حدّق بها بضيق، لا يستطيع رفض طلبٍ لها، تحدّث باستسلام: حسنًا، لكنها سترحل بعد أن نتأكد أنها بخير.

أجابته مبتسمة بامتنان: أشكرك من كل قلبي.

قام الشاب بحمل ديانا من الأرض بينما وضعت الفتاة الحقيبة على كتفها وركضا نحو المنزل الذي لا يفصلهما عنه غير نهر، تخطياه بقفزة لا يمكن للبشر العاديين القيام بها.

بمجرد دخولهما إلى المنزل قابلهما رجلٌ يبدو في بداية عقده الثالث وكأنه يتوقع قدومهما.

سأل بهدوء ناظرًا نحوهما بعتاب: كارمن، لوكاس، هل تدركان مدى خطورة إحضار هذه الفتاة إلى هنا؟

أجابته كارمن وهي تشير إلى لوك بإكمال طريقه: نعلم ذلك ألفين، لكنها تحتاج المساعدة.

سأل لوك متذمرًا: هل أضعها في الغرفة الخالية؟

أجابته كارمن: أجل، سألحقك بعد ثوانٍ، سأحضر عُدَّة الإسعافات الأولية؛ لتضميد جروحها.

نظر إليها ألفين متنهدًا باستسلام.

~٠~*~٠~

تقف على شرفة في قصر فوق السحاب، نسيم الهواء يداعب شعرها الأسود الطويل، يراودها شعور أنها تحلم ولكنه يبدو واقعيًا إلى حدٍّ كبير.

أغمضت عينيها مستمتعة بهذا الهدوء الذي يبعث على السكينة والاطمئنان.

همس صوت بالقرب منها: ديانا.

التفتتْ متسائلةً لكنها لم تجد أحدًا.

أغمضت عينيها متنهدةً فسمعت الصوت نفسه يهمس: صغيرتي.

أعادت فتح عينيها وهي تلتفت حولها بِحيرة، رأت إحداهن تقف في منتصف تلك الغرفة ذات الزخارف الهندسية الغريبة...رأت والدتها، هيلينا.

همست بغصة: أمي.

ركضت نحوها وغمرتها بعناق شعرت فيه وكأن روحها رجعت إلى جسدها بعد طول غياب.

همست بسعادة: اشتقت إليكِ كثيرًا.
استنشقت رائحة أمها وتناست لحظة أن هذا اللقاء ليس حقيقيًا.

قربت ديانا إليها أكثر وشدت عناقها وقالت: لو تعلمين كم اشتقت إليكِ أنتِ وستيفان، كما أفتقد أباكِ.

- جميعنا نشتاق إليكِ.

ابتسمت هيلينا وتحدثت: تعالي لنجلس.

ظهرت أريكة من العدم، اتسعت عينا ديانا ولكنها تجاهلت الأمر وجلست بجانب والدتها.

همست ديانا بعد فترة من الزمن: رحلت عن القرية!

ابتسمت لها مشجعة وقالت: أعلم يا صغيرتي، أثق أنك ستنجحين في هذه المهمة، أجزم أنك أشد قوة مني!

صمتت ديانا مفكرة، بعد ثوانٍ نهضت هيلينا ونظرت إليها الأخرى بفزع.

سألت ديانا بحزن وهي تقف بقرب والدتها: هل سترحلين؟

الإفاسيسا: فجر دياناWhere stories live. Discover now