ألجزء ألسابع والأربعون

Start from the beginning
                                    

طرقت ألباب مرتين ثم دخلت.كان يجلس على ألحافة أليسرى لمكتبه،ألجهة ألتي تقابل ألنافذة.داخل ألغرفة ألمظلمة،هو كان يُطأطأ رأسه للأسفل ولكن فور دخولي هو نظر نحوي.

"What's wrong?"
سألت أخطوا نحوه.

"Nothing,how's he?"
أجاب بنبرة جعلتني أقلق.
ولكن هو قلق على من؟؟

"He's gonna be fine,will you?"
لم يُجبْ.وصلت عنده و وقفت أمامه.أخفض رأسه وكأنه يُخفي شيئاً.

"كلا،لا تخفض رأسك أمامي"
أخبرته مع كفي ترتكز أسفل فكه،أتصلت عيناه بخاصتي وكانت نظرته مكسورة،ماذا حصل له؟

"هل تريد ألذهاب للقرية؟"
ربما هذا هو ما يقلقه،أعني لابد أن يكون هذا.صورة لنساء وأطفال تلك ألقرية ألذين رأيتهم في تلك ألمرة خطفت أمامي.

"هل أذهب؟"
صوته حطّم قلبي لالآف ألقطع،كرهت رؤيته بهذه ألحالة جداً.

"نعم لنذهب معاً،ستطمأن وترتاح عندما تراهم بخير"
لم أتجرّأ أن أخبره بأنه ربما رؤية والده بخير ستجلب له بعض ألراحة أيضاً.

لم يُجبني.خرجنا وأخبرت آليس أن تعتني بوالدي جيداً مع ماريان حتّى عودتنا.
لمفاجأتي،هو لم يستعمل قوته في ألتنقّل وركبَ سيارته،قلقي أشتّد لحالته هذه ولكنِّ فقط جلست بهدوء أضع يدي فوق يده بينما يقود بحاجبين مُنعقدين وفكٍّ مضغوط.

ألسيارة رُكنت في ألمكان ألمألوف لي،عند بوابة ألقرية وبقرب جدارها.بقيَّ داخل ألسيارة للحظات يجلس شارداً.

"جيمين.."
حاولت جذب أنتباهه وهو نظر نحوي.

"هيا.."
أكملت عندما أدركت أنه ينتظر مني أجابة،أومئ بملامح جامدة ونزل،أبتلعت لعابي ونزلت أنا الأخرى أتبعه.

صورة كارثية،منظر مُفزع ومرعب هو ما قابلنا فور تخطّي ألبوابة.ألنيران كانت مُضرمة تقريباً بجميع ألمنازل،تلك ألتي لا تخرج ألنار منها تبدو محروقة بالفعل.سيارات الأطفاء وكأنها لم تكن تؤدي شيئاً وسط هذه ألفوضى،أصوات صراخ تبدو على ألمدى ألقريب أمامنا،من تلك ألمرأة ألتي تبقى تلطم وتبكي جالسة أمام ألمنزل بينما رجل أطفاء وآخر يحاولون أبعادها،بعض ألناس ركضوا هنا وهناك يحملون ألماء بأوعية كبيرة يرشونه فوق ألنار،ولكنه بدى لي وكأنه يزيدها أشتعالاً حتّى.لمحت منزل والدي عند ألمنعطف الأول،كان مُنطفئاً،ولكنّه أسود بالكامل.

ألموقف ألرهيب جعلَ ضربات قلبك تتسارع دون توقّف،هو فقط يجعلك تشعر وكأنّك تريد ألركض وتقديم أي مساعدة ولكنّ قدميك تواصل ألتصنّم بمكانهما.نظري توّجه لجانبي عندما أفتقدت ألشخص ألذي يمشي بجانبي ولم يكن هناك.أستدرت فوراً للخلف وكان هناك،يجلس على الأرض بطريقة يظهر فيها وكأنه يحارب لأستنشاق الأوكسجين بينما عيناه أللامعة مصنّمة نحو ألنيران.

فارس الغسق Ⓜ️Where stories live. Discover now