الفصل السادس

11.1K 246 3
                                    

الغضب يعمينا عن تصرفاتنا ..

والغضب الناتج من الحب يدمر كل ما حوله حتى أنه يؤذي من يحبه..
هل الحزم مطلوب في الحب ؟؟
أم فقط يكفي التعبير عن مشاعرنا لمن يهمنا أمره !!؟؟
غضب عاصف يدخل القلب ويسيطر علي العقل ,,,
فتكون النتيجة بأن الحب أصبح صحراء جرداء ..

غضبت أم تساهلت ؟؟!!
فبالنهاية
"قلبي لك"

جالستان كالعادة في الصالون حينما سمعتا صوت جرس الباب
نهضت مني لتفتحه فإذ بها تتفاجأ بعاصفة تبدو علي وشك الهبوب
فُتح الباب ليخرج أسد جائع يجتاح في الناس
أتت إليها بتول حينما طالت أمها فإذ بها تري عيون حمراء من الغضب و بها شرار ينذر من كارثة علي وشك الوقوع
اقترب منها أمجد وهي تتراجع إلي الوراء من الخوف والرعب دب في أوصالها قطع المسافة بينهما فكانت أنفاسه الملتهبة تلفح صفحة وجهها
عيونه العسلية التي تحولت للحمراء من الغضب تنظر بعينيها مباشرة..
رأت مني ابنتها وهي تكاد تموت من الرعب فاقتربت منها لتبقيها خلف ظهرها .؟. جففت مني حلقها بعد أن جف من منظره الوحشي "المتحول"
مني وهي تحاول جمع شتات نفسها : أنت ... أنت ... احم ... أنت جيت امتي؟؟؟
بقيت أنظاره مسلطة علي من تحتمي بأمها وهي تحاول كتم شهقاتها وهو يقول جازاً علي أسنانه بقوة : جيت من شوية .. ولقيت الهانم مش قاعدة في بيتها ... يبقي إيه يا حماتي ؟؟!!
مني محاولة التماسك : مانت عارف إنها بتخاف تقعد لوحدها ... عشان كده هي بتيجي تقعد هنا لحد ما ترجع .... فيها إيه يعني ؟؟!
أمجد صارخا : لا فيها كتير ... فيها إن الست هانم فكراني نايم علي وداني وبتخرج وتتفسح من غير جوزها ما يعرف .. هي وصلت لكده يا بتول .... قولي لي أعمل فيها إيه .. ها ..!؟؟؟
بتول وهي تحاول منع شهقاتها : أ ... أن ... أنا ... مع ... معملتش حاجة غلط ... ولا روحت مكان مشبوه ... أنا روحت المول وكنت مع إبان ..!!
أمجد وهو يضغط علي يديه بقسوة : ولما أنتي روحتي مع إبان عشان المول ... إيه اللي جاب العريس في النص ؟؟!!
قابله الصمت من ناحيتها فصرخ بعنف اهتزت له الجدران : ما تردى ؟؟!!
انتفضت بتول من صراخه وأمها التي تحاول التماسك رغما عنها وقعت مغشي عليها ... فصرخت بتول : ماما !!
فزعت إبان من صراخ أختها وهي بداخل غرفتها تحاول تهدئة الطفلة
فخرجت علي الفور لتقابل بمنظر أمها النائمة علي الأرض مغشيا عليها
جرت ناحيتها .. وأمجد المصدوم أفاق أخيرا فحملها إلي غرفتها وطلب من إبان الاتصال بالطبيب ليأتي بسرعة ...
بعد قليل حضر الطبيب وخرجوا من الغرفة ليقوم بعمله
خرج بعد بضع دقائق ليقابل وجوههم الفزعة والقلقة
طمأنهم الطبيب قائلا : خير يا جماعة .. ده بس الضغط عالي عندها نتيجة أعصاب مشدودة وحزن شديد ... فياريت تبعدوها عن أي زعل أو ضغط نفسي لأنها ممكن تقلب بجلطة لا قدر الله .. وأنا علي العموم كتبت لها علي شوية أدوية تاخدهم في المواعيد المحددة ليهم ...
شكر أمجد الطبيب بعد أن وعده بتنفيذ أوامره وودعه عند الباب ليعود للجالستين بجوارها لا حول لهم ولا قوة
أمجد بخفوت : احم .. الدكتور طلب أنها ترتاح فسيبوها ترتاح شوية ولما تفوق نبقي نطمن عليها ...
ألقت إليه بتول نظرات لائمة وغاضبة استقبلهم هو بنظرات ساخرة
خرجا هو وإبان من الغرفة تاركين بتول تستشيط غضبا منه هو مازال يتجاهلها وكأنها السبب في حالة أمها الآن .. تنهدت بحزن علي حالتهم جميعا . وأحكمت الغطاء علي أمها وبعدها خرجت إليهم
وجدته يجلس علي الأريكة ويحمل ابنته تير" ...
أمجد دون أن يلتفت إليها : يالا ادخلي غيري هدوك عشان هنمشي دلوقتي
دهشت من قراره : وأسيب ماما وهي في الحالة دى .. لا يمكن أبدا !!!
صرخ بها حتى أن ابنته انتفضت منه وتشبثت بخالتها
أمجد بغضب : أنا قولت كلمة ... ومش هأعيدها تاني ... هتدخلي تغيري هدومك ولا أخدك كده ومش هأتردد لحظة إني أعمل كده !!..
ارتعبت بتول من لهجته وبسرعة دخلت حجرتها لتبديل ملابسها
زفر أمجد بقوة محاولا تهدئة أعصابه خصوصا بعد أن رأي منظر ابنته الفزعة ... ذهب إليها ليدخلها أحضانه يبثها الأمان في محاولة تصليح ما أفسدته أمها تلك الغبية التي لا تتوارى في جعله غاضبا ....
خرجت بتول بعد قليل .... ليخرج دون أن ينبث ببنت شفه .. ودعت هي أختها مع وعدها طمأنتها علي أمها حينما تفيق في أي وقت كان
دخلت هي تطمئن علي والدتها قبل أن تغوص في نوم عميق افتقدته طيلة الأيام الماضية
***
أما عند امجد وبتول فطوال الطريق ظل يتجاهلها وهي اكتفت بالصمت فهو في حالة لا تسمح له بالكلام ..
دخل إلي المنزل وبعدها دخل هو إلي غرفتهما ليستطيع تهدئة أعصابه حتى لا يتهور عليها فتلك المجنونة ستصيبه يوما بأزمة قلبية تودي بحياته
أما بتول فأخذت ابنتها إلي غرفتها وبقيت معها حتى نامت لم تستطع أن تنهض لتذهب إلي غرفتها فهي خائفة أن يتهور عليها في حالته تلك لذا فضلت أن تنام مع ابنتها في غرفة الصغيرة ..
قلق أمجد من تأخرها كل هذا الوقت ... ذهب إلي غرفة الصغيرة تفاجأ بنومها بجانب الصغيرة ويبدو علي وجهها ملامح مرهقة ..
هزها برفق فقامت مفزوعة
أمجد : اهدي متخافيش ... قومي معايا
نهضت معه مستسلمة لا تعرف أهو خوف أم إرهاق
أدخلها غرفتهما وطلب منها أن تأخذ حمام ساخن ربما يساعدها علي الاسترخاء وتبديد الإرهاق
دخلت الحمام لتنعم بحمام هادئ ربما يساعدها علي إباء التوتر
أما هو فذهب إلي المطبخ لإحضار وجبة خفيفة فيبدو عليها اصفرار الوجه من قلة الأكل
خرجت من الحمام وجدته يجلس علي الأريكة الموجودة وطعام موضوع علي الطاولة التي أمامه
ظلت فترة ساكنة مكانها لا تفقه شيئا ... رأي ملامح الحيرة مرسومة بدقة علي وجهها فنهض من مكانه واقترب منها .أمسك بيدها يجذبها نحوه والتفت يديه حول خصرها بإحكام ... ظل الصمت حليفها فتحدث هو
أمجد بنبرة ثابتة : احم ... أنا وأنتي عارفين إنك غلطانة .. بس ده ميمنعش يعني إني ممكن أبطل أحبك ..
انفجرت هي بالبكاء وتمسكت بقميصه بقوة
ربت علي ظهرها ليهدها قليلا "ماسورة وفتحت هي "
أمجد : خلاص هوس .. وبعدين تعالي هنا إيه اللي ملبسك قميصي ... يعني تخلصي مرتبي علي هدومك وفي الأخر تلبسي هدومي
رفعت أنظاره لتلقي إليه نظرة حانقة رآها رغم دموعها التي تحجب لون عينيها الخضراء : عندك مانع ؟؟!1 ...
رفع يديه مستسلما : لا يا قلبي .. وأنا أقدر برضو .. وأمسك بذقنها لينظر إلي عينيها مباشرة ليقول بنبرة عاشقة : إذا كنت أنا كلي ملكك هيجي علي قمصاني .. وأكمل بمكر : وبعدين ده حتى عامل شغل تمام وأتبعها بغمزه
توردت وجنتيها خجلا وضربته علي كتفه : وقح !!
ضحك علي وجهها : طب خلاص هأسيبك عشان هاعمل تليفون وراجع تكوني أكلتي عشان إحنا لسه متكلمناش
أومأت موافقة وذهبت إلي الطاولة الموضوع عليها الطعام تحت أنظاره المتعجبة
رأت نظراته فأبعدت نظريها عنه قائلة بضيق : هو أنت فاكر إني ممكن أبطل أكل عشان أنت زعلان مني .. لا خالص ابسلوتلي يا بيبي
رد عليها بخفوت متهكما : أمال مرتبي يضيع ازاى .. إن مكانش شوبينج وجيم .. صبرني يارب !!..

قلبي لك الجزء الاول  للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن