ألجزء ألخامس وألثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

"هل يمكنكَ أن تبقى هنا؟"
ذراعيه حملتني بسهولة ولطف،أعدل أستلقائه فوق ألسرير و وضعني بحذر بجانبه،تقريباً فوق جانبه الأيسر:"نامي قليلاً بعد،سأكون هنا عند أستيقاظك"
قبّل رأسي من الأعلى ودفنت وجهي أكثر بعنقه.صوت ألمطر يزداد في ألخارج وشعرت بالأسف لكوني أشعر بالنعاس.

"أخبرني بشيء لا تبقى صامتاً.."
حاربت للنطق وسط ألخدر ألذي يسببه جسده وعطره مع يده ألتي تواصل ألعبث بشعري.


"من أجل أن ينسى هذا الفلاح حزنه على محصوله المباع بثمن بخس
لتنسى تلك السيدة أن خبزها لم يختمر لأن الغيوم حجبت ضوء الشمس هذا الصباح
لكي يبتهج الطفل الذي يحمل البرسيم وهو يرى الأطفال يحملون حقائب المدرسة
لأجل من ينتظرون الرزق علي قارعة الطريق
لأجل من يسيرون بانحناء من ثقل الهموم
لأجلي ولأجل عالم أفضل..
ابتسمي"
- السيد العديسى

...

في مكان آخر وحيث أرسل ألفا ألقبيلة على ألعرافة ألمشهورة خاصتهم وألتي تعيش خلف أسوارهم.دخلت حضرته بأحترام مُخفضة رأسها.

"أخبروني أن ألزعيم كان هنا قبل قليل"
صدح صوته جالساً على عرشه بينما كفه تُبقي عصاه واقفة.

"هذا صحيح حضرة الألفا"
أجابت بأحترام دون أن ترفع رأسها.أشار برأسه لمساعديه كي يخرجوا من ألغرفة وأوامره نُفذّت:"ما كان سبب مجيئه؟"
سأل بتلهف يخفيه خلف نبرته ألصارمة بعد أن تأكد من خلوّ ألقاعة.

"يبدو أنه يواجه بعض ألمشاكل،لقد طلب مني تحضير تعويذة لفصل ألشعور عن زوجته في حال تعرضه للألم دون كسر رابطهم"
عكّر حاجبيه:"وهل شيء كهذا ممكن؟"

"أخبرته بأني سأحاول ذلك"

.يده شدّت على طرف ألعكازة بحنق وأشار لها بالخروج.

"ما ألخطب؟"
دخلَ مساعده ألقاعة بعد خروج ألعرّافة،أو صديقه ألوفي ويده أليمنى بالأصح:"لا تسأل ثولونيوس،لاتسأل"
تنهد ماسحاً وجْهَه،أقترب الآخر يربّت على كتف رفيقه:"سيعود يوماً ما،لا تقلق"

"ماذا أن كان الأوان فائت حينها!"

"لنصلي ألا يحصل ذلك"
...

عادت ألرؤية لعيناي بعد وقت قصير وكنت بنفس مكان غفوتي فوق صدره،لم يخلف وعده وبقى حتى أستيقاظي،أشعر بنفسي أحسن حالاً من ألسابق.

"هل نمتُ طويلاً؟"
يدي مسحت على وشم الطير ألذي أنام تقريباً على أغلبه.
"غيبوبة،حرفياً"
ضحكت عندما أتى رده ونهضت من فوقه.دعكت عيناي وحاولت ألنهوض دون ألنظر ألى ملامحه ألوسيمة ألتي قد تُبقيني مستلقية في ألغرفة لسنين.

فارس الغسق Ⓜ️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن