الثَاني // خربشاتٌ عابرة.

5.7K 816 172
                                    

بين تعجب الجميع و خوفهم كان هو يُصارع ليحصل على نفس واحد، عيناه أصبحت تذرفُ الدموع و بدا أنه يحاول الوصول إلى حقيبته التي سقطت منه بعيداً و لَكنه لم يستطع الوصول.

الناس كانوا يكتفون فقط بالمراقبة، بعضهم يشعر بالخوف منه و هُناك من يشعر بالشفقة نحوه و الباقون أشاحوا بأنظارهم بعيداً.

إلا هي..مدت يدها داخل حقيبتها لتخرج المستنشق الخاص بها بسبب مرض الربو و ضيق التنفس.

سريعاً جلست على الارض و ساعدته ليجلس بإعتدال ثم قربت المستنشق من فمه ليمسك هو به في المقابل و يضغط عليه مغمضاً عيناه و مستنشقاً الدواء.

لحظات مرت في صمت قبل أن يهدأ هو أخيراً، بهدوء أبعد المستنشق عن فمه و نظر لها لتبتسم هي له هذه المرّة مُطمئنة إياهُ.

مدّ المستنشق لها و إبتسم مجدداً ببريقه المعتاد. بعد أن أخذت المستنشق منه يده وصلت إلى حقيبة ظهره و أخرجَ منها دفتراً و قلماً.

بدأ يخربش على إحدى الاوراق بسرعة ثمّ رفع الدفتر لها لتقرأ كتابته المدونة بخط يد كبير و حروف مبعثرة.

"شُكراً لكِ."

جعدت ما بين حاجبيها و نظرت نحوه ليهز كتفاه ببساطة و يعاود الكتابة في الدفتر.

"أنا لا أستطيع التحدُث."

إبتسامتها إتسعت في إدراك و أومأت له بينما هو وقف بعد أن لاحظ أنهما كانا يجلسان على الارض منذ فترة.

ساعدها على الوقوف و عادا يقفان مُتجاورين داخل الحافلة.

"أيمكنك أن تسمع؟." سألت لينظر لها بعدم فهم مما جعلها تُدرك أنه لا يفعل.

سحبت الورقة من بين كفيه و كتبت،"أنا برايدن."

إبتسم لما فعلته و أخذ الورقة ليكتب بسرعة عكسهَا،"هـاري."

"سعيدةٌ بالتعرف عليكَ، هاري." كتبت له مع إضافة قلب صغير بجانب خط يدها المُنمق عكس خاصته الفوضاوي.

"أنتِ لَطيفة، برايدن." كتبَ و رفعَ أنظارهُ نحو عيناها مُقيماً تواصلاً بصرياً إنتهى بإنسحابها بعيدًا.

برايدِن..لم تكن يومًا من أولئك الأشخاص الذين يستطيعون وضع أعينهم في أعين الأخرين طويلاً. لم تستطع أبدًا إقامة تواصل بصري طويل مع أي أحد حتَى والدتها مما جعل أهلها يظنون أنها مريضةُ توحد، و لَكنها لم تكُن كذلك.

"حدثني عن نفسك."

كانت قد إتخذت قراراً في ذات نفسها بينما تكتبُ تلك الكلمات لَه.

إذا كانت ستعلق في الزِحام طويلاً..فعليها على الأقل الحصول على رِفقة.

"أؤمن أن نهاية العالم اليوم."
كانَ هذا ما كتبهُ ردًا على سؤالها.

هذا فقط؟ نهاية العالم اليوم؟ هذَا غريب..
هكذا فكرت بعد أن قرأت ما كتبه.

"ماذا تعني؟." مدت الدفتر و القلم نَحوه.

"أعني، أن نهاية العالم ستكون اليوم. لذا بسرعة إفعلي كل ما تمنيتي فعلهُ قبلاً." كتبَ.

عقدت حاجبيها في حيرة من أمر هذا الرجُل و أفكاره،"كيفَ تعرفُ أن نهاية العالم اليوم؟."

نظرت له مراقبة يده اليمنى تكتبُ ردًا لها.

"أنـا فقط أفعَل، عليكِي الوثوق بي. هيّا حدثي عائلتك و أخبريهم بأنكِ آسفة و أنهم الأفضل و مثل هذه الأمور." كتبَ و أعطاها الدفتر.

نظرت له للحظات، و كما طلَب..هي سحبت هاتفها من جيب بنطالها الضيق و ضغطت على رقم والدتها.

"مرحبًا أمي.." بدأت الحديث.

"أعتقد أنني لن أستطيع الوصول في الوقت المُناسب و لكنني لم أتصِل لأجل هذَا.." تنهدت بينما تنظرُ نحو هاري الذي رفع إبهامه نحوها.

"لقد أردتُ أن أخبركِ أنني أحبكِ و أنكِ أفضلُ أم على الإطلاق." إبتسمت داخلياً بفخر.

"آوه لا أمي أنا لا أريدُ المال.." تذمرت حين أتاها رَد والدها.

"أمي أقسمُ أنني لم أقع في المتاعب و لست في قسمِ الشُرطة، لقد أردتُ أخباركِ فقط أنكِ تعنين لي العالم أجمع."

"أجل أحبكِ أيضاً، سأحاول الوصول في أسرَع وقت." و هكذَا أنهت المُكالمة و رفعت إبهامها نحو هاري.

"ألن تُحدثي والدكِ؟" كتبَ.

"لقد تُوفِي." كتبت له في المقابل ليعبسَ و يكتب،"أنا أسِفٌ للغاية."

"لا بأس. الآن ماذا عليّ أن أفعل أيضاً؟ تعلم..بشأن نهاية العالم و غيره..هل لديكَ إثبات أو شيء من هذا القبيل. شيءٌ علميّ؟"
مدت الدفتر نحوه بنظرات متلهفة ليقرأ ما كتبت و يبتسم.

كتب شيئاً لها سريعاً و حينَ قرأت كانَ كالآتي:

"أتريدين لُعب حجر، ورقة، مِقص؟."

-

السلام عليكُم كيوتاتي👄🌙.

إيه الأخبَار؟ رأيكم في الأحداث و تسلسلها؟

طبعًا كالمُعتاد الرُواية هادِفة، حاولوا من دلوقتي تحددوا الهدف اللي حابة أوصله و إيه الشيء اللي هتستفيدوه من دي الرُواية.

ممكن تَاج لصُحابكم عشان يقرأوا الرُواية؟..

-مُلاحظة مُهمة: أنَا لسّة فِي الأجازة بتاعتي، الرواية دي أنَـا كنت كتباها كاملة من فترة طُويلة و قولت أنزلهالكم في العيد كـ مُفآجأة و كده. لكن أنـا الفترة دي فعلاً مش بكتب حاجة جديدة و ماسحة الواتباد على طول. بفتح بَس عشان أنزلكُم الرواية المكتوبة مُسبقاً.-

بس كده، يُومكم لَطيف💛🌼.

إبتسم \\ h.s حيث تعيش القصص. اكتشف الآن