الجزء الرابع

3.3K 196 22
                                    

* وقت الحرب*
دق ناقوس الحرب على الابواب ليتسبب بفزع القرى الخمسة العظيمة، لم يكن بأمكان الكاغي فعل اي شيء سوى ارسال جميع القرويين الى الملاجئ المخصصه والتحقق من سلامتهم شخصياً قبل الانطلاق للحرب.
كانت اغلب تلك الملاجئ تقع في الجبال او تحت الارض لسلامة اهل القرى في اوقات الضرورة والشدة. بالطبع رفضت ياماها ان تجلس كعاجزه وتنتظر النصر او الهزيمه لذلك قررت الالتحاق بصفوف الممرضات المتطوعات في ساحات القتال، او هذا ما جعلتها تسونادي تعتقده، لقد كانت فتاة صغيره وهشه، لم ترغب تسونادي في ان تعرضها الى مشاهد الحرب القاسية والمليئة بالدماء، لذلك وضعت خطه واخذت ياماها برفقتها هي وكاكاشي عندما قاموا بالتحقق من الملاجئ وعندما وصلوا الى اخرهم وحان موعد الرحيل وضعت تسونادي يدها على كتف الفتاة وابتسمت لها بلطف ثم قالت:
* هذه هي محطتكِ عزيزتي...*، بدت معالم التشوش على ياماها التي بادرتها بقول *ماذا؟...*
* لن تأتين معنا ياماها-سان، ستبقين هنا حتى انتهاء الحرب*
* ولكن! لا يمكنكِ فعل ذلك تسونادي-ساما!*
سكتت تسونادي ونظرت اليها بعطف كما لو تخبرها بأن لديها كل الحق لفعل ذلك.
* لقد انقذتني في احد الايام ، وجاء دوري لرد الجميل، هذه اكثر الملاجئ آمناً وابعدها عن ساحات القتال، ستكونين بخير هنا*
* لكن لا اريد ذلك! انتِ لا تدينين لي بشيء واذا كان ذلك ما ظننتيه اذاً دعيني اعود معكم!*
هزت تسونادي رأسها بالرفض وامتلأت عينا ياماها بالدموع التي رفضت ان تسقط. نظرت الى كاكاشي لتلتمس منه العون:
* كاكاشي-سان...قل شيئاً...* الا ان كاكاشي بادر بالابتسامة ايضاً وقال وهو يحاول ان يخفف من حدة التوتر:
* سيكون الحال افضل هكذا ياماها- سان، ان الحرب ليست مكاناً امناً للأنسات اللطيفات...* فأجابت بخيبه:
* حتى انت ايضاً...*
لقد سببت له ملامح الخيبة على وجهها وخزات من الالم، لقد ظنت بأنه يراها ضعيفه بينما العكس صحيح، لقد رأى فيها القوة والشجاعة اللتان لم يمتلكهما الكثير من القرويين الذين فضلوا البقاء في الملاجئ على المساعدة، لكنه كان كتسونادي تماماً خائفاً من غدر الحرب وتأثيرها على هذه الفتاة، لقد كانت نقية للغايه ولم يكن ليسمح بالحرب بتدنيسها...
*تعالي الى هنا...* قالت لها تسونادي بعد ان رأت دموعها تتساقط على وجنتيها ثم احتضنتها كما تحتضن الام ابنتها في الوداع.
* اعتني بنفسكِ حسناً؟ وكوني قوية، لا احد يعلم من سيخرج حياً من هذه الحرب ومن سيموت لذا عديني بأن تبدأي حياة جديدة بعد زوال كل هذا ،حسناً؟* قالت لها بينما اخذت الاخرى تنتحب وترتعش بين ذراعيها بعد ان غطت وجهها بيديها.
لم يكن كاكاشي بالشخص العاطفي، لكنه علم ان الحرب تتسبب بأنهيار حتى العظماء فما بال فتاة مثل ياماها، شعر بالشفقه وبالحزن، بالرغبة لفعل شيء ما لتهوين واقع الحال على الفتاة الا انه اكتفى بالوقوف خلف تسونادي وهو ينظر الى ما امامه.
* هيا ياماها-سان لقد حان وقت رحيلي*
ابتعدت تسونادي ثم اخذت تمسح دموع الفتاة وقالت * كوني فتاة جيده، حسناً؟*
اومأت ياماها في المقابل واخذت تمسح بأكمام الكيمونو الدموع التي تكونت مجدداً في عينيها.
* الى اللقاء عزيزتي* ودعتها تسونادي بأبتسامه واستدارت لتذهب، اما كاكاشي فلم يقل شيء وتبع تسونادي في هدوء، ماذا كان هناك ليقوله؟ لم يكن بشخص محب للوداع، على الرغم من معرفته ان الحرب ربما ستأخذه الا انه لم تكن لديه المقدره على التعبير عن نفسه بالكلمات لذا كان الرحيل بهدوء افضل خياراته.
* كاكاشي-سان!* سمع صوت منتحب ينادي عليه ، وعندما استدار تفاجئ بأرتطام جسد صغير نسبياً مقارنتاً به وبأذرع تلتف حوله وتتمسك بسترة حمايته الخضراء.
*شكراً-شكراً لك على كل شيء*
ولوهله بقي كاكاشي متفاجئ من ذلك الدفئ الذي اجتاح جسده بسبب هذه الملامسه ، هل عانقته؟ لم تعانقه فتاة من قبل، لم يسمح لأي واحده بالاقتراب منه لهذه الدرجه، لأن الشخص الذي يفقد حنان ابويه منذ الصغر يبقى فاقداً له حتى لو مرت عليه الاف السنين. لقد كان ذلك شعوراً جميلاً، بل رائعاً في الواقع رسم على وجهه الابتسامه وشيئاً فشيئاً عاد جسده المتيبس الى مرونته واخذ يربت على رأسها بلطف وقال:
* لم افعل شيئاً يستحق هذا كله* اومأت برأسها وهي لا تبعده عن سترته وقالت:
* اعلم ذلك...لكنك كنت سترحل دون ان تقول الوداع حتى...*
تعجب كاكاشي، لم يتوقع بأنها ستلاحظ ذلك، بل كان متيقناً انها لن تتكبد عناء الوداع بعد ان سبب لها الخيبه ولم يقف بوجه تسونادي لأجلها...
* فقط عد سالماً حسناً؟* قالت بصوت ناعم وهي تنظر اليه ولا تزال تحيطه بذراعيها الصغيرتين فقال لها بنبرة حياديه:
* بعض الاشخاص لا يكتب لهم العوده ياماها-سان وقد اكون من ضمنهم* فأجابته مباشرةً
* وبعضهم يعودون وقد تكون معهم!*
ضحك كاكاشي وربت على رأسها مجدداً ثم قال * سنرى بشأن ذلك *
ابتعدت ياماها وهي تنظر اليه من رأسه حتى اخمص قدميه بعنايه لتحفظ جميع تفاصيله، كانت شارة جيش التحالف تعلو رأسه وتخفي عينه اليسرى التي علمت بأنها حمراء عندما قابلته اول مره، كان يرتدي ثياب النينجا السوداء وسترة حماية خضراء، واخفى قناعه الاسود معالم وجهه تماماً ليكشف عن عينه اليمنى التي تمكنت ياماها من قراءة كل تعابيره فيها.
* الوداع ياماها-سان* قال كاكاشي مودعاً كما لو كان اخر لقاء بينهما ورفع اصبعي السبابة والوسطى الى رأسه لألقاء التحيه ...
* بل اراك لاحقاً كاكاشي-سان...* قالت له بأبتسامة حزينه وهي ترفض ذلك الاحتمال.
كانت تسونادي تنظر من بعيد وهي تشتم كاكاشي على حظه التعيس، كيف بأمكانه ان يحظى بشيء جميل كهذا في وقت تعيس كهذا. * انه فتى منحوس بالفعل...* قالت في نفسها وهي تكمل مسيرتها خارجاً نحو ضوء النهار وتبعها كاكاشي خلال ثوان دون ان يلتفت حتى بينما بقيت ياماها تراقب الباب لربما عادوا الى اخذها في احد الايام.
استمرت على هذا الحال لأيام عديده...ايام طويله مضجرة مليئة بالخوف والقلق، حتى ان اصوات الحرب تمكنت من الوصول اليهم وهزات المتفجرات دوت في بعض الاحيان في الملجأ، كانت ياماها تنتصب بالوقوف في كل مره ظناً لربما سقط احد الاشخاص الذين تهتم لأمرهم...تسونادي...كاكاشي...ساكورا...شيزوني...بل حتى صاحب ملجأ الكلاب كيبا.
لم تملك الكثير ولكن هؤلاء الاشخاص كانوا يكفون لملئ حياتها عوضاً عن احاطة نفسها بمجموعة كبيرة من الناس الذين يشعرونها بالفراغ، كما هو الحال الان، كان القرويون مشغولون ببعضهم البعض، بتقاسم الطعام والشراب والجلوس مع عوائلهم وحتى الدردشه بكل راحة كما لو كان كل شيء على ما يرام. فقط اولئك من كانوا يملكون شخصاً عزيزاً في الخارج بانت عليهم علامات الاسى والقلق. وفي كل مرة قدم لها الطعام كانت ترفضه خوفاً من ان لا يوجد ما يكفي للجميع.
مرت ايام ساد فيها السكون في الخارج وسبب ذلك اضطراباً للناس، حتى انهم انقسموا بين فريقين احدهم يحثهم على فتح الملجأ والخروج لربما مات كل النينجا وخسروا الحرب ولربما انتهت الحرب بأنتصارهم وقد نساهم الشينوبي بينما حث النصف الاخر على الانتظار وهذا ما فعلوه، انتظروا وانتظروا ثم انتظروا لمزيد من الوقت حتى في احد الايام سمعوا صوت يأتي من وراء الباب. هلع الناس في بادء الامر ولكنهم فرحوا وبدأوا بالاحتفال والتشجيع حالما فتح الباب ليكشف عن نينجا التحالف. تمنت ياماها لو ان تسونادي او حتى كاكاشي هم اللذين فتحوا الباب ولكن لربما كانوا مشغولين. ابلغهم النينجا ان جيش التحالف قد فاز بالحرب بمساعدة الكيوبي وان الكاغي الخمسه سقطوا في ارض المعركه وهم يعانون من اصابات خطيره وان القرى قد تعرضت الى الدمار وجميع الناجين والمصابين الذين تتم معالجتهم في الخيم سيتم جرد اسمائهم من اجل ايجاد عوائلهم حتى يحصوا عدد القتلى والمفقودين.
خرج الناس من الملجأ ليتعرضوا لضوء الشمس لأول مرة بعد مدة. قام النينجا بأخذ شخص واحد من كل عائلة للتعرف على اقاربهم وحتى لا يتسببوا بفوضى في موقع الخيم الطبيه. ذهبت معهم ياماها للأطمئنان على الاشخاص الذين تعرفهم وفرحت فرحاً كبيراً عندما رأت شيزوني في احد الخيم واخذتها بين ذراعيها وبادلتها الاخرى الفرح ايضاً، طمنتها على نجاة تسونادي وساكورا وكاكاشي واخبرتها ان الشخص الذي احبته ساكورا قد عاد اخيراً وهو يتعالج في احد الخيم برفقة معلمه ورفيقيه. لم ترغب ياماها بالتسبب بالازعاج واكتفت فقط بهذه الاخبار السعيده التي واخيراً سترسلها الى النوم في الليل.
اخبرتها شيزوني ايضاً ان تسونادي موجوده في الخيمه رقم 5 وانها تستطيع زيارتها لكنها لن تستيقظ قبل وقت طويل وعلى الرغم من ذلك كان لابد من الاطمئنان عليها. شكرتها ياماها وخرجت لتبحث ان الخيمة المقصوده لكنها لم تتوقع ما رأته تالياً، كان اثنان من النينجا الطبيين يحملون احد الاسره الناقله وفوقها يقبع شخص ذي شعر فضي. توقفت ياماها في مكانها واخذت تنظر بينما مر النينجا من امامها واكدت لها عيناها ان ذلك الشخص هو كاكاشي بعينه، لقد كان غائباً عن الوعي ويرتدي الاسود تماما كما رأته اخر مره الا انه فقد سترة حمايته وشارة التحالف التي اخفى بها عينه، واصبح شعره الان منثور على السرير الابيض بينما استلقت يده فوق بطنه ، وخلفه ساكورا التي خرجت من الخيمه الاخرى لتتبع كاكاشي الى خيمته الجديدة. لمحت ساكورا ياماها وهي تنظر الى الاثنان وعلى الفور ابدلت معالم الحزن بالسعاده وهرعت اليها لتعانقها بموده:
* ياماها-سان! انتِ بخير!*
*ا-اجل، انتِ بخير ايضاً! سعيدة لذلك!*
نظرت اليها ساكورا بعطف ثم سكتت، ماذا يملك الاثنان لقوله بعد الذي جرى؟
* كاكاشي-سان...* قالت ياماها وهي تحول نظرها نحو خيمته ، فأجابتها ساكورا:
*كاكاشي-سينسي...سيكون بخير، تعرض للكثير من الغينجتسو والصدمات...لكنه سيكون بأفضل حال!*
*تبدين سعيده ساكورا-سان* ردت عليها ياماها وهي تبتسم، فأبتسمت ساكورا بدورها وقالت:
* لقد وجدت راحة البال اخيراً...*
*انتِ تستحقين ذلك*
وضعت ساكورا يدها على كتف ياماها ثم قالت:
* كنت سأذهب للأطمئنان على تسونادي-ساما بعد ان اتفقد كاكاشي-سينسي، هل ترغبين بمرافقتي؟*
ارتبكت ياماها قليلا واجابت * لا ارغب في ان اكون عقبة في طريقكِ*
* على الاطلاق!، كل شيء تحت السيطره وسيتم نقل المرضى الى مشفى كونوها خلال ايام، لا يوجد لدي شيء حتى ذلك الوقت هيا سيري معي*
دخلت ساكورا الى خيمة كاكاشي لتجده مستلقي في وسطها وكان هناك نينجا طبي بدا كأنه يكتب شيئاً ما على لوح من الورق بينما اخذ ينظر الى ملف كاكاشي وحالما انتبه الى ساكورا شعر كما لو كان بحاجة الى ان يبرر افعاله فقال:
* انا اقوم بتدوين اسماء الناجين لأبلاغ عوائلهم* فإجابت ساكورا:
* هاتاكي كاكاشي، العمر ٣٥ سنه، لا يوجد افراد عائله*
كتب النينجا ذلك ثم استأذن ليرحل وخرج. وحالما خرج، فتح كاكاشي عينيه، كانت الاثنتين سوداوتين وناعستين بدا عليهما الارهاق والتعب. تنبهت ساكورا لهذا وهرعت لتأخذ مأشراته الحيويه.
* كاكاشي-سينسي! هل تسمعني؟*
لكن كاكاشي لم يجب عليها، بدت عيناه شاردتان حتى انهما لم تطرفان واخذتا تجوبان ارجاء الخيمة البيضاء. فأعادت ساكورا السؤال مجدداً وهي تضع ضوء على وجهه لفحص استجابة بؤبؤ عينه وكررت بنبرة اعلى:
* كاكاشي-سينسي هل تسمعني؟*
* بأمكانك ان تصرخي اكثر ساكورا-سان وتضعي سكيناً في قدمي كما تعلمين...* قال كاكاشي متهكماً بعد ان نظر الى تلميذته التي ابتسمت بفرح واستدارت لتقول الى ياماها:
* انه قط بتسعة ارواح!*
لكن الاخرى لم تضحك. بل ثبتت نظرها على شبح ذلك الشخص الذي تغيرت عيناه تماماً عن السابق لتحمل حزناً كان يسكن في داخله، لم تعلم ياماها ان السبب هو ابيتو صديق كاكاشي في الطفوله ولا انه سبب كل ذلك بسبب حبه لصديقته التي تدعى بأسمها، ولا ان كاكاشي كان قد قتلها بيديه وحمل ذنبها حتى هذا اليوم...
* تبدو بحاله مزريه* قالت ياماها وهي تحاول ان تبعد المجاملات وتقول الحقيقة، فكان هذا ما شد انتباهه من النظر الى ارجاء الخيمه ليحط بنظره عليها.
*وانتِ تبدين بحالٍ اتعس ياماها-سان*
بالطبع كانت تبدو بحالٍ اتعس، فبينما كان هو يخوض حرباً هنا، كانت هي تخوض حرباً نفسية مع نفسها في الملجأ ابعدتها عن الطعام والنوم بالاضافة الى التوتر والقلق والارهاق الذين تركوا بصمتهم على وجه الفتاه بهالات سوداء تحت عينيها وبروز عظام وجنتيها.
* او هيا انتما الاثنان، ياماها-سان هل هذه التحية التي يستحقها بعد ان عاد من الموت؟*
جفلت ياماها من كلمة الموت ، في الواقع كانت تدعو لأصدقائها بالنجاة طوال الوقت حتى انها لم تفكر بما سيكون عليه الحال اذا مات أحدهم...
تجمعت الدموع في عينيها بعد ان فكرت كيف سيكون الحي دون كاكاشي...لن يشغل حيزاً في سطح منزلها بعد اليوم...لن تراه يسير ليرتطم بعمود الكهرباء ولن تذهب معه الى الملجأ لترى ذلك الكلب الكبير، كما لن يوجد هناك احد ليتحدث معها كما يفعل هُو...لقد كانت تهتم لأمره لسبب ما، سبب كان غامضاً بالنسبة لها كما كان غامضاً بالنسبة له ولقد شعرت بغصة البكاء عندما قالت ساكورا بإنه لا يملك افراد عائله، لقد علمت تماماً ذلك الشعور الموحش الذي يبدأ بنهش سعادتها في الليل عندما تسكن القرية بأكملها، ربما اراد هو الرحيل والموت، ربما لهذا السبب لا يبدو سعيداً لوجوده على قيد الحياة؟
* ساكورا-سينباي ، لقد جائت البعثة من مستشفى كونوها المركزي، يرغبون برؤيتك الان* اندفع صوت خلفهم ليجفل ياماها التي مسحت دموعها بكم الكيمونو.
* حسنا سأتي في الحال* قالت ساكورا وهي تنهض ثم اكملت بعد ان وصلت للباب ورأت ان ياماها حاولت ان تتسلل ورائها
* سأعود للأطمئنان عليك لاحقاً سينسي...ياماها-سان الى اين تذهبين؟*
* يجب ...يجب عليه ان يرتاح*
*اوه، حسناً لديكِ وجهة نظ...*
* ابقي قليلاً ياماها-سان* جاء صوت كاكاشي من ورائهما...
* اذن لا مشكله لدينا هنا* قالت ساكورا وهي تربت على كتف الفتاة التي تصلبت ثم خرجت لتترك الاثنان وحدهما في الخيمه، وبعد فترة استدارت ياماها بتوتر واحراج نحو كاكاشي الذي كان ينظر الى سقف الخيمه وقالت:
* هل- هل تريد مني شيئاً؟*
لم يتحدث كاكاشي مباشرة بل اخذ نفساً ثم اخبرها * اجلسي قليلاً...* وبعد ان توقف عقلها عن خلق اعذار للهرب اتجهت للجلوس الى جانب السرير حيث كان هناك كرسي مخصص للطبيب الذي كان سيشرف على حالته. جلست الفتاة وهي تشابك اصابعها بتوتر، ماذا حل بها؟ تسائلت في نفسها...انه كاكاشي ذاته الذي تحدثت وتبادلت المزاح معه في القريه، مالذي تغير الان؟
* استطيع ان اقول ان قرار تسونادي-ساما بترككِ في الملجأ هو خيار صائب...*
* استطيع ان اجزم بأنك احد اولئك الاشخاص الذين يكتب لهم العوده من الحروب...*
ابتسم كاكاشي قليلاً ، لقد وعد نفسه بأنه سيحاول ان يترك الماضي خلفه وان يرى ماذا كتبت له الاقدار مع هذه الفتاة اذا كتب له عمر جديد، وها هو الان يحاول، بعد ان اجابته الاقدار وكان وجهها اول وجه يراه بعد الحرب.
*اعتقد بأني من اولئك المحظوظين...* قال لها، لكنها لم تجد اي شيء لتجيب عليه سوى تلك الدموع التي تكونت في عينيها مجدداً واخذت تمسحها قبل ان تسقط حتى تسببت بأحمرار عينيها.
* اجل انك عجوز محظوظ* اجابته بعد قليل، فقال معترضاً:
* عجوز؟*
*اجل، انك عجوز للغايه تكاد ان تصاب بألتهاب في المفاصل*
لا تعلم لماذا كانت فظة معه، ربما لأنها شعرت بالغضب بسبب الحزن الذي سببه لها؟ او بسبب الاحباط الذي اجتاحها بعد ان يأست في ايجاد سبب للحزن عليه والقلق!
قهقه كاكاشي ونظر اليها ثم قال:
* ربما انتِ صغيرة جداً في المقابل؟*
صغيره؟ بالطبع كانت صغيره! فهي لم تبلغ ال٢٥ من عمرها بعد اي انه كان يكبرها بأحد عشر سنة تقريباً.
* ذلك لا يعني بأنك لم تعيش حتى اكثر من ربع قرن!*
فكر في كلامها ،على وجه التحديد لقد عاش ربع قرن وعشر سنوات، لكنه كان يجهل عمرها تماماً لذلك كان لابد من السؤال:
* كم تبلغين من العمر ياماها-سان؟*
احمرت قليلاً من سؤاله وارادت ان لا تقول له حتى لا يعتبرها طفلة صغيره او تختلف نظرته لها
* الحقيقي بالطبع...* اكد كاكاشي بينما انتظر اجابتها...:
*ار-اربعة وعشرون...* قالت بهمس كاف ليسمعه وابعدت نظرها بعيداً
* ماذا؟* قال كاكاشي بدهشه، فازداد احراج ياماها حتى اكمل * اكاد اقسم انكِ تبدين بعمر الواحده والعشرين...*
ولم يكن يكذب، لقد كانت الفتاة ذات بنيه صغيره ومعاني ناعمه حتى في مرات عديده عندما كان يجول بتفكيره نحوها، كان يعتقد انها جريمه قد يحاسب عليها قانونياً!
* ذلك بسبب هذا الوجه والطول القصير!* قالت له محتجه، لقد اخطئها الكثير بالمراهقين وحتى انها لم تحصل على عروض كثيرة للزواج عندما بلغت الثامنة عشر في قريتها مما سبب غضب والدها عليها.
* اذن اعتقد بأنني عجوز ايضاً بشعري الفضي* قال لها وهو يحاول ان يلمح لها ان المظاهر لا تعني كل شيء. بث بعض الاطمئنان فيها حتى قال بحزن:
* اعتقد بأني فقدت كتابي في ساحة الحرب...*
لم تتمالك ياماها نفسها وانطلقت بالضحك ، على الرغم من معرفتها بمحاولته لاخفاء حزنه الا انها سمحت له بذلك دون ان تقول شيئاً، كان من الافضل في بعض الاحيان ان تدع الجروح والالام تندثر تماماً دون التحدث بها، هكذا قد تنساها تماماً عوضاً عن خوض حديث عنها والتسبب بتذكر ما مضى.
بقيت ياماها وكاكاشي يتحدثان مع بعضهما لفترة ، وتجنبت التحدث معه بشأن الحرب وما حدث، امرُ وجده كاكاشي مطمئناً ودفعه لأخذ راحته في الكلام بشتى المواضيع حتى عادت ساكورا لتجبره على اخذ قسط من الراحه واخذ الفتاة بعيداً عنه. كانت ساكورا قد امنت بعض الحاجيات الضرورية وارسلت ياماها للعودة الى القريه لتفقد منزلها بعد ان اخبرتها ان الجميع سيعود غداً الى القرية حالما ينتهون من نقل الجرحى الى المشفى.
بعد ان ذهبت، اغمض كاكاشي عينيه وهو يشعر ببعض السلام الداخلي، كان تأثير تلك الفتاة كبيراً عليه، لقد جعلته يبتسم عندما عاد منهكاً من الحرب! ماذا سترسل له الاقدار حتى يتأكد انه لا بأس في ان يدعها تدخل في حياته؟ لا بأس بأن يكون ضعيف؟
لم يعد لديه اي شيء ليقلق عليه الان...ناروتو بأمان وساسكي عاد، وساكورا سعيده، والكاغي على قيد الحياة، وابيتو...لم يعد له اي شعور الذنب تجاه اوبيتو...لقد سكنت حياته واخيراً لتعطيه فرصة حتى يلتقط انفاسه ويفعل ما يريد، بالطبع لم يكن كل ذلك صحيحاً
.
.
.
فهو لم يعلم بأنه سيكون الهوكاجي السادس عما قريب!
.
.
.
.
يتبع...
.
.
.
•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•
ملاحظة الكاتب:
* ياااي بارتين بنفس اليوم! 😂 ماعرف الالهام من وين اجه
** على العموم اليوم حفل تخرجي وتكريمي لان اخذت المرتبة الثالثة على جامعة الاداب بكل اقسامها بمدينتي🙄 بصراحه مو مصدكه الى ان اخذ الشهادة😂
مافي مبروك لي؟👩🏻‍🎓
ياااااي مبروك يا انا😂❤️

كاكاشي والقدرWhere stories live. Discover now