XIV

25.5K 2.1K 624
                                    

هالوووو ⁦^_^⁩

كيفكم؟؟

'كلما أحببت نفسك أكثر،كلما قلّ تشابهك بالآخرين، وهذا ما سيجعلك فريداً!'

🌟 🌟 🌟

وقف أمام المرآة، تخللت أنامله خصلات شعره الأمامية، أعادها للخلف فلامست ياقة قميصه ذات اللون الأحمر القاني، لم يغلق أزراره الموضوعة على طول مقدمته.

هبط درجات السلم بخفة، ابتسامة واسعة زادت جاذبية ملامحه؛ رؤية زوجته الحبيبة تتنقل في أنحاء المطبخ الصغير تعد الإفطار...لم تكن تجيد الطبخ يومًا، إلا أنها تبذل جهدها للتعلم من أجله، رغم أنه لا يمانع تولي مهام الطبخ بدلًا منها إلا أنها رفضت ذلك وبشدة.

قالت بنبرة حازمة: اجلس على المائدة، أكاد أنهي إعداد الطعام.

نفّذ ما طلبته دون نقاش، اتخذ من إحدى الوسائد -المحيطة بالطاولة الخشبية- مجلسًا له، وعلى وجهه ابتسامة واسعة تعكس سعادته.

لم تمر سوى دقائق قبل أن تلتفت نحوه بابتسامة عذبة، تحمل بين يديها طبقًا خزفيًا باللون الأزرق الباهت، وقد نُقِشت على أطرافه بعض الورود متعددة الأشكال.

انحنت ووضعت الطبق أمامه ولكنه لم يزح عينيه عنها؛ لقد أسرته ابتسامتها، احمرّ وجهها خجلًا من نظراته، لم يكتفِ من إشعارها بالارتباك، زاد من استحيائها بالقبض على كفّها ساحبًا إياها فجلست على فخذه محيطًا خصرها بذراعه اليسرى.

منعها حياؤها من التلفظ بأي حرف، وظلت تراقب جانب وجهه عندما نقل بصره إلى الصحن أمامه؛ أفلتتْ من بين شفتيه ضحكة مستحسنة، وظللت نظرة معجبة عينيه، ثم أعاد تركيزه إليها؛ التقت نظراتهما فازدادت ارتباكًا.

ابتلعت ريقها بتوتر وهمست بنبرة قلقة: إن لم يعجبك سأعد شيئًا آخر.

انحنى نحو وجنتها وطبع قبلة سريعة ثم قرّبها إليه أكثر -إن كان هذا ممكنًا-، همس وعلى وجهه ابتسامة لطيفة: أرغب في تناولك أنتِ.

راقب مشاعر الصدمة وهي تظلل ملامحها البريئة بشكل لطيف، ما زالت خفقات قلبها تتسابق بسرعة، وقد زاد ذلك من اتساع ابتسامته وقرر التوقف عند هذا الحد، وإلا ستذوب خجلًا بين يديه.

انتشل نفسه من ذكرياته فاتحًا عينيه ذاتا الألوان المختلفة والفريدة، قابله سقف الحجرة الخشبي، وقد جثمت الكآبة على قلبه أكثر وأكثر.

تنهد ونظر نحو الفراش، وقد استغرقه الأمر بضع ثوانٍ حتى استوعب أن ديانا ليست هناك، انتفض واقفًا وتملكه القلق.

التقطت أذناه صوت نبضات قلبها المتسارعة القادمة من مدخل الكوخ، توجّه إلى هناك وهبط درجات السلم بسرعة فائقة وهو يُؤنب نفسه على استغراقه في أفكاره لدرجة عدم انتباهه، ليس لاستيقاظها فقط، بل ونزولها إلى الطابق السفلي ومنه إلى حافة البحيرة.

الإفاسيسا: فجر دياناWhere stories live. Discover now