الجزء الثالث

3.5K 193 12
                                    

.
.
.
.
.
* ياماها-سان، سعيدة لقدومك!* قالت تسونادي وهي تقف للفتاة التي دخلت المكتب ، ثم تمشت لتضع يدها على كتفها تحثها على الجلوس.
* اجلسي، اجلسي ، لدي الكثير لاخبركِ به!*
جلست ياماها على الاريكه التي قبعت امامها طاوله خشبيه احتوت على اكواب من الشاي الاخضر الساخن.
* في بادئ الامر* قالت تسونادي وهي تجلس امام الفتاة، * سعيدة جداً لأخباركِ ان الطريق الذي شققناه خلال الارض التي وهبتيها لكونوها قد سببت بمساعدة الكثير في ايجاد طريقهم والعودة بشكل اسرع لبيوتهم، حتى ان بعض التجار قد بدأوا بأتخاذه طريقاً رئيسياً الي قرية الشلال، تلك الارض ستزدهر بسرعة كبيره!*
ابتسمت ياماها بفرح ولكن لم يخفي ذلك الحزن الذي اندفع الى عينيها.
* هل لا تزالين تفكرين بما حدث؟* قالت لها تسونادي بعد ان لاحظت تغير مزاجها.
* في بعض الاحيان، لكن ذلك لن يمنعني من ان احصل على حياة جديدة...لقد تركت كل شيء خلفي...لن يقيدني اي شيء بعد الان...*. سكتت تسونادي وهي تشاهد الفتاة تحول نظرها نحو الارض، لقد كانت تعرف الكثير عنها بعد ان آوتها ياماها في منزلها لمدة شهر كامل بعد ان كانت تعاني من الاكتئاب، تشارك الاثنان همومهما ، حتى انها اخبرت ياماها عن دان، واخبرتها الاخرى عن مآساتها الأسريه.
فجأه طرق الباب لتدخل ساكورا وهي تقول * تسونادي- ساما؟ هل طلبتِ رؤيتي؟*
* اه، ساكورا ادخلي ، تعالي لأعرفكِ على صديقتي*
استغربت ساكورا من هذه الصداقه، فلقد كان اختلاف العمر بين الاثنين كبيراً ، حتى ان ياماها كادت ان تقارب ساكورا في العمر.
* هذه ياماها رين* قالت تسونادي وهي تشير الى الفتاة التي ابتسمت بدورها بلطف نحو ساكورا.
شعرت ساكورا بالمودة بشكل مباشر تجاه هذه الفتاة، لقد كانت تبدو مسالمة للغاية ، ربما يعود ذلك الى لون الكيمونو الأبيض الذي غمرته اغصان الساكورا الوردية.
* تشرفنا، ياماها-سان!* قالت الاخرى وهي تبتسم.
* هذه هارونا ساكورا، احد المتدربين لدي* قالت تسونادي فأجابت ياماها * تشرفنا...*
* حسناً بقيت شيزوني* نظرت تسونادي الى الباب بترقب حتى طرق في ثواني ودخلت شيزوني لتقول * تسونادي-ساما لقد اكملت التحظيرات، كل شيء جاهز، هل نذهب؟*
شعرت ياماها وساكورا بالاستغراب مما يجري، يذهبون؟ لكن الى اين؟
بالطبع لم تغفل تسونادي عنهم وقالت * في الواقع ، كما تعلم ساكورا، اننا نقترب من حرب متوقعه ياماها-سان، لذلك قررت ان نأخذ يوماً للراحة والاستجمام في احد الينابيع قبل ان يفوت الاوان برفقة الفتيات وانتِ، ماذا تقولين؟*
احست ياماها بالتردد والخوف يسري في بدنها، ينابيع؟ هل ستضطر لخلع ثيابها؟، ثم شعرت بيد تسونادي على كتفها وقالت لها * لا تخافي ياماها، لن يحكم عليكِ احد، وأؤكد لكِ ان ساكورا وشيزوني قادرتان تماماً على حفظ السر، ماذا قلتِ؟*
ارادت ياماها ان تذهب ، ليس للاستجمام، بل لتكوين الصداقات، فهي لم تكن تملك احداً لتحدثه او تمضي الوقت معه، عدا تسونادي، وفي بعض الاحيان والصدف ذلك النينجا الاخرق ذا الكتب المنحرفه...
اومأت ياماها رأسها بالقبول وضحكت تسونادي وهي تقول: * حسناً اذن، ماذا ننتظر؟ لنذهب !*
وبالفعل ذهب الاثنان الى احد الينابيع الساخنه التي تقع في شمال القريه، كان كل شيء يملئه البخار، بالطبع لم تمانع ياماها في ذلك فلقد عاشت اغلب حياتها فيه. لكن ما اقلقها هو بعد دخولهم الى غرفة تبديل الملابس التي تطل على الينبوع الخاص بالنساء، كان يجب ان تتجرد من ثيابها امام الاخريات...
انتظرتهم حتى انتهين وخرجن الى الينبوع للاغتسال ، ثم بدأت بفك الكيمونو شيئاً فشيئاً ليسدل عن جسدها وظهرها...كان هناك مرأة كبيره خلفها تماماً فأدارت رأسها لتنظر الى ظهرها...ذلك الظهر المسطح الذي احتوى على العديد من الندوب المرئية التي جعلها تخفض عينيها بخجل نحو الارض وتلف المنشفه حول جسدها الصغير لتخرج الى الينبوع.
كانت تسونادي متيقنه ان شيزوني وساكورا ليستا من النوع الفضولي الذي قد يسبب الاحراج لياماها وان الاثنان كانتا افضل خيارين من اجل استجمام هادئ وخالٍ من الغرابه لكن كل ذلك ذهب مهب الريح حالما وقعت عين ساكورا على ظهر ياماها وهي تغتسل.
* ياماها-سان! ماذا حل بظهرك!* قالت ساكورا بتعجب فأجابتها تسونادي بنبرة محذره:
* ساكورا-سان!* لكن الاخرى لم تبادر بشيء بينما تيبست ياماها في مكانها لدقائق قليلة ثم وقفت لتترك منطقة الاغتسال وتنزل الى الينبوع برفقة البقيه وهي تقول بأبتسامه وهنه:
* لا عليكِ تسونادي- ساما...*
* لست مضطره للاجابه ياماها-سان، انا اعتذر...* قالت ساكورا وقد بدا عليها تأنيب الضمير...فأجابت ياماها:
* لا بإس بذلك، ربما...سأشعر بحالٍ افضل اذا تحدثت عن ماحدث...*
* لم يكن ذلك ضرورياً ساكورا-سان...* انبتها شيزوني فضحكت ياماها قليلاً وقالت:
* حقاً، لا بأس بذلك، كنت سأشعر بالفضول لو كنت محلها...*
* اذا ماذا حدث؟* قالت ساكورا مجدداً وقد غلبها الفضول فصاحت بها تسونادي وشيزوني مجدداً:
*ساكورا- سان!*
* لقد حدث ذلك منذ فترة بعيدة، في الواقع لم اعد اذكر اغلب اسباب تلك الندوب...* اخذت نفساً صغيراً ثم بدأت تمرر اصابعها على الماء كما لو ارادت ان تلمسه وحالت بنظرها الى الماضي واكملت :
* كان والدي يحكم قرية المياه الساخنه شمال شرقي كونوها...لم يحبه اهل القرية قط، كان يملك واحده من تلك العصي الخيزرانيه الطويله، ظن الناس انها تساعده في المشي، لكن...في الواقع كان يستخدمها لمعاقبة الخدم...المساكين كانوا يعملون ليلاً ونهاراً ، وعندما يغفل احدهم عن وجوده ويرتاح قليلاً يعاقب بالضرب بتلك العصا...لازلت اذكر شكلها...كانت تميل الى اللون الاخضر قليلاً وخشبها مقطع الى فقرات غليظه...لم يتحمل اهل القرية استبداده وفي يوم من الايام قبل عدة سنوات، قام احدهم بأغتياله بينما كان يشرف على بناء احد مجمعات الاستجمام خارج القريه......كانوا لطفاء لدرجة انهم تركوا لي جميع ممتلكاته ولم يطردوني خارج القريه...لكني لم اشعر بأن تلك الممتلكات تعود لي، كانت عبئاً ثقيلاً على كاهلي لذلك قمت ببيعها ودفع التعويضات للخدم، فقط عندها شعرت بالراحة والسكون يملئ داخلي...*
*لق-لقد كان يضربكِ!* صاحت ساكورا برعب. نظرت اليها ياماها وابتسمت بينما راقبت شيزوني بعيون تملؤها الدهشه اما تسونادي فلقد كانت تعرف القصة منذ زمن...
* في بعض الاحيان، عندما كان يفقد السيطرة على اعصابه...ولم المه، لقد كنت فتاة شقية للغاية، ولم اكف عن معصيته حتى امتلئ ظهري بالندوب وقُتل...*
* لماذا لم تهربي!* سألتها شيزوني فقالت:
* لقد كنت فتاة صغيرة وساذجه وجبانه، خفت اذا هربت ووجدني ماذا كان سيفعل، لذا اقتضى علي البقاء*
* اخبرتكِ سابقاً ياماها-سان، انكِ لستِ جبانه، بل فتاة قوية ، لم يكن لتصمد فتاة اخرى لو وضعت محلك* قالت لها تسونادي مشجعه فضحكت الاخرى بلطف واجابتها:
* انتِ تبالغين تسونادي-ساما...* ساد السكون المربك بين الاربعه حتى قالت شيزوني:
* لنتحدث في شيء اكثر مرحاً حسناً؟*
اومأ الاربعة بالموافقه فأكملت :
* ماذا عن حياتكِ العاطفية؟*
* شيزوني-سان ماذا بكما انتما الاثنان؟* انبت تسونادي كلاً من ساكورا وشيزوني التي اجابت بدورها:
* ان الدراسات تنص على تبادل الاسرار لبناء صداقات وطيده...*
ضحكت ياماها مجدداً وقالت لشيزوني * لا توجد لدي حياة عاطفيه شيزوني-سان...ماذا عنكِ؟...*
هزت شيزوني رأسها بالنفي وهي تصطنع الحزن ثم جاء دور ساكورا التي اخفضت رأسها وقالت:
* ان الامر معقد...*
* بل انت تحبين ان تألمي نفسك بالتمسك بمتمرد كئيب ومدلل* قالت تسونادي وقد بدا عليها الانزعاج ، فردت عليها ساكورا
* ماذا عنكِ اذن تسونادي ساما؟*
ماذا كانت ستقول، علمت ياماها عن حبها لخطيبها دان المتوفي ولكنها لم تعلم عن جيرايا. قالت تسونادي وهي تلوح بيدها لتصطنع الضحك:
* متوفون جميعهم...* فضحك الجميع بمن فيهم هي...ثم بادرت بقول:
* تباً، كان يجب ان اختار مجموعة اقل يأساً من هذه* وعاد الجميع بالضحك... لم يكن بأمكانهم البكاء على ما فاتهم ، فلقد صبوا ما يكفي من الدمع، كما ان الحزن لن يغير شيئاً وهذا ما ادركوه بعد ان جفت كل ما لديهم من دموع.
* لكن ظننت انكِ وكاكاشي تسيران على الطريق الصحيح* قالت تسونادي لياماها التي احمرت خجلاً ولوحت بيديها الاثنين بالنفي وهي تقول:
* كاكاشي-سان؟! اوه كلا...كلا كلا... على الاطلاق!* نظرت اليها ساكورا بأستغراب ، فما علاقة ياماها بمعلمها ثم اتسعت عينيها لتقول :
* اوه لا تقولي لي بأنكِ تلك الفتاة التي كانت تبكي برفقته في الملجأ!*
* اي ملجأ؟* تسائلت تسونادي... بينما قالت شيزوني بتعجب:
*كاكاشي-سان؟*
ازداد احمرار ياماها شيئاً فشيئاً حتى لم تعد تملك اي شيء تقوله لذلك اخذت نفساً وغطست في المياه الدافئة لتبتعد عن الاحراج ولكنها سمعت صوت ساكورا يقول لها من فوق السطح:
* لن تتمكني من حبس نفسكِ طويلا! سنعرف التفاصيل عاجلاً ام اجلاً!*
استمر الاربعة بعدها في المحادثه والاستمتاع بالينبوع حتى حان وقت الرحيل وتفرق كل منهن في اتجاه مختلف.
.
.
.
كانت ساكورا وناروتو قد دعوا كاكاشي للعشاء في احد مطاعم اللحم، بالطبع كانت ساكورا اول الوافدين وتلاها ناروتو، اما كاكاشي فلقد كان متأخرا  كالعاده.
جلست ساكورا امام ناروتو على الطاوله وبدأ الاثنان بالدردشة عن امور القريه وبالطبع عن موضوعهم المشترك يوتشيها ساسكي ثم الى كاكاشي:
* الم يتأخر كثيراً؟* قالت ساكورا، فأجاب ناروتو
* دعيه، دعيه، لربما لديه موعد مع تلك الجميله المجهوله*
* انها ليست مجهوله بالنسبة لي* قالت ساكورا بمكر، عندها حظت بأنتباه ناروتو بالكامل:
* اخبريني، اخبريني ساكورا-تشان! من هي ؟ هل هي حقاً جميله؟ اهي من القريه؟ هل سنرى سينسي متزوجاً عن قريب؟*
كان كاكاشي يعرف بخطاه الخفيفه التي تشبه خطوات القطه ولم يلحظ الاثنان انه قد وصل واطل عليهم من الطاوله الاخرى لانهما قد خفضا رأسيهما الى حد سطح الطاوله وبدأ بالحديث.
* انها سوبر جميله! ناروتو-كن لاعجب بأنه يتهرب من اخبارنا عنها!*
* ذلك العجوز لا تزال لديه بعض الحركات!* قال ناروتو بدهشه فأجابت ساكورا بنبرة حزينه:
* على ما يبدو، لكنها تملك احد تلك القصص الحزينه... لقد كانت تتعرض للضرب من والدها حتى ان ظهرها قد ملأته الندوب! ولكن لديها قلب طيب للغاية فبعد ان اغتال القرويين والدها قامت بتوزيع جميع ثروتها على الخدم واهل القرية وآتت لتسكن هنا...*
* هذا جنون! قامت بتوزيع ثروتها على من قتل والدها؟*
* اجل، لأنه كان شخصاً شريراً للغايه ويستعبد اهل القريه...*
* حسناً، انها طيبه بالفعل، لكن هل بأمكانكِ ان تتخيلي عدد اطباق الرامن التي كانت ستتمكن من شرائها بتلك النقود؟*
بدا كما لو ان ساكورا قد نفذ صبرها لذلك ضربت ناروتو على رأسه بقوة وقالت:
* الا تفكر سوى بمعدتك ايها الغبي؟!*
* انه مجرد تخيل ساكورا-تشان، ماذا بكِ؟!* قال ناروتو وهو يمسك رآسه من الالم.
بالطبع سمع كاكاشي كل ذلك فهو كان يجلس الى جانبهم تقنياً وهم لم يلحظوا وجوده حتى. لم يبدُ عليه العجب بعد ان علم بقصة ياماها، فلقد سمع سابقاً بحاكم المياه الساخنه وكيف تمرد اهل القرية عليه، لكنه لم يكن متأكداً تماماً من ان ياماها تكون ابنته...
لم يعلم لماذا شعر قليلاً بالالم تجاه تلك الفتاة على الرغم من معرفته بأنتشار العنف المنزلي بين الاسر النبيلة، ربما لان ياماها كانت مختلفه عن بقية المدللات؟ ثم فكر بأنها لم تكن تلك الفتاة السعيده والخاليه من الهموم التي ظن بأنها هي، لقد اخفت ألمها جيداً كما فعل هو، ولملمت شتات نفسها وبنت لها حياة جديدة كما فعل هو منذ زمن ، وهي لم تستعن بأحد او تستغل شفقة الناس لصالحها تماماً كما فعل هو منذ صغره...لقد كان هو وتلك الفتاة يتشاركان في الكثير على ما يبدو، ولكنه لم يشعر بأن لديه الحق في معرفة قصتها بهذه الطريقه، حتى انه شعر بالذنب لأستماعه لساكورا التي استمرت توصف شكلها لناروتو الذي بدت عليه علامات الاعجاب والتخيلات المنحرفه التي تسببت بأحمرار خديه...
* من سيدفع اليوم؟* قال كاكاشي فجأه وهو يتناول قائمة الطعام بينما جفل الاثنان وفقدا الدماء في وجهيهما عندما سمعا صوت معلمهما وهو يختار طبقه:
*كا-كاكاشي-سينسي! لقد كدت ان تتسبب لي بسكتة قلبية* قال ناروتو فأبتسم كاكاشي وقال:
* متأكد بأنه شيء لا يصعب على ساكورا-سان ان تشفيه* بدت ملامح الخجل والاحراج على محيا ساكورا وقالت:
*كاكاشي سينسي، م-منذ متى وانت هنا؟...*
* حسناً، منذ ان بدأتِ تصفين تلك الفتاة رائعة الجمال التي ذهبت معها للينابيع وبدأ لعاب ناروتو يسيل على الطاوله*
* لم يسيل لعابي!* احتج ناروتو، فضحك كاكاشي وهو يحاول ان يجعل احدهما يدفع لعشائه.
بالطبع كانت تلك خطة الاثنان لرؤية وجهه، فهما لم يستسلمان حتى بعد رحيل ساسكي، وكلما كبرا اكثر زاد عزمهما اكثر فأكثر. عندما جاء الطعام سأل ناروتو ساكورا ليغيض معلمه :
* اذن تلك هي الفتاة بعينها التي رافقته الى الملجأ اليس كذلك ساكورا-تشان؟* فأجابت ساكورا وقد فهمت ما يسعى اليه ناروتو:
* اجل هي بعينها، سأذهب لرؤيتها مجدداً قريباً هل تأتي معي ناروتو-كن؟*
* بالطبع ، لما لا، هل تأتي معنا سي...*
*شكراً على الطعام* قال كاكاشي وهو يصفق يديه امامه ويضع عيدانه فوق صحنه.
* بحق الجحيم!!* صرخ ناروتو وهو يشتم حظه الي جعله يغفل لثوان عن كاكاشي.
* كله بسببك ايها الاحمق!* قالت ساكورا وهي تضرب ناروتو مجدداً على رأسه ، بدا كاكاشي ضائعاً بين الاثنين، فهو لم يظن ان تلميذاه لا يزالا يحاولان رؤية وجهه.
*انت ستدفع! لقد دفعت انا في المحاوله السابقة!* احتجت ساكورا فأجاب ناروتو بنبرة حزينة:
*لكن...لكن ساكورا-تشان...*
* اراكما لاحقاً* لوح لهما كاكاشي وهرب بعيداً عن المطعم. اخذ يتمشى وهو ينظر الى السماء والنجوم... *ربما هذه اخر ايامي هنا...* قال كاكاشي وهو يدرك خطورة الحرب التي دقت الابواب، على الرغم من ذلك الخطر الكبير، الا انه شعر بالامتنان لوجود اشخاص مثل ساكورا وناروتو ليملئا ولو بالقليل من وقته ويدخلون الابتسامة في حياته، لقد كان يرى الكثير من ميناتو في شكل ناروتو، ومزيج بينه وبين كوشينا في تصرفاته، واعاده ذلك الى الماضي، ربما لم يكن الرحيل فكرة سيئة... فكر في نفسه ، لقد حقق ما اراد، ولم يعد يملك اي هدف في هذه الدنيا سوى ان يرى ناروتو بمأمن من مادارا والاكوتسكي، ولم يكن ليحاول الهروب من القدر لو حان وقته، فهو يعلم بأنه محظوظ لعودته الى الحياة بعد هجوم بين وكونان والبقية على القريه...
تنهد قليلاً ثم عندما قرر ان ينعطف الى اليمين ليتجه نحو منزله لأخر يوم من الراحه وجد بأنه قد اغفل عن شارعه وسار حتى وصل الى شارع بيت ياماها. نظر قليلاً الى الامام ليرى انها في الواقع تجلس خارج المنزل وقد وضعت الطعام لقطة واخذت تشاهدها وهي تأكل، ثم مدت يدها قليلا بتردد لتلمس فرو القطه واعادتها الى حضنها دون جدوى وحاولت مرة ثانيه وثالثه، حتى قررت ان تمد اصبع السبابه فقط كبداية نحو القطه. * هيا بأمكانك فعلها* همس كاكاشي وهو يشجعها من بعيد دون ان يدرك وما ان لمست ياماها القطة بأصبعها حتى انطلقت بالضحك بفرح لتدفع القطه للنظر اليها ثم اعادت انتباهها للطعام واخذ كاكاشي يضحك من جانبه بفرح ايضاً كما لو كان فخوراً بها لتحقيقها انجازاً رائعاً، وبعد ثوان اختفت ضحكته ، ماذا كان يفعل؟ سأل نفسه...هل حقاً فرح من اجل منظر كهذا؟... *يالهي هذا ليس جيداً* قال في نفسه واستدار ليعود الى بيته دون حتى ان يلقي التحيه.
اراد بالطبع ان يمشي نحوها بدلاً من الهرب منها، اراد ان يخبرها بأن تعتني بنفسها وان تبقى بعيدة عن المشاكل وان تبقى في الملاجئ دون ان تعرض نفسها بالخطر واراد ان يهنيها على الانجاز الذي فعلته الان، ولكنه اعتقد بأن الامر شخصي ويعنيها فقط، تماماً عندما تظاهر بأنه لم يسمع شيء عنها امام ساكورا لربما علمت وشعرت بالاحراج منه او الانزعاج او رغبت بتفاديه...لكن لماذا كان يهتم اذا شعرت بالانزعاج منه او الاحراج او حتى لو حاولت ان تتفاداه؟...
ابتسم بينه وبين نفسه وهو يقول ...*ربما...في حياة غير هذه...*
.
.
.
.
يتبع...

كاكاشي والقدرWhere stories live. Discover now