ألجزء ألتاسع وألخمسون

ابدأ من البداية
                                    

"من يعرف سواكَ و والدك بجانبك ألذئب؟"
مسحت جبهتي أقلل من أنزعاجي لكمية ألمعلومات داخل عقلي.

"ألجميع.."
أجاب وشعرت بغصّه داخل حنجرتي،"ألجميع؟ألرفاق وبيري وزين والدي ولوكاس وكل أحد؟"
أرتجفت شفتي وهو أومئ يراقب وجهي.
كنت ألوحيدة ألجاهلة طوال ألوقت،كالعادة.

"أذاً ترى أن الأمر سخيفاً لتخبرني أياه ولكن بيري تستحق أن تعلم؟"
لم يجب.

لم أتحمّل أبقاء ملامحي ثابتة وكل هذا ألشعور داخلي لذلك مشيت بعيداً عنه أتخطاه،"أين تذهبين؟"
هو أمسك ذراعي وأنا دفعت يده،"أريد أن أكون وحدي"
فور خطوي خارج أسوار ألقرية،أنا عدوت بذئبتي بعيداً عن ألقرى جميعها،نحو حدود ألمدينة.

ألذكريات ألتي تلعب برأسي لي مع ألرفاق وهم يعلموا حقيقته ويخفوها عني آلمتني بشدة.حتى آليس! زين!
هل كانوا يستغبوني طوال ألوقت؟
لهذا ألسبب هو لديه قلب نابض دونهم؟

بيري..لا بد أنها أستخفت بي كثيراً.لا بد أنها شعرت بالأنتصار بأنها تعلم حقيقته وحدها.لابد أنها أستخفت بعلاقتنا مع بعض كثيراً.ذئبتي بقيت هادئة لا تشاركني أفكارها كالعادة.

عدوي أنتهى عندما أختفت الأشجار وألبنايات،فقط ألتكوينات ألصخرية وألتلال هي ما يحيطني.أتينا هنا من قبل مع بعضنا،لرؤية ألقمر وألنجوم.فكرة كوني ألوحيدة ألتي لم تعلم من بينهم جميعهم تجعل قلبي مثقل وتُوسع ألغصة في حنجرتي.

وقفت فوق ألتل نفسه أحدّق بالقمر،قبل أن يأتي ذلك ألصوت من بعيد،لا أعلم أن كان صوتاً بعيداً أم أن أحداً حاول ألتخاطر معي ولكنّي علمت،أن شيئاً سيئاً حدث.

عدت أعدو نحو ألقرية بسرعة فائقة،عبرت ألسور وأحداً ما كان ينفخ بنوع غريب من ألابواق فوق أحد ألابراج ألخشبية،ألصوت يخرج من ألبوق حزين،كنعي.نظري توجّه نحو منزل ألسيد دارل.ألناس يبكون في ألخارج،لا أحد مألوف،لا والدي،لا لوكاس،لا زين،لا أحد من ألرفاق ولا حتى..خاصتي!

علمت ما يحدث،أسرعت نحو أحد ألاكواخ خاصة ألملابس،وتحولت لهيئتي ألبشرية ألتقط أول ما رأيت من قطع ملابس دون ألتفكير بلون أو حتى ألنظر للقياس،خرجت أركض نحو ألمنزل بسرعة،تخطيت ألحشد ألباكي في ألخارج أندفع بسرعة لداخل ألمنزل.

والدي وجميع ألرفاق جلسوا بالداخل يحنون رؤوسهم نحو ألاسفل و باب غرفة ألالفا مفتوح،لماذا أواصل رؤية نفس ألمشهد كل يوم!

تجاهلت نظرات آليس نحوي وخطوت بتوتر نحو ألغرفة،حيث ألسيد دارل كان ممدداً فوق ألسرير مع زين يجلس على الأرض ويمسك كفه ناحباً.يقف خلفه،في زاوية معزولة للغرفة،خاصتي.
يحدّق في ألمشهد أمامه بلا مشاعر،عيناه هبطت فوقي فور خطوي داخل ألغرفة.بقيّ يحدّق داخل عيناي بطريقة أضعفتني.
"أنا آسفة"
همست أحاول أن أجعل شفتاي مقروئة من مسافته ألتي لا تسمح بوصول ألهمس،يدي فوراً مسحت دمعتي وهو رمش لا يزال ينظر نحوي بدون حركة.

فارس الغسق Ⓜ️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن