بدا عاجزا وسط نحيبها الذي لا يتوقف ..
لم يتوقعه ..
لقد رتب حديثا متوقعا نقاشا ..تفاهما ...
لكن ان تنهار بين يديه هكذا ..
ركع بركبتيه علي الارض محاولا احتضانها ..
هدهدتها كالطفل ..
لا يجيد ذلك الامر ..
ولا يعرف كيف يجعلها تتوقف .
فلم يسبق له يوما ان ساعد في تهدئة امراة تبكى..
فمابالك بأم تبكى لفقدان وليدها ..
فمع نحيبها يشعر بأن نياط قلبه تتمزق ...
بدت وكأنها تبكى منذ ساعات ..
لا يعرف كم بقيا علي هذه الحالة ..
"هونى عليكى ..شهد ...ششش..لا عليك ...فهو عند الله ...
ارجوكى توقفى ".
لا تبدو تسمعه ...
كرر جملته ..
لا تتوقف ..
مال برأسها علي رقبته بينما يهمس محتضنا الجسد المرتعش من فورة الحزن :
"اتدرين ؟؟...سمعت يوما افضل تعزية ..عندما مات طفل احد الصالحين فعزاه اخر (جزأ منك سبقك علي الجنة)...
جزأ منا ..سبقنا الي الجنة ...
لا حول لنا ولا قوة ...
هونى عليك".
كان صوت نحيبها عاليا حتى انه شك ان تكون سمعته ..
كاد ان يكرر كلامه ..
ولكن
خفت نحيبها ..
اخيرا ..
تنهد براحة ..
حسنا لقد اساء اختيار الوقت . .
لم يكن ذلك بالوقت المناسب لحديثه عن الانفصال ..
برغم تفكيره المطول لاسابيع .
لقد فكر بعيدا عنه وعن مشاعره او احتياجه ...
فكر وكأنما الامر لا يخصه ..
كأنها مشكلة اخر ...
لا مشكلته ..ليفكر بموضوعية ..
نظر اليها بطرف عيونه بينما تستقر راسها فوق صدره..
كانت بائسة ..بوجهها الاحمر الملتهب ..و شفاهها المرتجفة ..
وجفونها المتورمة من بكاءها الذى لم يتوقف وان خفت النحيب ..
يالها من رقيقة ..
ترى لو مات الان ..استبكى عليه امه كما فعلت شهد مع جنينها؟؟
يالحظك يا عامر ...هناك من يبكيك ..بينما انا لو مت ما بكانى احد ..
حملها مخلفا عصاها علي الرمل وراءهم بينما يمشي بخطوات متمهلة وقد سكن جسدها بين ذراعيه ..
أنت تقرأ
المبادلة
Romanceقالت بتحدى وثقة لا تشعر بها :"لا اريد الانجاب منك". سأل ببساطة :"ولما؟" قالت باستفزاز :"لانى اود ان انجب من الرجل الذى احبه." سال بنفس البساطة : "واين هو " حاولت ان تكون هادية وهى تقرر بثقة : "ساحب فى يوما ما ." سألها باندهاش :"الا تعتبر تلك خيانة...