وردةٌ تُحاصرها الأشواك

58 3 1
                                    


الكاتب:- سيف سعد مندا


إلى أين المصير يا دنيتي؟ وكيف السبيل من واقع مرير؟ واقعٌ تحتم على أن أعيشهُ بأعرافٍ وتقاليد تُرضي نفوسهم وتشبع رغباتهم، تلك الرغبات التي لا نعلم ما باستطاعتها أن تفعل في نفوس البشرية. كم من العوائل عاشت الفقر؟ كم من الأشخاص سلكوا طريقاُ لا يرضونه لأنفسهم بل كانوا مجبرين أن يسلكوه خوفاً وجوعاً، حتى باتت أنفسهم لا تعرف أين هي وما هدفها في الحياة؟

فالشهوة والطمع هي إحساس كـالجوع والعطش يسعى الأنسان فقير النفس للدخول في شتى الطرق للحصول عليها، فقط أولئك الذين داسوا على كل شيء وكتموا رغبتهم بالجشع وجموح شهواتهم هم الرابحون في هذه الدنيا.

خلقت والناس من أقاربي وجورتي والمدينة التي أعيش فيها، أعاني منهم وأعاني مني وأعاني الله عليهم. نعم خلقت ذو طول باسق كشجرة الزيزفون تجذب الناظرين أليها بطولها الفاتن حين تتوسط بستان ممتلئ بالأشواك كالعاقول والحنظل التي تحاول الزحف نحو هذه الشجرة، ولي بشرة ناصعة مضيئة، عيناي كيف لي أن أصفها قد تكون هي سبب متاعبي، أنها كشهب نقية بيضاء لها لون عسلي ممزوج بأصفر نرجسي ولها بؤبؤ كـالثقب الأسود لا يكاد ينظر أليها أحد حتى يغوص في جاذبيتها، شعري الطويل الذي هو ك الليل مرصع بنجوم ولا احد يعرف لونه لذا لم يره أحد ألا في طفولتي، أنفي الصغير وفمي الذي تذوب فيه قطع السكر توسلاً، لست بيضاء و أنما ذهبية فـ ضهوري هو كطائر العنقاء دائما.

نعم الجمال نعمة في بعض الأحيان لكن هنا في مجتمعي نقمة على المرأة يركضون نحوه بكل شوق، لهفة وشغف. أه تعبت، تعبت وتعبت إلى الحد الذي يجعلني امقت النظر في المرآة.

أخرج يوميا لأكسب من عرق جبيني وعيون هذا المجتمع تأكل جسدي، بعض الأحيان يشعرونني بأني دنيئة وأحيانا أخرى يتسابقون للنيل مني، بأي حكمٌ حَكم على زماني؟ بأي ذنب تهشمون أراداتي؟ لو كنت زانية لو كنت فعلت المنكر لأرضي شهواتكم وجيف مطامعكم هل سترشقونني ببذيء الكلام؟

أنا التي أحنى الزمن قامتي وأسقط أوراق أمنياتي، لا من ربيع أتٍ ولا ذنب الخريف بتساقطها، كُسرت أفانين شجرتي بعد ما كنت في بيت ينبع فيه الحنان، أبي أه يا أبي لماذا رحلت وتركت ابنتك التي كنت تناديها بأميرتي؟ لماذا تركتنا الم تحاول أن تبطئ من رحيلك؟ رحيلك الذي هو أقسى ما حصل لي، من سيروي عطشي من سينير لي طريقي؟

رحلت في حادث انفجار وأنا في مقتبل العمر، ماذا سأقول؟ لعنة الله على الظالم الذي يتمنا، بل كم من طفل تيتم؟ كم من أب وأم وأخ وأخت خرجوا في سبيل كسب الرزق ليعودوا إلى ديارهم محملين بتابوت خشبي تآكلت حوافه، وصدئت مساميره، كان يجب عليهم أن يعودوا محملين بأكياس مملؤة بالفواكه، بالخبز، وبعض الحلويات؟

وردةً تُحاصرها الأشواكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن