السادِس // كيف أقوم بإيقاع شابٍ وسيم؟.

4.1K 713 107
                                    

"تحدّي!"

نظرت برايدن صَوب هاري و رفعت الدفتر أمامه ليبتسم الأخر بخبث و يكتُب،"ماذا كان آخر شيء بحثتي عنه في جوجل؟."

رفعت برايدن هاتفها نحو عيناها بينما تسير لترى آخر ما بحثت عنه و لكن سُرعان ما إحمرّت وجنتاها و وضعت الهاتف في الجيب الخلفي لبنطالها الجينز الضيّق.

"هل عليّ حقاً قولُ الحقيقة؟.." تسائلت بضيق و كتبت له ذات الجملة، و داخلها هي تعلم أنها لا تستطيع أبدًا الكذب.

"إلا إذا كُنتِ تريدين تقبيلي." كانت إجابة هاري هي ما وضعه كشرطٍ إذا لم تقل برايدن الصراحة أو تنفذ التحدي.

مُستغل.

"آخر ما بحثت عنه كان..يا إلهي، كان كيف أقوم بإيقاع شاب وسيم بنظرَة واحدة." تنهدت بعد أن كتبت و قامت بتغطية وجهها بخجَل ضاغطة على شفتها السفلية في توتر .

عمّ الصمتُ للحظات..قبل أن ينفجر هاري ضاحكًا و ينظرُ لها من بين الدموع المتجمعة في عينيه غير مُصدقاً.

"أتمزحين؟." كتبَ.

"لا أيها الوغدُ الكبير. الآن لنُكمل." ردت في المُقابل.

"إنتظري.." كتب هاري سريعاً من ثم أضاف:"أعتقدُ أنكِ فعلتِي."

"فعلتُ ماذا؟."

"لقد قُمتي بإيقاع شابٍ وسيم بنظرة واحِدة، فكما ترين..أنا وسيمٌ جدًا." إبتسم بإتساع و راقَص حاجباهُ لها.

"لطيفٌ جدًا." أدارت عيناها و في إعتقادها أنه فقط يعبث و يمزح معها.

و لكن هاري في داخله علم أنه كان يعني كل ما قاله.

"الآن، صراحة أم تحدّي؟." برايدن كتبت.

"صراحة.." إختار هاري و خربش الكلمة في دفتره سريعاً.

"ما الذي يجعلكَ تظن أن اليوم هو نهاية العالم؟."برايدن إستغلت الموقف لتسأل.

عينا هاري إتسعت و سعل بتفاجؤ.

"أنتِ شريرة." كتب.

"دائمًا."

"أنظري. اليوم، إستيقظت ببساطة و شعَرت أن شيء غريب على وشكِ الحدوث. شيء سيغير مجرى الحياة و صدقيني..حدّسي لم يُخطئ يومًا."كتب هاري بخطه الكبير المعتاد و المبعثر خصوصاً و قد كان يسير بينما يكتُب.

"لذا قررت أن اليوم هو نهاية العالم؟." كتبت متسائلة بغرابة.

"صحيح. اليوم هو نهاية العالم، و غدًا قد يكون نهاية العالم كما أن بعد غد قد يكون نهاية العالم. أنتِ لا يُمكنكِ التنبؤ بأي وقت محدد، أليس كذلكَ براي؟."

"لذا أجل. اليوم، سيكون نهاية العالم. و إن لم يكُن فها أنتِ ذا قد أخبرتي والدتكِ أنكِ تحبينها و ها أنتِ قد تعرّفتي على شاب رائع مثلِي."

"أيمكنكَ التوقف عن التفاخر للحظة واحدة؟." كتبت له و قد عقدت حاجبيها ممازحة.

"أبدًا."

"ماذا سأفعل إذا أتضح أنها بالفعل نهاية العالم؟."دوّنت برايدن سؤالها له.

"عليكِي إذن أن تحرصي على أن يكُون اليوم هوَ يومكِ المُفضّل." ردّ هاري.

"أعتقدُ أنني أريدُ مثلجات..كما ترى ،أنا لن أحصُل على فرصة أخرى لتناولها إذا كان اليوم هو نهاية العالم البائس." كتبت برايدن فإبتسم هاري بحماس و حرك رأسه إيجاباً.

"هناك متجر قريب لبيع المثلجات، لنذهب." كتب هاري و سحب يد برايدن ليركضا في طريق المُشاه.

..بعد عدّة دقائق وصلا إلى المكان المنشود، متجر ستايسي بلُو للمثلجات.

" نكهتك المفضّلة؟. " كتب لها هاري.

"فراولة."

سحب هاري الدّفتر من يد برايدن و كتب نكهة كلاهما قبل أن يرفعها نحو الفتى الذي أومأ و ذهب ليُحضّر كوب لكل واحدٍ منهما.

"سأذهب لأحضر زُجاجة مياه." كتبَ هاري لبرايدن و ترك الدفتر معها ثم ذهب.

فكرت برايدن في كيف سيقوم هاري بشراء شيء ما دون دفتره و لكنها تغاضت عن التفكير و وجدت نفسها تُداعب غطاء الدفتر الأحمر ثمّ قامت بفتحه من البداية لتقرأ محادثاتهما سوياً منذ البداية.

كانت إبتسامتها تتسع كُلما مضت أكثر داخل صفحات الدفتر، لم تكن تدرك أن محادثتهم طالت إلى هذا الحد.

حتى وصلت إلى مُحادثة مُعيّنة. و عقدت حاجبيها في إستغراب.

"الرقص.."

"الهيب هوب."

"ليَام باين."

ليام باين هو فنانُ هاري المفضّل، لكن..أليس هاري أصماً؟ كيف إذن إستمع إلى مُوسيقى ليام باين؟.

ذهن برايدن بدأ يدور و يتحرك ذهاباً و إياباً في تفكير مُطوّل.

هاري لوّح أمام وجهها مبتسماً في محاولة لجذب إنتباهها فإبتسمت الأخرى.

رفع زجاجة المياه أمامها لتنتشلها منه و ترتشف جرعات متتالية حتى شَبعت.

وصل الفتى حاملاً كوبيّ مُثلجات لكل منهما، دفعَ هاري الحساب و مدّ كوب برايدن لها حتى يَكملا السَير.

كان كل شيء بعدها صامتاً، في الحقيقة هما كانا صامتان طُوال الوقت منذ تعارفهما فقط الكلمات على الدفتر، إبتسامات واسعة و صوت ضحكاتهما المجلجلة.

كلٌ منهما كان مشغولاً في تناول مثلجاته بينما هاري حتى و إن كان مشغولاً بتناول طعامه، كان لازال يوزع إبتسامات على الجميع و شفتاهُ ملطختان بمثلجات البندق خاصّته.

بعد فترة و قد إنتهيا من تناول المُثلجات برايدن عادت تفتح الدفتر لتكتب لهاري.

"هاي هاري.."

"ما الأمر؟." سحب القلم منها ليكتب في المُقابل.

"أريدُ أن أسألك..، أتذكرُ أنكَ قبلاً أخبرتني أن ليام بايِن هو مغنيك المفضّل؟." كتبت متسائلة.

"أتذكرُ ذلك."

"إذن كيف استمعت لأغانية..أعني، أنت تفهم؟." ترددت في نهاية كتابة جملتها و نظرت لهُ.

"آوه، أجل. يَبدو أنه حان وقت تلاوة قصّة ما.." إبتسم هاري ليبدأ بسَرد كل شيء، منذُ البداية.

إبتسم \\ h.s Where stories live. Discover now