الفصل السابع

7.3K 78 5
                                    

*

في إحدى أراضي شرق البلاد وفي عمق قبائل الهازان , في تلك البلدة

الخضراء الصغيرة المرتفعة ( خُماصة ) التي تميزت أراضيها بزراعة

نباتات الصفصاف حيث الخصوبة التامة والأمطار الموسمية التي تزورها

حتى أواسط الصيف , وقد اعتمد أهلها على بناء المنازل من الطوب لأن

المنازل الطينية لا تصمد فيها لذلك كانت مقرا لقبيلة خماصة تحديدا ومنها

استمدت اسمها منذ أمد بعيد وهي من القبائل المنضوية تحت الهازان , وهي

قبيلة اشتهرت بتدرج اللون الأزرق في أحداق أعين أبنائها حتى باتت سمة

تميزهم عن الكثيرين فتجد الجد وأبنائه وأحفاده حوله جميعهم لهم نفس تلك

الزرقة المتفاوتة ولم يقضي عليها ولا اختلاط الأنساب بالقبائل الأخرى وإن

قل ذلك في عاداتهم , وتروي الحكايات أن جذور تلك القبيلة كما في العديد

من القبائل منحدرة من بلدان ليست عربية وأغلبهم ما يسمون بالمستعربين

الذين نزلوا البلدان العربية من مئات السنين والبعض ينحدرون من السكان

الأصليين للبلاد قبل أن تمر بها الفتوحات الإسلامية فتجد فيهم كل هذه

السمات من لون العينين للحمرة في البشرة البيضاء وميلان لون الشعر

لتدريجات البني كافة رغم أن الدم العربي واللهجة النظيفة موجودة فيهم

بوضوح فقد تداخلت الأنساب من أجدادهم الأوائل وتحولوا لعرب لا نقاش

لاثنين في أمرهم وجميع ما ذكر يعد تاريخ مضى لا أحد يذكره الآن .

( بلدة خُماصة ) في هذا اليوم لا يفصلها عن خط الحرب الدائرة شرق البلاد

سوى بلدة واحدة , أي تبعد مسافة قرابة الثلاثين كيلو مترا عن خط الحرب في

ريهوة وكان دوي المدافع يصل للمنازل الأقرب لتلك الجهة بوضوح , وحيث

أن بعض أهاليها غادروا من أيام ما أن دارت رحى الحرب هناك فالبعض منهم

اعتصموا في منازلهم ورفضوا المغادرة لأسباب عدة ومختلفة كما أضطر

من لديهم أطفال للرحيل حاليا عن تلك الجهة للذعر الشديد الذي سببته لهم

جنون المطر lحيث تعيش القصص. اكتشف الآن