وانفجر البركان

217 6 0
                                    

#بريق_الحب

(٤)

جاء شهر يناير  واستلم شهاب ودنيا مكافأتهم عن عمل السنة الماضية ، قالت دنيا " أنا محتاجة حاجات كتير ، هنزل مع دارين أعمل شوبنج "
أجابها بحنان "أنا الفلوس عاوز أشيلها عشان لما ولي العهد ييجي يكون معانا مصاريف متابعة الدكتور والولادة "
دنيا بزفرة كلها تمني "يا رب احمل بقى "

وحين عادت دنيا فوجىء شهاب بأنها أنفقت مكافأتها عن عمل العام كاملاً وكانت أول مرة تحتد المناقشة بينهما فشهاب اعتبره مبلغ لا ينفقه عاقل في خروجة واحدة أيا كانت الأسباب وعلى ملابس وعطور  . لو كانت اشترت ساعة أو ذهب لتفهم ذلك على الأقل وحجة دنيا إنها لم تشتري ملابس وعطور منذ زواجهما فكانت بحاجة للكثير .

وفي إحدى الأيام وهم خارجين من العمل ، كان مع دنيا إحدى زميلاتها فعرض عليها شهاب أن يوصلوها لمنزلها ووافقت الزميلة
بعد نزولها من السيارة قالت دنيا " أنا البنت دي مابطيقهاش ماتبقاش تعزم عليها تان"
سألها بتعجب لأن دنيا لم تكن من النوع الذي يتحامل على الناس أو يتحدث عنهم بسوء " غريبة مش طبعك مابتطيقيهاش ليه ؟ "
دنيا " كلامها معايا غلس جداً كأنها بتحقد عليه ...دايماً تقول لي أنتِ أكيد بتضربي رقم قياسي في عدد الأيام اللي بتخلصي فيها إزازة البرفان ، أكيد عندك ميزانية غيرنا كلنا "
قال شهاب ساخراً  " بتهيألي عندها حق أنا عمري في حياتي ماشفت عدد أزايز البرفان الفاضية اللي شفتها من يوم ما اتجوزنا ... ده كفاية المبلغ الوهمي اللي أنتِ لسه صارفاه"
أجابت دنيا بسخط لأول مرة منذ زواجهما  " أنت مش ملاحظ إن أنا فجأة مابقيتش عاجباك خالص مع إني ماتغيرتش "
صمت شهاب فلم يدري ماذا يقول

في إحدى الأيام صباحاً بعد أن دخل دنيا وشهاب مقر الشركة ، تذكر شهاب إنه نسي جواله بالسيارة فذهب ليحضره وصعدت دنيا بالمصعد الكهربائي سابقة إياه إلى العمل
عاد شهاب وفي المصعد قال رجل لا يعرفه" بالذمة اللي مغرقة الأصانصير بارفان بالشكل ده حتى بعد ما خرجت منه ليها راجل ؟  آمال لما ييجي الواحد يتعامل معاها ويكون قريب منها هيحس بإيه ؟ يتكلم معاها في الشغل ولا ياخدها في حضنه ؟ وياريتها هتقف على البارفان بس يا إما هيكون فيه استعراض سيقان أو بلوزة مفتوحة للوز "
أجاب شهاب بغضب شديد "احترم نفسك إزاي تتكلم كده عن واحدة ما تعرفهاش"
الرجل بغيظ وعناد " وأنت مالك اتحمقت كده ليه ؟ هو أنا بتكلم على حد من أهلك ؟! "

ولأول مرة شهاب الذي لم يدخل شجاراً ولو لفظياً في حياته ، ينازع الرجل بل  يلكمه في وجهه والذي بدوره رد الهجمات ...وكم كان لذلك من عواقب وخيمة !

فُتح باب المصعد في الدور الذي به الشركة التي يعمل بها شهاب وبدأ الواقفون يتساءلون عما حدث وهم يرون آثار التطاحن بادية على وجه الرجلين وملابسهما وفوجىء شهاب بالرجل يقول بصوت عال  "هاتوا لي مدير الراجل ده "
قال شهاب بتوتر  "دي كانت حاجة شخصية بيني و بينك ... لو سمحت بلاش مشاكل أكتر من كده "
أجاب " لا أنا أصلاً جاي اتعاقد مع الشركة دي على ١٠٠ خط أما أشوف بقى رأي مديرها إذا كان اللي بيني وبينك شخصي وأنا معرفكش أصلاً وما اتكلمتش معاك في حاجة تخصك "

حاول مدير شهاب قدر استطاعته احتواء غضب العميل فشهاب له سنوات بالشركة وهو موظف ممتاز خلقاً وعملاً
مدير شهاب : إحنا آسفين جدا على سوء التفاهم اللي حصل ، يا ريت حضرتك تتنازل عن الشكوى الرسمية وتقبل إن  شهاب يعتذر لك
العميل : هو ده كان خلاف عادي في الكلام ؟!! ده واحد عنده ميول للعنف ، ضربني وبهدلني ... تقدر تقول لي هروح مكتبي إزاي واقابل العملاء بتوعي ووشي بالشكل ده ؟
مدير  شهاب محاولاً التحايل : إحنا ممكن ندي له لفت نظر المرة دي وعند أول غلطة يترفد
العميل بإصرار : المرة دي ضربني وهو مش عارف إني عميل ، بكرة يضرب لك عميل  أو زميل وسط الشركة... كفاية أوي إني عشان خاطرك اتنازلت عن فكرة المحضر اللي كنت هعمله في القسم وساعتها هتبقى جنحة ......

للآسف لم يجد مع العميل  أي تفاهم

#فيلسوفة_زمانها

بريق الحبWhere stories live. Discover now