السابع // صمتكَ و إبتسامتكَ.

3.9K 693 39
                                    

أغنيَة الفصل: knees [Bebe Rexha.]
-

"إجلسي." كتب هاري و أشار لبرايدن نحو أحد الكراسي القريبة.

"نحن حتماً سنتأخر على أمّي إن جلسنا مُطولاً." كتبت له ليدير عيناه و يخطف القلم و الدفتر منها.

"عزيزتي، نحن لم نكن لنصل على الوقت أو حتى قريباً منه في كُل الأحوال." سخرَ منها كتابياً لتتنهد و ترفع عيناها نحوه.

"أخبرني إذن بقصّتكَ منذُ البداية." أخبرته ليومئ و يبدأ بالكتابة لها في لهفة.

في النهاية و بعد أن إنتهى هاري من الخربشة في دفتره بسُرعة و بخط متشابك مدّه لها لتقرأ
الآتي :

"لقد حدث ذلك في عام ٢٠١٥ أي قبل ثلاثة أعوام من الآن. كنتُ طبيعياً كجميع البشَر، شاب طائش في آخر سنة في الثانويّة. طالما كنتُ الفتى السيء و لكني كنت طموحاً و ذكياً في ذات الوقت لذا كل شيء كان نوعاً ما، سلساً بالنسبة لي. في أحد الأيام و دون توقع إرتفعت حرارتي فجأة بطريقة غير طبيعية و قد تعدّت الأربعون. فُزعت والدتي، و كنت أحتفظ بتلكَ الفكرة في ذهني. أنها النهايّة و أنني سأموت اليوم لا مُحالة. تمّ نقلي إلى المشفى و هُناك فقدت الوعي كُلياً، و تمّ تركيب المحاليل لتغذية جسدي و أخذتُ عدّة حقن -إبَر- حتى إستيقظت بعد يومين..فاقدًا لسَمعي و صَوتي ببساطة."

إبتسمَ هاري و هو يراقب برايدن تقرأ بتمعن مع نظرات الحزن التي إكتسحت وجهها.

سحب منها الدفتر ليُكمل:"لا تكوني إنفعالية للغاية. الأمر إنتهى."

نظرت له برايدن و ضربت كتفه ممازحة لينظر للاسفل مبتسمًا و يكمل كتابة ما يتذكره من أحداث.

"لذا، أنا لم أستمع إلى صوت ليام باين منذ ثلاث سنوات و هذا شيء بشع، و لكنه لا يزال فناني المفضّل رغم كل شيء." أضاف كاتباً.

"أنا حقاً أسفة لما أصابكَ." رموش برايدن السوداء الكثيفة تحركت للأعلى و عيناها كانت مُسلّطة عليه مما جعل قلبه يخفق بطريقة لم يعهدها و لكنه سيطر على نفسه و أغلق عيناه مبتسماً.

"أنتِ تدينين لي بقصّة أيضاً."

"إن أخبرتكَ قصّة سأصبحُ فعلاً عاطفية و لا أعتقد أنك ستحب هذا." كتبت برايدن له لهز رأسه نافياً.

"أعتقدُ أنني أستطيع تحمّل القليل من برايدن الباكية."رفع كتفاه تزامناً مع رفعه للدفتر نحوها.

تنهدت برايدن و أخذت الدفتر منه لتكتب في صفحة خالية بالكامل،"لقد وقعت في الحب قبلاً. في سنتي الأولى في الجامعة، كانَ نايثن لطيف للغاية، وسيم و صاحب درجات مثالية و منحة دراسية. لقد كنتُ عملية جدًا حينها، أعني سأحب أن أقع في حب شخص وسيم و ناجح في ذات الوقت. ظننتُ أنني قد ضربت عصفورين بحجر تفهمني صحيح؟. على كُل حال تطورت علاقتنا بمعجزة ما و وقع في حبي أو هكذا أوهمني أنا لا أعلم حقاً. و لكني كنت سعيدة. سعيدة للغاية حتى أنني لم أدرك الأمر و نسيت أن السّعادة لا تدوم هاري. تلقيتُ صفعة كبيرة و وجدته قد تركني بين ليلة و ضُحاها دون أن يترك حتى رسالة نصيّة على هاتفي لأفهم ما حدث. هو سافر أخذاً حبيبة ما لم أكن أعرف أنها تشاركني إياه. و هكذا إختفى كل شيء ببساطة كما ظهر، أصبح نايثن ذكرى مضللة لا وجود له هو في حياتي."

هاري كان عاقدًا حاجبيه طوال فترة قراءته لما كتبت برايدن و قد لاحظ وجود قطرة مياه على الورقة. لم يكن يلاحظ دموع برايدن لأن شعرها القصير كان حاجباً عنه رؤية وجهها بينما تميل لتكتب.

"لا بأس، أتريدين عناقاً؟."كتب هاري و فتح أذرعهُ على الناحيتين لتدفن برايدن جسدها في الداخل و يحكم هو غلق ذراعيه حولها.

لحظات مضت ثمّ قام هاري بسحب كفّ برايدن بين يداه الدافئة ذات البشرة الصافية و بإصبعه بدأ يكتبُ شيئاً وهمياً على بشرة كفها.

"لم أكن أعلم أن برايدن اللطيفة تملكُ حزناً دفيناً داخلها."

عينا برايدن إتسعتا بحماس ثمّ نظرت لهاري بطفولية و قد إستطاعت قراءة ما كتبه على كف يدها.

سرعان ما أمسكت بكفه هي الأخرى لتكتب له شيئاً فقام هاري بإغلاق عيناه ليستطيع التركيز على ما تكتب له.

"لكل منّا قصته المؤلمة صديقي."

تنهد هاري و إبتسم لها.

"لنكمل السير، و تجاهلي الألم." كتب هاري على كفّها و سحبها ليقفا و يسيران متجاوران.

إبتسم \\ h.s Where stories live. Discover now