عنوان الجزء

84 5 13
                                    

ببطؤ عاد احساسها بجسدها وما يحيطها، لا يزال شعورها بان هناك من يراقبها موجوداً لكن ضوء الصباح بدء يضايقها، لقد اغلقت الستائر بالتاكيد ثم ان النافذه لم تكن على يمينها قطبت حاجبيها، تحاول فتح عينيها بصعوبة ورفعت يدها لتضعها فوقهما، يدها مرة بجسد احدهم يستلقي الى جانبها بنية رجل لذا هي ابتسمت' كيف استطاع تحديد مكاني بدون ان اشغل، تحديد الموقع بهاتفي'
فتحت عينيها وتبدلت ابتسامتها بخط مستقيم وعيناها فتحت على وسعها تلقائياً، الفتى من حلمها يستلقي بجانبها
لين: لازلت احلم؟
ثم نهضت تنظر الى ثنايا الغرفة والظاهر بانها قد تبدلت، فهذه غرفه واسعه جداً تخلو من الاثاث عدى مرآة طوليه على الجانب وكبيره ستائر ملكيه مفتوحه نافذة كبيره بيضاء وسرير كبير ماتجلس عليه الان، صوت الفتى بجانبها خرج بنبرة لطيفه
كاي: كلا، لقد استيقضتِ لتوك. كان نومكِ ثقيلاً انها الثامنه صباحاً.
اجل فتى فلا يبدوا عليه انه رجل هو فتى صغير جداً، كل ما فكرت به هو ان عليها المغادرة ليس عليها البقاء هنا
لذا هي نهضت واتجهت نحو الباب، ما تعرفه ان الفتى مستلقي على السرير لكن يده الان تمسك بمعصمها وهو حرفياً واقف خلفها
كاي: لا تخرجي.
صرخت به بينما تفلت يده من بين يديه: مالذي احضرني هنا؟!
كاي: انا فعلت.
شدت لين شعرها بقهر بعد ان ابتعدت عنه خطوه الى الخلف: لما، يفعل فتى مثلك شيء كهذا؟!
حرك رئسه نافياً: لست فتى انا اكبر منكِ سناً.
استدارت بجسدها فهذا النقاش لا يهم ابد ستغادر فحسب، صوت الفتى خرج: لا تذهبي، لن تستطيعي فعل هذا، لا تذهبي اليه ارجوكِ.
ترهات فقط ترهات لكن الباب بدء يبتعد والمسافه بينها وبين السرير لا تتغير ابداً حتى ان قامت بالركض بعد محاولاتها هذه والرعب الذي تسلل جسدها بسبب رائحت الفتى التي خلطت بافاسها رائحة فريدة وكانه زهرة بتركيز عالي من الرحيق، دموعها هطلت انهاراً بعد ان وضع يده فوق كتفها: اخبرتك.
تهاوى جسدها على الارض وتصاعد صوت بكائها هي حتى لا تعلم لما تبكي ليست ضعيفه ابداً وتؤمن بمبدئ ان الحوار يحل كل شيء لكن ما هذا، جلس خلفها وقام باحتضانها وصوتها بدء يتصاعد اكثر واكثر دون النطق بكلمة حتى صرخ الفتى: توقفي.
عندها ظهر امامها جسد لفتاة نحيله جداً، قد شابكت يديها بتقاطع امام صدرها
مينجي: اخرجها اذاً.
كاي: لن افعل.
عينا النحيلة بدئت تبرق اكثر واكثر وخصلتيها الزهريتان تحولتا الى لون الدم القاني، مع ازدياد صوت لين علو وحِدة، ربت كاي على ضهرها وشد في احتضانها رائحته طغت على المكان كلياً
كاي: مينجي، دعينا نتحدث خارجاً.
مينجي: ستبقى هنا كاي، لم احميك لتغادر هكذا.
هدئ صوت لين وعاد لها شعورها بجسدها لذا هي فقط قامت بدفع جسد الفتى عنها، ارتد كاي قليلاً الى الخلف ثم توهجت عيناه بشده وشحب لونه ليس وكانه كان اسمر البشره قبل لحضات، اندفع تجاه مينجي ووضع يده عرضياً على رقبتها فحاصرها بالجدار الذي بدا قريباً جداً هذه المره وشده دفع يده باتجاه رقبتها بطريقه خانقه جداً
ثم اختفى الاثنان بلمح البصر من امام لين التي صرخت برعب وغطت عيناها بيديها، تينا التي كانت غارقه بالنوم فتحت عيناها على وسعها وبعد ان تبين ان هذا الصوت صوت لين نهضت تنظر بالارجاء تستعيد وعيها ثم تتبعت صوتها وكانها تبكي بمراره وتصرخ"حلم، هذا حلم" قطعت الممر الضيق المليء بالغرف حتى وصلت الدرج الكبير والعريض واتجهت للممر المقابل له
جودي: ماذا هناك؟!
فاجئها صوت جودي المستفسر لذا انتفض جسدها وعندما اطمئنت كونها جودي اكملت طريقها نحو الصوت
تينا: لا اعلم ما بها، ليست من النوع الذي يهلع بسهوله.
تنهدت جودي وهي تسير بجانبها: ربما ليست لين، فهذا يشبه الصوت الذي سمعته منذ دخلنا الغابة.
تنهدت تينا بينما تقف على عتبت باب كبيره جداً ومزغرفه يدوياً وباتقان: توقفي عن التخيل عزيزتي هذا مزعج.
طرقت الباب وازداد علو صوت لين: اتركاني.
توسعت عينا جودي: ما بها.
تينا: لما سأترككِ مثلاً؟ افتحي الباب فوراً.
نهضت من مكانها راكضه نحو الباب: تينا اخرجيني من هنا، اصحاب المنزل ينتقمون مني.
تنهدت تينا: افتحي الباب.
لين: انه مغلق من الخارج.
قهقهة جودي لطرافة ما تسمع: هي انه من النوع الذي لا يغلق من الخارج، ان لم ترغبي بان ندخل فقط قوليها بصراحة.
ازداد هلع لين: ماذا تقولين، انا متاكدة انه اغلقه من الخارج.
رن هاتف تينا والتي اخرجته من جيب بنطالها وقد كان بالفعل سيهون
تينا: ماذا؟
سيهون: مرحباً تويتي، اين لين؟!
تينا: لا تتلاعبا بنا، انت معها بالداخل صحيح.
استغرب الشاحب بينما اقترب صوت سيارة من الكوخ.
سيهون: اين هي الان تينا؟ الم اخبركم بان لا تقوموا بالحماقات، اين هي لين؟
اغلقت الهاتف ونزلت للاسفل جزياً وكان ما توقعته صحيحاً سيهون بالخارج، كيف عرف مكانهم، لما هو هنا منذ الصباح الباكر اصلاً؟
بينما لين هدئت بشكل غير معقول، وهذا يعود لظهور الفتى امامها مره اخرى، اقترب منها وحاجباه معقودان
كاي: لا تذهبي معه؟
دفعت لين كتفه: اخرجني.
باب الغرفة طرقت بعنف وصرحة تينا: لا اعلم لما تفعل كل هذا.
سيهون: الم تقولي بانها كانت تصرخ؟!
اومئت له جودي ثم طرقت الباب ولم ينالو اي رد من الاثنين الذان يحدقان ببعضهما، اختفى الفتى فجئة بدون سابق انذار لكن رائحته لم تفعل، ثم فتحت الباب تلقائياً لتهوي لين على الارض وهي تحدق بالعدم سيهون تحدث محاولاً جذب انتباهها: ماذا حدث معك عزيزتي؟!
اقترب منها وانحنى الى مستواها ممسكاً بكتفيها ولكن دون استجابه هي انفجرت باكية عندما اختفت تلك الرائحه
لين: لقد كان هنا، صاحب المنزل كان هنا.
جودي: هذا غير مضحك لين، ارجوكي لا تتظاهري بالجنون.
سحبت يد سيهون التي تمسك كتفها ووضعتها بحجرها
لين: اترى انهن يصفنني بالجنون، رائحته وملمسه انا متأكدة اني لم اكن احلم، كانت هناك فتاة ايظاً-تعالى صوتها الذي كانت تحاول جاهده ابقائه طبيعياً دون هلع- كانت تتحكم بجسدي بكيت بدون سبب وكنت مستسلمه لكل ما يحدث معي تحكمت بي كلياً.
تنهدت تينا بعمق: هذه انتِ، لا يوجد احد انتِ من كنتِ تصرخين و تبكين.
انفعلت هذا الكلام يشجعها على فقدان السيطرة: انتِ فقط لا تحبين التصديق، لقد كان كل شيء حقيقياً، انت السبب بما حصل لي .
صرخت بها الاخرى
تينا: انتِ مجنونه فحسب عزيزتي، هذا ما يدعى الجنون.
تركت سيهون الذي يحاول ان يخرج بطريقة صحيحة للتعامل مع لين حالياً
لين: تعلمين باني اكثر شخص سوي هنا.
اقتربت تينا منها ودفعت كتفها: كلا انتِ اكثر شخص اناني مجنون وغبي، لديه جنون العظمه انتِ فقط مخلوق عليه الانقراض انتِ تتسبين بتعاستنا هنا جميعاً.
دفعت جودي تينا خارجاً صارخة بها: توقفي، هل تعتقدين ان الامور تحل هكذا؟!- ثم استدارة نحو الاخرى- وانتِ لا يوجد شيء كالاشباح.
لين: ليسوا اشباحاً، لقد سمعتي اصواتهم بالامس.
قالتها وهي تشير خلف ظهرها بابهامها
جودي: لين توقفي، تعلمين بانكِ لا تحتاجين هذه الدراما لتحصلي على اهتمامنا.
بصمت سقطت دمعة حارقة من عينيها، عندها نهض سيهون وقام بعناقها من الخلف
سيهون: انا اصدقك، لا تبكي صغيرتي.
شدة بيديها على يديه التي تحتضنها
لين: انه حقيقي، ومرعب لقد جعلني ارتجف، هو تحدث معي.
ادار جسدها نحوه ينظر بعينيها
سيهون: ماذا قال؟
لين: اشياء كلن تستطيعي الخروج من الغرفه، حاولت الهرب لكن الباب كان يبتعد ثم ظهرت تلك الفتاة السمراء وقامت بالشجار معه حول شيء ما وكنت اصرخ وابكي دون وعي مني او سيطرة حاولت التوقف لكن لم استطع حاولت ابعاده عني لكن جسدي كان مربوطاً على وضعيه التقرفص فحسب، ثم فجئة تركتني وبدئا الشجار بينهما كانا يشبهان الشياطين ربما اسوء- شهقت- لا اعلم هما فقط ليسا بشر هذا المنزل، يجب ان نغادر بسرعه.
احتضنها الشاحب وربت على ظهرها مهدئاً
سيهون: سنخرج، لا تقلقي.
لين: هل تصدقني؟ الامر لا يصدق ، كأنه ضرب من الخيال.
رفع يده اليمنى ليربت على رئسها
سيهون: انا افعل، اصدقك.
شدت يديها خلف ظهره وهدء تنفسها قليلاً، ثم استدارت نحو رفيقتيها
لين: لن افعل هذا مره اخرى، لن اذهب لاماكن غير مئهوله، دعونا نذهب الى هاواي في الشهر القادم.
ابتسمت جودي: حسناً احب هاواي كثيراً، لكن هل ساحصل على اجازه حينها؟
ابتسم سيهون ورفع لها يده اليمنا يجهز نفسه لقطع وعد: ساقنع مديرك بنفسي، سأحاول.
استدارت تينا تغادر الغرفه العملاقه هذه: انت تفعل الكثير لاجل لين، الا توافقني الرأي.

سامي(سيكاي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن