Part 2

32 2 0
                                    

لم تكن حياة علي علم بما تقوم بفعله للتخفيف عن صديقتها في هذا الموقف صديقتها التي ضعفت و جلست علي الارض و اغرورقت عيناها بالدموع لم تري ياسمين بذلك الانهيار من قبل ، منذ ان راتها بتلك الحالة و سواد عيناها و تورمهما عند الباب قررت اخفاء الرسالة لكن لم يفلح الامر لم يصدق احد ما قام به سليم لقد كان يُضرب به المثل في هذا الحب لم تختفي الابتسامة من علي وجه ياسمين منذ ثلاث سنين طوال وجوده في حياتها لم تستطع حياه اخفاء اضطراب مشاعرها و بكاءها عن صديقتها فما بال ياسمين ..؟

جلست حياة علي الارض بجانب صديقتها و احتضنتها حتي بدأت تشعر بدموعها تلمس جسدها كانت كل دمعة كالنار عليها لم تحاول حتي تخيل ياسمين بتلك الحالة ابدًا من قبل ... سمعا صوت آذان الفجر لذلك اسرعت حياة بمحاولة ايقاف ياسمين علي قدماها و جعلها تتوضأ لقد ايقنت ان الصلاة هي الشيء الوحيد الذي سيساعدها في تهدئتها من البكاء و براحتها و لو قليلًا .

و بالطبع هذا ما حدث بعد الصلاة هدأ بكاء ياسمين و جلست تقرأ من القرآن و تدعي الله بخشوع حتي هدأت جدًا و توقفت عن البكاء ثم مسحت الدموع الباردة من علي وجهها و اصرت علي رحيل حياة لكنها لم توافق و لم تجد اي مبرر لما تقوله ياسمين عن رحيلها لكن ياسمين اصرت و بشدة لذلك خضعت حياة لرغبتها و قبْلت راسها و وعدتها بمكالمتها في الغد ثم رحلت .

اغلقت ياسمين الباب خلف حياة التي غادرت بعد محاولات كثيرة كانت تشعر برغبة كبيرة جدًا في البقاء بمفردها و لاول مرة حمدت الله علي سفر والدتها لرحلة عمل مفاجئة ، امسكت الرسالة و لم تستطع قراءتها مرة ثانية وضعتها فوق المكتب و احضرت حجابها و وضعته عليها و دخلت شرفة غرفتها .. جلست و لم تعطي لنفسها اي فرصة للبكاء لم تفعل شيء لقد قام هو بكل شيء .
اهذا هو الذي كان يقول و بكل ثقة : عمري ما هسيبك ولا اقدر ابعد عنك !!!
لكن الآن و بعد ما فعله بها مُلأ قلبها بهذا الثقب الاسود الذي يحتوي علي تلك الذكري و لن تقدر علي نسيانها ابدًا ، يا له من متوحش كاذب لكن برغم ذلك لن تتوقف عن حبه و عن انتظاره ربما يعتقد البعض انها ضعيفة لكنها فقط عاشقة ....
دخلت غرفتها و أغلقت الانوار ثم وضعت رأسها علي الوسادة و طلبت الراحة من الله ثم نامت ..

                                     **********

لم تتغير حالة ياسمين ظلت كما هي وحيدة لا تتأثر بمكالمات صديقتها ولا مقابلاتهم ولا مكالمات والدتها و اعتذارها عن عدم وجودها بجانبها امضت الايام المتوالية بروتينية جافة كانت وحيدة و تعيسة ، كانت تفتقده كيف لها الا تفتقد ذلك الفتي الذي تركها وحيدة في اقرب فرصة تسمح له بذلك ، كيف لها الا تفكر به و باوقاتهما معًا و مشاركته لها طوال علاقتهما فعلت كل شيء و جاهدت لتمحو هذه الذكري التي ادت الي هلاك قلبها و لكن لم يفلح ذلك ابدًا ، لقد مرا بكل فصول العلاقة الصيف منها و الشتاء و الربيع و الخريف ايضًا لكنهما لم يصلا ابدًا لذلك الحد من العلاقة لم يتحدثا قط عن فكرة الانفصال لقد وعدها بعدم تركها و بالزواج لكنه اخلف بتلك الوعود في النهاية .
لاحظ الجميع حالتها النفسية المقرب منها و البعيد والدتها اولًا التي احست من اول مكالمة لابنتها بعد الفراق و اصدقاءها المقربين و اصدقاء العمل حتي وصلت الملاحظة الي المدير الذي كان يعتبرها مثل ابنته الصغري لذلك فكر كثيرًا في جعلها تغير من هذه الحالة و اعطاها مهمة الانتقال الي "الجونة" ....

- انتي بتهزري يا ياسمين الجونة مرة واحدة ده انتي مش بس هتنسي ده انتي هتفقدي الذاكرة .

ضحكت ياسمين من كلام صديقتها و قالت : والله يا سارة انا حاسة بان ده اللي هيحصل و باتمني ده من قلبي بس تعرفي انا خايفة من التغيير و من البُعد كمان عن الكل انتو و ماما و من تغيير مكان الشغل و بيتي فاهماني .؟

- متخافيش يا حبيبتي دي نعمة من عند ربنا جاتلك لحد عندك صدقيني كله خير .

-ان شاء الله ..

سارة هي صديقة ياسمين منذ الاعدادية تكبر ياسمين بيوم واحد تعمل كطبيبة بيطرية قمحية البشرة مرحة فاتنة الجمال لكنها لا تحب الرجال ابدًا و لكن سليم و طريقة تعامله مع ياسمين غير هذه الفكرة قليلًا لكن بعد ما فعله اصبحت لا تطيق حتي رؤية رجل واحد ..

**********

بدأت ياسمين بتجهيز حقائبها و اوراق نقل عملها و بعد اسبوعين كانت علي اتم الاستعداد للانتقال الي حياة جديدة في مكان جديد مع عمل جديد ايضًا ، وضعت حقائبها عند الباب و التفتت الي والدتها التي عادت من السفر في بداية الاسبوع قبلت راسها و احتضنتها ثم احتضنت حياة و سارة و ساعدها حارس البناية في حمل الحقائب ودعتهم جميعًا ثم اتجهت الي الجونة بسيارتها .

لم تكن الرحلة طويلة بالنسبة لياسمين فمنذ طفولتها و هي تعشق السفر لذلك لم تشعر بمرور الوقت حتي وصلت الي الفندق الذي يقع بالقرب من الشركة أُعجبت بشكله الخارجي خاصًة انها ستُقيم به اقامة دائمة طوال فترة عملها هنا ، تاكدت من وجود غرفة باسمها و ساعدها البعض بالوصول للغرفة مع الحقائب استلقت علي السرير المريح و اخرجت ملابسها و رتبت كل شيء لتعتاد علي المكان بسرعة ثم بدلت ملابسها لترتدي فستان ابيض اللون و حجاب اخضر رقيق كرقة لون عيناها و حذاء ابيض ، اخذت هاتفها و نزلت الي الريسيبشن سالت عن المطاعم المجاورة و اخذت ارقامهم ثم ذهبت في رحلة حول المكان .. ليس من عادتها تغيير المكان بدون التعرف عليه لذلك بدات بالتجول حول الشركة و الفندق و تعرفت علي اماكن لالتقاط الصور و للحصول علي الهدوء النفسي و الروحي للرسم و للعمل و القراءة بالطبع لم يصعب عليها ذلك في مكان مثل الجونة ، ظلت تتامل في زرقة و سحر البحر و صفاء السماء و في اثناء عودتها قابلت مدير عملها الجديد ...
رجل ظهر عليه انه يكبر ياسمين باعوام قليلة اي انه في منتصف العقد الثالث طويل القامة ذو جسد ممشوق و اكتاف عريضة ازرق العينان و شعر اسود كثيف انجذبت له ياسمين لوهلة كانها تريد ان ترسم تلك اللوحة الواقفة امامها لكنها سرعان ما نفضت تلك الافكار فورًا ....

Infinity ∞ انفينيتےKde žijí příběhy. Začni objevovat