظهرها بالتأكيد لن يعجب أهله فأسرته أسرة مصرية عادية جداً في مظهرها وتصرفاتها... ربما ليسوا متحفظين ولا يغلب عليهم طابع التدين لكن لا يوجد أحد في عائلته مثلها ولا في مجتمعهم الصغير

بدأ  شهاب يسأل دنيا عن أسرتها ، شعر بالراحة حين وجدها من نفس مستواه المادي والاجتماعي وليس أعلى . الأب عبد الله الشناوي رئيس مجلس إدارة أحد شركات الأدوية التابعة للحكومة والأم فادية حسين ربة منزل  . فوجيء من صور الوالدين بأنها أسرة عادية أيضاً  مظهرهما لا يختلف كثيراً عن مظهر والديه . أختها دارين تكبرها ب ٤ سنوات ومتزوجة . مظهرها مثل دنيا ولكن أكثر تحفظاً .

شجع مظهر والدة دنيا شهاب على سؤالها عن قبول والديها لمظهرها المتفتح جداً فأجابت " عادي بابا وماما سايبنا براحتنا ، ما هما أصلاً كلهم زمان كانوا بيلبسوا ميكروجيب ماما وخالاتي وعماتي وحتى تيتة "
قال لها " فعلاً كل الناس كانت كده حتى عيلتي أنا كمان ... بس أنا ماما وإخواتها دلوقتي مظهرهم زي مامتك كده وقرايبي كلهم حتى البنات لبسهم مش حشمة بس عادي  فأخاف يستغربوا لبسك "
أجابته وقد فهمت ما يرمي إليه" ولا يهمك ...لما أقابلهم هلبس بنطلون عادي وبلوزة نص كم "
لم يكن أحدهما يريد لقصة الحب تلك أن تواجهها أي عقبات

اطمأن شهاب لخطته وفاتح والديه في رغبته في خطبة دنيا وحكى لهم عن أسرتها ، أعجبوا مبدأيا بالوسط الاجتماعي  . سأل الأب عن أسرة دنيا في الحي الذي يسكنوا فيه أجابه الناس بأنهم أسرة محترمة أما بواب العمارة فقال له : أحسن ناس وبناتهم قمة في الجمال بس "روشين أوي "

#فيلسوفة_زمانها

بريق الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن