ارتجف جسدها بخوف، التفت خصلة من شعرها البني على إصبعه السبابة ونظر لها بجمود زاد من فزعها، وسأل بهدوءٍ: ما اسمكِ؟

تلعثمت بخوف: لورين.

انحنى قليلًا واقترب من أذنها اليمنى، سمعت صوته وهو يأخذ نفسيًا عميقًا مستنشقًا رائحتها، ثم زفر ببطء شديد وداعب عنقها المغطى بخصلات شعرها متوسطة الطول، تجمّد جسدها واجتاحت البرودة أطرافها المرتجفة.

همس بهدوء: ألم يعلِّمك أبوكِ أنه عندما يتحدث الرجال تصمت النساء، يا لورين؟

ختم كلامه بقول اسمها بنبرة لعوبة، ثم ابتعد متأكدًا من أن كلماته قد تركت الأثر المطلوب.

تراجع مافر خطوة واحدة ووجه نظرات مرعبة نحو والدها، هدّد بهدوءٍ مسببًا الهلع للجميع: أنت! إذا رغبت في أن أُلحق ابنتك بأخيها، أبقها أمامي.

كان للورين شقيق أكبر، وتُوفّي قبل قُرابة الأربع سنوات وعرف كبار القبيلة أن السبب يعود إلى هجوم حيوان مفترس عليه أثناء تواجده في الغابة، تفاديًا لأي تمرّد قد يسبب الويلات، وبرغم ذلك كانت لورين أحد أولئك الذين لم يصدّقوا هذه الأكاذيب؛ لذلك فهمت المغزى وراء حديثه الواضح.
لم تجد ما تقوله، بان الغضب على وجهها متمثلًا بحُمرة شديدة، وملأ ملامحَها الحقد، وارتجف جسدها بشدة: أنت...

ثم صرخت بينما يحاول والدها سحبها بعيدًا والألم يعتصر قلبه: أيها الوغد الحقير، ستدفع الثمن غاليًا، اللعنة عليكم جميعًا.

رسم ابتسامة جانبية ساخرة وهو يراقبها باستمتاع مخاطبًا رفيقيه: إنها ممتعة، ما رأيكم بأخذها للألفا؟ سنتسلّى جميعًا بهذه القطة المشاكسة.

اعترض والتر وحاول كبح غضبه: إنها مخطوبة.

سأل كالكينو بسخرية: من هو المحظوظ؟

أجابه مجبرًا: ابني ستيفان.

حدّق به مافرو وقد زال الاستمتاع عن ملامحه، ثم وقف وجهًا لوجه مع والتر ليستفهم:
- أين هو؟

- لا أعلم، ربما رحل يبحث عن شقيقته.

إجابته لم تقنعهم كفاية، سخر كالكينو وبدا وكأن هناك نارًا مشتعلة في مُقلتيه: لماذا أشعر أنك تخفيه عنا، دي سانتيس؟

سأل والتر بعصبية: ولماذا قد أخفيه؟

تحدث مافرو بهدوء مخيف: هل تظننا حمقى؟ نحن على علم بأنه قد تحول قبل بضعة أيام.

وضع مافرو كفّيه في جيوب معطفه الأسود الطويل، وعكست عيناه السوداوان برودًا لا يليق إلا بوحش عديم الرحمة.

الإفاسيسا: فجر دياناWhere stories live. Discover now