الفصل الحادي والعشرون

8.5K 203 0
                                    

لا تسألني كيف أحببتك ولم لأني لا أملك جوابا ..؟

تخللت لقلبي عن طريق أنفاسك لتحتله
سيطرت علي كامل حواسي لتصل إلي العقل
ليصبح هو الأخر أسيراً

خرجت فريدة مع إبان خرجت فريدة مع إبان بعد خروج إياس بفترة
وصلتا إلي مطعم ما .... اختارت فريدة طاولة شبه بعيدة عن البقية لتجلسان عليها ....
فريدة : أكيد طبعا عايزة تعرفي أنا طلبت أشوفك ليه ...؟؟
إبان : الصراحة الفضول ليس إلا .. لكن بعد اللي حضرتك عملتيه معايا فأنا مستعدة أي حاجة عشانك ...!!
فريدة : ده لو كملتي .. لكن أنتي سحبتي ورقك ... فأنتي مش مضطرة تقولي كده خالص .....
إبان : لا عادي ... أنا أصلا مكنتش حابه الموضوع من أوله ...
فريدة : دى حياتك أنتي ... خلينا ف المهم ... إيه اللي وصلك لإياس ..؟
إبان : احم .. عادي الشغل ...
فريدة : ده علي أساس إني هبله مثلا ... بصي يا إبان لو كان إياس هددك بحاجة فخليكي فاهمة إني أمه .. فقولي الحقيقة عشان أنا مش داخل دماغي اللي قاله كله أو إنه يكون حفظهولك ...
إبان : لا خالص .. مفيش حاجة أنا اشتغلت وكده ...
فريدة : طب هأصدقك يعني واحدة خريجة هندسة تشتغل مساعدة وكمان مش مساعدة في الشغل ....؟؟
إبان : هو حضرتك عايزة توصلي لأيه بالظبط .؟..
فريدة :عايزة أعرف إيه اللي خلاكي تشتغلي مع إياس بالرغم من اللي عمله في القسم ....؟؟
إبان : وهو حضرتك محتاجة إيه بالكلام ده ...؟؟
فريدة : محتاجة أوصل لحاجة مهمة .. فخليكي صريحة معايا ...؟؟
إبان : بس أنا وعدته إني مش هجيبلك سيرة عن اللي حصل ..
فريدة : متخافيش منه أنا أقدر عليه .. ومع ذلك أنا مش هأقوله علي اللي هتقوليه ولا هيعرف بخصوص اللي حصل في المقابلة دى ...
إبان : أصل حضرتك مش عارفة إحنا عاملين اتفاق ...
فريدة بتعجب : اتفاق ..؟!... اتفاق إيه ده ...؟؟
إبان : إنه أنا أقولك كلمتين وخلاص وأخد منه فلوس ...
فريدة : مصلحة يعني ,,,؟؟
إبان : أهي حاجة من ابنك وخلاص ....
فريدة : طب سيبك من الفلوس .. قوليلي إيه اللي مخليكي لحد دلوقتي في الشركة وأنتي ملكيش مرتب أصلا ...!!
إبان بصدمة : وهو حضرتك عرفتي منين ...؟؟
فريدة : سيبك عرفتي منين .. قوليلي أنتي عايزة تقولي إيه ...؟؟
إبان : كل الحكاية إنه بعد ما حضرتك اتنازلتي عن المحضر اتفاجئت بمحامي بيتصل بيا وبيقولى إن في واحد رفع عليا قضية تعويض وكسبها فروحت مع واحدة صاحبتي واتفاجئت هناك بإياس وشوفت صورة حكم المحكمة ولقيت القضية باثنين مليون جنيه وقدامي يومين أدفع للشرطة هتدخل وأنا مش معايا المبلغ ده فروحت الشركة وعرضت عليه إنه يأجلهم شوية ووافق بس بشرط إني أشتغل أي حاجة عنده ؟...
فريدة بتعجب : وهو وافق كده عادي ... ؟؟
إبان بسخرية: اها ... مانا حكتله علي ظروفي وهو وافق ربنا يحميه ...
فريدة : بصي يا إبان اللي أنا عايزة أوصله من اللي قولتيه هو إياس عمل إيه .. وأنتي أكيد عايزة تعرفي هو عمل كده ليه ..صح ..؟
إبان : دانا هأموت وأعرف هو عمل كده ليه .. أنا معملتش حاجة لكل ده .. أنا أصلا ضربت العامل هناك ليه يبقي المحضر تعدي عليه ..؟؟
فريدة : بصي ده إياس منصور الكل عارف مين هو .. لما سمع صاحب المطعم بالخناقة اللي بينكم خاف علي مطعمه عشان كده طلب من العمال طردك وأنتي ضربتي العامل بالكوباية فطلب البوليس وخلي المحضر تعدي علي إياس والعامل وأنا أتدخلت بخصوص العامل وخليته يتنازل ومقدرتش أخليهم يقفلوا بتاع إياس عشان هما عارفين مين هو إياس فلازم هو اللي يتنازل وخليته يتنازل بمساعدة باباه ... وهو خد الحكاية حرب عشان أنا تدخلت في الموضوع ووقفت معاكي أنتي ضده والأسوأ إن أنتي واحدة غريبة وكمان بنت وأنتي عارفة يعني إيه بنات بالنسباله فحاول يدور علي طريقة يعلمك بيها حدودك ..
إبان : كل ده عشان خوفتي علي مستقبلي ....؟؟
فريدة : بالنسباله يولع مستقبلك وأنا متدخلش وأقف ضده عشان واحدة وكمان منعرفهاش .. أنتي مش عارفة يعني إيه فريدة بالنسباله ..؟؟
إبان بخفوت : عشان وافق علطول لما صافي هددته إننا هنقولك ..!!
فريدة : بتقولي حاجة ...؟؟!
إبان : لا خالص ..
فريدة : طب تمام .. هأقولك علي نصيحة وأوعي تنسيها أبداً ..
إبان : نصيحة .. نصيحة إيه دى ..؟؟
فريدة : بصي يا إبان أنتي بنت وإياس ابني ولد حلو وشيك وفيه كام ميزة حلوين بغض النظر عن عيوبه واللي أنتي عارفاها أكيد بحكم شغلك معاه .
إبان : ابنك عيوبه غطت علي مميزاته اللي أنا مش شايفاها أصلا ..
فريدة : هو لما نحب حد مبندورش علي عيوبه بيبقي شايفين مميزاته بس ..
قاطعتها إبان : وهو حضرتك فاكراني إني ممكن أحبه لا ابسلوتلي إني أعمل كده ده أخر واحد ممكن أرتبط بيه ...؟!!
فريدة : اسمعيني للأخر بقا ... أي بنت وولد مع بعض غالبا ما حد فيهم بيحب التاني سواء الولد أو البنت .. وأنتي وإياس بحكم شغلكم معظم الوقت سوا حتى بعد ما انتقلتي علي شغلك الجديد هو الرئيس المباشر بتاعك يعني التاتش اللي بينكم كتير وأنتي كمان حلوة ومميزة وأنا مش هانكر إني حبيتك من غير ما أعرفك وأتمنى تكوني مراته خصوصاً إنك لسه لحد دلوقتي في شغلك يعني ده معناه إنك قدرتي تواجهي إياس وعناده .. وده أول حاجة عايزاها في مراته ومش عايزة من البنات اللي يعرفهم دول ..عشان كده بقا عايزاكي لو حصل وحبيتيه هو ميعرفش نهائيا بده لأنه بكده هيستغل حبك لمصلحته وأنا أكتر واحدة عارفة إن إياس خايف يحب عشان دايماً يقول إن الحب ضعف وكلام فاضي وهو مش عايز ده ... وكفاية البنات اللي يعرفهم ....وطالما فريدة موجودة فهو مش عايز حاجة تانية ....
إبان : طب وهو إيه اللي خلي حضرتك تقوليلي أنا بالذات يعني مع إن دينا أكتر واحدة بتبقي معاه ..؟؟
فريدة : عشان دينا بتنفذ اللي هو عايزه وكمان دينا مخطوبة يعني صعب .. وأنتي بتعاندي زيه ويمكن ده اللي يخليكي مميزة في نظره ..
إبان : ليه هو حضرتك متوقعة إني ممكن أتجوزه ..!!
فريدة : قولتلك إن اللي بيحب بيبص علي مميزات بس .. ويلا قومي عشان اتأخرنا وأكيد ممكن يعملك مشكلة .. قومي يلا ..!!
***
خرجت إبان من المطعم واستقلت سيارة أجرة لتعود إلي الشركة مرة أخرى .. في حين استقلت فريدة السيارة الخاصة لتتجه نحو المنزل .
وصلت إبان إلي الشركة لتقودها رجليها إلي مكتب إياس رأتها دينا علي تلك الحالة من الشرود ..
دينا وهي تلوح يديها أمام وجه إبان : هاي .. إبان .. إبان ..
إبان بغضب : بتزعقي كده ليه ...؟؟
دينا : بقالي ساعة بنادي عليكي وأنتي ولا هنا .. كنتي بتفكري في إيه بقا وواكل عقلك كده .. مين بقا ..؟؟
إبان بضيق : هيكون مين يعني .. المرتب طبعا .. ههههه
دينا : ههههه .. ماشي يا ظريفة .. إيه اللي جابك هنا مش بقا ليكي مكتب خصوصي ..
إبان : اها ياختي .. بس الهوا رماني .. ههههه
دينا : ههههه .. ماشي عايزة تدخلي .؟؟
إبان : لا خليكي هو أكيد مستنيني .....
دينا : وإيه مخليك واثق في نفسك كده يا عم المهم .....؟؟!!
إبان بغرور : لما تكبري أبقي أقولك ...!!
دينا : طب خليكي أنتي واثقة في نفسك كده لحد أما أرجع ..؟
طرقت دينا الباب لتدخل : إياس بيه .إبان عايزة تقابل حضرتك ..
إياس : احم .. دخليها ...!!
دينا لإبان : ادخلي يا آنسة ...
إبان : قولتلك مستنيني ..
دخلت إبان إلي المكتب وبمجرد أن رآها قام من مكانه واتجه إليها ..
إياس بلهفة : عملتي إيه .. طينتي ولا عملتي إيه ..؟؟
إبان بفخر: عيب عليك كله تمام ..!!
إياس : أوه الحمدلله .
إبان : بس أنت مقولتش إنها صعبة كده دى صدقت بالعافية ..
إياس : ها .. آه مانا نسيت ..
إبان :فين الفلوس بقا ..؟؟!!
إياس : فلوس إيه ..؟؟
إبان : الفلوس اللي اتفقنا عليها ..!1
إياس :اها .. مانا خصمتهم من اللي عليكي ...
إبان : خدت ال30 ألف يا مفتري ...
إياس : طب يلا عشان هأروح أجيب التصميمات من البيت وأنتي روحي
إبان : لا أنا مستقيلة بقا .....
إياس : هو لعب عيال ولا إيه ...؟؟
إبان : لا مش لعب عيال .. هأدفعلك الفلوس خلاص ...
إياس : شكلك طلعتي من فريدة بمصلحة حلوة صح ... مانا عارفك ماديّة .
إبان بغضب : احترم نفسك .. أنا عمري ما كنت كده وممكن تروح تسأل مامتك عن اللي حصل ...
إياس وهو يدفعها : طب يلا عشان ورانا شغل .. قدامي .
خرجت إبان من المكتب وهي تقول في نفسها :" أقولك إيه بس كلام مامتك خوفني منك ومن نفسي أكتر "..
وصلا إلي المنزل ودخلا مباشرة
إياس : خليكي هنا هأطلع أجيب التصميمات وأنزل ....
إبان بخفوت : ربنا علي الظالم والمفتري ...
:آآآه .. صرخ بها إياس بعدما تعرقلت قدمه في إحدى درجات السلم ....
إبان بفرحة : رشقت ..
مي : هي إيه دى اللي رشقت ..؟؟
إبان بدون وعي : الدعوة ....ههههه
مي : أنتي دعيتي عليه وأنا كنت فاكراكي طيبة طلعتي مش سهلة ..
انتبهت إبان لمي : لا .لا خالص دانا حد كيوت والله ...
مي : ههههه .. كيوت .. ماشي يا كيوت ادخلي ..
إبان : لا أنا مستنية إياس بيه بيجيب التصاميم ... !!
مي : يابت تعالي ده بقي بيتك نمبر تو ..
إياس : طب أبقوا عدوا بعدين إحنا عندنا شغل .. يالا ..
أخذت إبان منه التصاميم . مهي جاهزة أنا هعمل بيها إيه ...؟؟
إياس : لا دول فيهم عيوب والملفات معاكي وعدّلي أنتي بقا ..
إبان : تمام .. عن إذنكم بقا .....
مي بعد مغادرة إبان : أنت قليل الذوق معاها كده ليه ..؟؟
إياس : أنا .!!... بصي يا مي خليكي الكام يوم دول اللي أنتي قاعداهم ساكتة هترتاحي جداً .....
مي : والله بكرة تترجاني عشان أتكلم .. ووقتها بقي أنا اللي مش هاوافق .
إياس : لما يجي بكرة أبقي فكريني طيب ... سلام يا نيمو ...
عادت إبان إلي المنزل لإنهاء العمل علي التصاميم ..
فتحت الباب لتفاجئ بالجميع ومن بهم
إبان بصراخ : بابا ...واو مفاجأة روعة ..
فتح لها مصطفي يديه ليحتضنها بشوق ..
مصطفي : وحشتيني يا لمضة .
إبان : والله أنت اللي وحشتنا يا درش .. بس إيه الغيبة الطويلة ...
بتول بمزاح: ماما اتصلت بيه وقالتله إبان مشيت فهو جه علطول ...
إبان بحزن مزيف : أنا كنت عارفة إني ملييش مكان في البيت ده .. بس متوقعتش أبداً إنك تعمل فيا كده يا بابا ...!!!!!
مصطفي : اخص عليكي أنتي لما تصدقي بتول ...
أتت تير راكضة : جدو .. جدو جه ..
احتضنها بقوة : حبيبة جدو أنتي ..
تير : وحشتني أوى يا جدو ..
مصطفي : وأنتي كمان يا قلب جدو .. كل ده نوم ..؟؟!!
بتول : خدت عادة أبوها لما متلقيش حاجة تعملها بتنام ..!!
مصطفي : طب كويس إنها مخدتش حاجة من أمها ...
بتول : إيه يا بابا دانا بنتك برضو .....
مني : خلاص .. قوم ارتاح شوية عقبال ما نحضر الأكل ...
إبان بمرح : أيوة بقا يا مونمن .. عايزة تستفردي بالراجل ..
مني : بت اتلمي وادخلي بدل ما أقوله علي مصايبك كلها ...
إبان : أحنا فيه بينا كده يا ماما ..!!
مصطفي : مصايب .. يا ساتر يارب .. أدخل أنام وبعدين نشوف المصايب دى ..
دخل إلي غرفته ومن بعده دخلت مني و تير الممسكة بيده ..
بتول : إيه اللي في إيدك ده يا إبان ..؟؟!!
إبان وهي تريها التصاميم : دول شوية ورق هأعملهم قراطيس .. ههههه
بتول : طب غوري مش عايزة أعرف حاجة ....
إبان : ههههه .. دول تصاميم أشتغل عليهم ...!1
بتول : وهو أنتي مش بتشتغلي مساعدة ليه ......؟؟
إبان : لا مانا اشتغلت مهندسة مكان واحدة. .. بس من غير مرتب برضو ..
بتول : طب استعدي بقا لموشح بابا ...
إبان : ربنا يستر ...!!
.......
وعلي طاولة الغداء اجتمعت العائلة معا ...
إبان : اتوصي بالراجل بقي يا ماما ...
بتول : أيوة ده الراجل بقا تعبان وكده ...
مني : أنا مش هأخلص منكم .. علطول كده .....
مصطفي : وأمجد فين يا بتول ...؟؟
بتول : طلع في مهمة وهيتأخر شوية ...
مصطفي بسخرية : وأنتي ما صدقتي إنه مشي وروحتي جاية علي هنا ..!
مني : يعني عايزها تقعد لوحدها وهي حامل ....
مصطفي : مهي سايبة حماتها لوحدها ولا محمد معاها ...؟!
بتول : لا محمد راح معاه ...
مصطفي : خلاص تروحي تقعدي مع حماتك لحد ما يرجع جوزك ..!!
بتول : حاضر يا بابا .... عن إذنكم شبعت ..!!
مني : ما بالراحة عليها مش كده دى البت حامل ..!
مصطفي : دلعك ده ليها هيبوظها أكتر .. وحماتها ست كبيرة مين هيراعيها غيرها في غياب ابنها مش دى التربية ..!!؟
إبان : أنا هأدخلها الأكل ...
وبعد مدة ..
في الصالون نجد إبان جالسة مع والدها وأمها التي حضرت للتو مع أكواب القهوة ....
مصطفي : وأنتي بقا إيه مصايبك ..؟؟
إبان بخفوت : احم .. لا أنا معنديش مصايب دى كوارث يا حاج ..
مصطفي : ما تقولي يا بنتي ..؟؟
إبان بتلعثم : لا .. أنا .. أنا يعني .. ببساطة كده يعني سبت الماجستير مش هأكمله ...
مصطفي بغضب : وهو أنا مش هرتاح منكم أبداً ... اللي اتجوزت مش مريحاني وكل يوم متخانقة مع جوزها والتانية مش عايزة تتجوز ومش عايزة تعمل حاجة في حياتها أبداً ...
مني : طب بالراحة علي نفسك كده بس ...
مصطفي : طب هو أنتي مقولتليش ليه قبل ما تعملي كده ولا تكوني فاكراني موت ...
إبان : بعد الشر عليك طبعاً يا بابا .. يعني كل الحكاية إنه الوقت مش مناسب ليه وحضرتك عارف إني عملت كده عشان مش عايزة أتجوز دلوقتي ...!!
مصطفي : وطبعا مروحتيش ولا محاضرة ...؟؟
إبان : مهو ده اللي خلاني أوقفه ...
مصطفي : طب أنا عايز أعرف ليه ده كله ...؟؟
إبان : عشان أنا بشتغل دلوقتي وحبيت الشغل ...
مصطفي : كمان بتشتغلي ... وبتشتغلي فين بقا ...؟؟
إبان : احم ... في شركة المنصور ....
مصطفي : وإيه اللي وصلك للمنصور دى شركة كبيرة وبتاخد اللي عندهم خبرة بس ....
إبان : عادي يا بابا مانا كمان يعتبر اشتغلت قبل كده ...!
مصطفي وهو ينهض : اعملي اللي أنتي عايزاه أنا خلاص تعبت منكم ..
إبان : ماما بلييز اتكلمي معاه بس بلاش يعرف بخصوص القضية ..
مني : طيب أنا هأتكلم معاه وأحاول أهديه .. دول كلهم كام يوم وراجع تاني .......
إبان : ليه هو مش جاى يقضي إجازة ..؟؟
مني : لا الإجازة شكلها هتتلغي عشان عندهم مشاكل في الشغل ..
إبان : طب حاولي معاه علي الأقل ميزعلش في اليومين دول ..
أتي صباح يوم جديد ليحل علينا بأشعة الكرة الذهبية لتمحي آثار أمس ولكن هل القلب يوافق علي ذلك .....
استيقظت إبان قبل موعد العمل لتري والدها ورأيه في عملها ........
إبان : صباح الخير يا ماما ..!!
مني : صباح النور .....
إبان وهي تلتفت حولها : هي فين بتول وكمان بابا مش عوايده ميفطرش ؟
مني بحزن : بتول بتحضر شنطتها عشان تروح تقعد عند حماتها .. وأبوكي فطر جوه وبيشرب القهوة بتاعته في البلكونة ...
إبان : طب عملتي إيه امبارح ...؟؟
مني : روحي اتكلمي معاه أنتي يمكن يوافق علي اللي بتعمليه ...
وافقت علي اقتراح والدتها لتتجه بعدها نحو الغرفة ..
رأتها يجلس علي الكرسي في الشرفة ويمسك بكوب قهوته المفضلة ..
إبان : ينفع أقعد ..؟
مصطفي وهو مازال ينظر أمامه : تعرفي عمري ما كنت أتصور اليوم ده إنك تيجي وتستأذني قبل ما تعملي حاجة تخصني أو إنك تقعدي معايا ... كنت دايما أقول إبان هي اللي هتعوضني عن اللي بتعمله بتول بسبب دلعها حتى لما أمك رفضت إنك تعملي الماجستير أنا وقفت معاكي وقولتلها إن إبان هترفع راسي وهتنجح كمان .. بس للأسف بقا إني طلعت غلطان ومني كان معاها حق ...أنا عمري ما اعترضت علي إن ربنا رزقني ببنات و مفيش ولد ... كنت دايما أقول إن دول بناتي هي اللي هترفع راسي ومش لازم يكون ولد عشان أبوه يفتخر بيه ويرفع راسه وسط الناس كنت دايما أثبت للكل إنهم غلط لما كنتي تنجحي وكمان دخلتي هندسة وبقيتي مهندسة أد الدنيا فاضلك حاجة صغيرة وتبقي حاجة كبيرة لما تشتغلي بشهادتك وكمان تبقي دكتورة لما تعملي الدكتوراه وبكده أكون أثبت للناس إنهم غلط ... بس للأسف بقا شكلهم طلعوا صح لما قالوا خلفت البنات هتفضل طول عمرك تعبان ومش هترتاح .. بنتي فاكره نفسها إنها كبرت وتقدر تستغني عن أبوها وبقيت تاخد قرارات لوحدها ....
إبان ببكاء : أبداً والله يا بابا أنا طول عمري قوية عشان عارفة إنك سندي لما كنت بتخانق مع العيال كنت دايما أخد حقي عشان أنت في ضهري ولما أحس إني بقيت ضعيفة أول حاجة بعملها إني أقعد في حضنك عشان أرجع قوية تاني وعمري ما فكرت في حاجة غير لما أحط قراراتك الأول ودايما بفكر بعقلك أنت... أحيانا كنت بلغي شخصية إبان لما أفكر إنها ممكن تأذيني كوني إني بنت وبتقمص شخصية حضرتك ..أنا طول عمري بعمل اللي بتشوفه صح عشان حضرتك عارف الدنيا أكتر مني ... كل الحكاية إن تفكيري مكانش غلط الوقت نفسه كان غلط أنا خدت الماجستير ده عناد لماما عشان متجبليش عرسان تاني ..مكانش ليا مزاج إن أنا أبدأ فيه أو أخد خطوة أنا عملت كده لما لقيت حضرتك واثق في نجاحي فنحيت إبان علي جنب وفكرت بعقل حضرتك أنت وقولت طالما حضرتك واثق كده يبقي أنا أقدر أعملها زى بقيت الحاجات اللي عملتها قبل كده ... وأوعي تفكر إن إبان ممكن تلغي أبوها من تفكيرها .. إبان اللي كانت بتلغي شخصيتها هي عشان تفكر بعقل أبوها مستحيل تعمل كده ... وإذا كان علي الماجستير فأنا هاعمله أكيد بس في الوقت الصح ...وأكملت وهي تمسح دموعها : تفتكر إبان ممكن تنجح في كده لما تختار هي ...؟؟
مصطفي هو يمسح علي رأسها : وده فيها مصطفي ولا واخد جنب .؟
إبان : نعمل ميكس بين الاتنين .. نكمل الماجستير زى ما قال مصطفي ونختار الوقت بالنسبة لإبان ...
مصطفي : وأنا واثق برضو إن إبان هي اللي هتنجح ...!
إبان وهي تحتضنه : حبيبي يا بابا أنا كنت واثقة إنك هتسامحني ...
بتول : وأنا عايزة حضن قبل ما أمشي ..
احتضنها هي الأخرى : أوعي يا بتول تفتكري إني بقسي عليكي عشان بكرهك والله يا بنتي أنا ما ليا غيركم وبكرة تعرفي إني عملت كده لمصلحتك .. أمجد بيحبك وبيعمل اللي أنتي عايزاه أنتي أقل حاجة تهتمي بوالدته ..
بتول : حاضر يا بابا ...
مصطفي : بتول ده مش أمر . اعملي كده عشان خاطر أمجد مش عشان أنا قولت كده ..
بتول : آه طبعا يا بابا .. عن إذنكم بقا ... !
مصطفي : لا استني هأجي أوصلك ..
خرج مصطفي وبصحبته بتول ليتوجهان نحو منزل والدة أمجد التي تمكث به مع محمد ابن جارتها وصديقتها القديمة قبل أن تتوفاها المنية بعد ولادته بشهر لتهتم هي بتربيته بجانب ابنيها أمجد الذي يكبره بأربع سنوات وابنتها شيماء التي تكبره بأسبوع واحد ...فكان هو الأخ الأصغر سنا والأكبر عقلاً..

قلبي لك الجزء الاول  للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن