الثامن // هديّة.

3.9K 711 57
                                    

الشمس إنتصفت السمَاء و أوشكت على الغروب و هكذا عادت الطيُور لأعشاشها فوق الاشجار الطويلة بينما هاري و برايدن يسيران على نفس النمط بحيث يرفع كلاهما القدم اليُمنى في ذات الوقت و كذلك يفعلان مع اليُسرى.

بينما يسيران عينا برايدن وقعتا على متجر لبيع السلاسل الفضّية و فكرة ما ومضت في ذهنها و لسببٍ ما لم تستطع التخلّص منها فوجدت نفسها تسحب حقيبة أموالها الصغيرة من حقيبة الظهر.

أمسكت بالدفتر و كتبت لهاري، "سأذهب لأرى شيئاً ما. إحتفظ بحقيبتي للحظات."

ألقت الحقيبة له و عبرت الشارع سريعاً ثمّ دخلت المتجر و قد أصدر الجرس الصدئ الموجود فوق الباب صوتاً فور أن فتحت الباب .

العجوز الموجود وراء الطاولة الزُجاجية رفع عيناه نحوها و إبتسم ببساطة قائلاً: "مرحباً آنستي. كيف أستطيع خدمتكِ؟."

" مساء الخير سيدي، كنتُ أتسائل إن كنت تملكُ سلاسلٌ فضّية يمكنني نحتُ جملة ما عليها؟."

عبثت برايدن في أصابعها متسائلة عن ما أتت من أجله و قد حوطت عيناها المكان في نظرة سريعة.

"أجل يوجد، لكنني أحبذُ السوار الفضّي من أجل كتابة الجُمل، سيكون أكثر جمالاً." عرضَ عليها بحكم خبرته الممتدة لتبتسم على الفكرة.

"أريدُ واحداً رجالياً من فضلك." طلبَت ليومئ ببساطة و يتجه للداخل بضع لحظات قبل أن يعود بثلاثة تصاميم.

برايدن كانت تفكر..بما أن نهاية العالم اليوم، فلِما لا تُهدي أحدهم هديّة؟. للمرّة الأخيرة.

إختارت برايدن أكثر التصاميم بساطة و قد تميّز بزخرفات بسيطة على الجوانب.

"الجملة؟." سأل البائع و بحوزته ورقة بيضاء و قلم ليدون الجملة المطلوبة .

"إبتسم، دائمًا." قالت ثمّ أضافت: "كما أنني أريدُ نحت توقيعي بخط يدي بجانب الجملة."

"حسناً..تفضّلي." مدّ ورقة زرقاء اللون لها، صغيرة. و قلم حبر لتوقع بإسمها.

وقعت برايدن سريعاً بخط يدها الصغير و سألته:"كم تأخذ من الوقت لتجهز؟ أيمكنني إستلامها الآن؟."

"خمسُ دقائق و ستكون جاهزة، لا داعي للقلق." أخبرها و إتجه للداخل حيث معمله بينما برايدن جلست على المقعد الجلدي الدوار تنتظره و عقلها يفكرُ في هاري الذي ينتظرها خارجاً.

مضت دقائق مُطولة هاري شعر بالملل فيها و لكنه لم يتحرك من مكانه جالساً على كُرسي في الطريق و على الجانب الأخر كانت برايدن تحركُ قدمها في توتر و تلتف بالمقعد منتظرة إنتهاء الصائغ الذي سُرعان ما ظهر من الداخل مبتسمًا و كأنه سمع نداء إستغاثتها.

"ها أنتِ ذا." مدّ سوار اليد نحوها لتُلقي نظرة عليه و قد كان مثالياً، أفضل مما تخيلت.

وضعه البائع لها في عُلبة جميلة، ثمّ عاد يمده نحوها مبتسماً بفخر و دفعت هي ثمنه قبل أن تُلوح للرجل شاكرة و تتجه خارجَة من المتجر.

ركضت الطريق عابرة للجهة الأخرى حيث جلس هاري مغمضاً عينيه فوق الكرسي و بدا أنه قد نامَ جالساً في مكانه من كثرة الإنتظار.

"هاري..هاري! أيها الطفل." هزّت برايدن كتفه لينتفض هو ناظراً نحوها بتشوش قبل أن يتدارك الأمر و يسحب كفها سريعاً بضيق و يَخطو عليه بإصبعه و برايدن حاولت التركيز على ما يكتبه.

"لما تأخرتي؟، و أين ذهبتي و تركتيني ملقياً في الشارع؟." كتب متسائلاً.

حركت يدها الممسكة بالعلبة و رفعتها أمام مرمى بصره لينظر للعلبة و يرفع عيناه لها مُشيراً لنفسه في تساؤل.

برايدن أومأت و إبتسمت بحماس، لطالما كان إنتقاء الهدايا و إعطاءها للآخرين من إحدى هواياتها الغريبة و المحببة.

فتح هاري العُلبة و لمعت عيناهُ للحظة قبل أن ينظر لبرايدن و تتسع إبتسامته حتى أن شفاهه كادت تتشقق من كُبر إبتسامته.

أخرج السوار من العلبة بعناية و ظل يتفحصه قبل أن يدخله في يده اليُمنى و يرفعها نحو عيناه متفحصاً شكلها على معصمه و قد أحاطه الاسوار بمثالية.

نظر لبرايدن مذهولاً قبل أن يسحب كفّها و يكتب:"أقبل."

برايدن عقدت حاجبيها و خطت على كفّه،"ماذا تقصِد؟."

"أنتِ تطلبين يدي للزواج، صحيح؟." سأل بجدية و قد عقد حاجبيه ممازحاً.

ضحكت برايدن و ضربت كتفه متمتمة:"مُغفّل.."

في تلكَ الأثناء و هما يضحكان بعبث، تحرك الطريق أخيراً، أكملت السيارات السير في سُرعة و إختفت زحمة الطريق.

إبتسم \\ h.s Where stories live. Discover now