الفصـل 16

8.2K 111 19
                                    


دلفت إلى المنزل بخطى بطيئة متعبة فاليوم كان ممتلئ للغاية بالمرضى .....فرأت من خلال باب غرفة الصالون المفتوح جدتها تجلس على أحد الاراءك وكعادتها فى يدها قطعة قماش لتطريزها أو قطعة من الصوف لحكايتها ويجلس أمامها الحاج سليمان يرتشف من فنجان قهوته التى ياتى مخصوص لشربها من يدى أخته الوحيدة .....وجدتها بالتأكيد أعدتها له بكثير من الحب فرغم أنها لديها اثنان من الأخوة الحاج سليمان والحاج عزت الذى ساءت علاقته مع أخته زينب منذ أن تطلقت حفيدته المدعوة قمر بابن عم ريم كاسر وقد اصبحت العلاقة بين الاخ واخته سيئة. ...فالحاجة زينب تعتقد حتى الآن أن اخاها عزت ارغم حفيدها كاسر على أن يطلق قمر .........
ما أن دخلت إلى غرفتها حتى ألقت بجسدها على السرير وهى تدلى بقدميها على حافة السرير فسمعت صوت إدارة مقبض الباب تبعه دخول جدتها إلى الغرفة وهى تقول بسرور. ....عندى لكى خبر رائع
فنظرت إليها ريم بملل ....فتابعت الحاجة زينب ....زفافك سيكون خلال ايام
فنهضت ريم من على السرير وهى تهتف بغضب .....كيف هذا ....ومن هذا الذى قام بتحديد هذا ....ثم تابعت وهى تضع يديها فى خصرها. ....أنا غير موافقة
فردت جدتها بعدم مبالاة واضحة ....وأنا لم أتى لأعرف ردك أنا أخبرك فقط لكى يكون لديكى علم ....أما بالنسبة من الذى حدد فهو جدك ووالدك وافق على اقامة الزفاف قبل أن يسافر ....قالت كلماتها ثم خرجت من الغرفة وقبل أن تغلق الباب قالت بلهجة شديدة....عليكى أن تاخذى إجازة من الغد ولن يكون هناك مجادلة. ...ريم لن تخرجى من هذا المنزل إلا إلى منزل زوجك هل فهمتى. .....قالتها وأغلقت الباب وراءها بعنف .....
فخرجت الاخرى بسرعة من الغرفة متجهة إلى غرفة والدها وعلى وجهها تصميم شديد فإذا كان هو من قام بتحديد كل شى إذا هى ستقنع والدها بإلغاء ذلك الزفاف ....دقت دقات خفيفة على باب الغرفة حتى آذن لها والدها بالدخول ....دخلت وقدمها تتقدم خطوة وتتاخر خطوة اخرى فهى لم تتحدث يوما مع والده بخصوص أى شئ يخصها إذا كيف ستتحدث معه اليوم عن تأجيل زفافها ......لم تكن قريبة يوما من والدها ...احيانا كثيرة تمنت لو تستطيع أن تخبره بما فى فكرها ...تمنت لو كانت تستطيع أن تتحدث معه عن حياتها عملها يومها او عن اى شئ يزعجها او يفرحها لكنه كان دائما شخص غاءب عنها بعيد رغم قربه .....وجدته جالسا على الكرسى الموجود فى الغرفة ويحمل بعض الأوراق بين يديه ويتفحصها بانتباه واهتمام شديد .....وقفت أمامه وقالت بارتباك حاولت اخفاءه ليس لأنها ستتحدث معه عن أمر الزفاف فقط لكن لأن والدها من الأشخاص الذين لديهم هيبة غريبة تجعل من يتحدث معهم يقف أمامهم مرتبكا. ....أبى هل يمكننى التحدث معك
-هل الامر مهم يا ريم ....قالها ومازالت عيناه على الأوراق ....
بلعت ريقها وهى تشعر بحشرجة صوتها .....أبى أنا ....قالتها على أمل ان يرفع رأسه نحوها لكنه لم يفعل .....فتابعت بألم ....لا شى ....وخرجت من الغرفة وهى تلعن تفكيرها الذى جعلها تفكر بأن والدها سيساعدها او حتى سيستمع إليها فيبدو أن رجل الأعمال الكبير كمال لديه اعمل أهم من ابنته الوحيدة ......دلفت إلى الغرفة بسرعة وأغلقت بابها ثم أسندت ظهرها عليه وهى تحاول كتم دموعها ....فشعرت بشئ حار يعبر صفحة وجهها فرفعت يدها اليمنى وهى تتلمس وجنتها بألم فدموعها أبت ان تتوقف ساكنة أمام حزنها .....هل ستستلمى يا ريم .....أنا أضعف مما يعتقد الجميع .....وفوق كل هذا أنا خائفة. ....قالتها فى نفسها وجلست على الأرض وكلتا قدميها تضمانها إليها تحاول أن تحمى نفسها من الخوف الذى سيملى قلبها ......أنا خائفة......أنا حقا خائفة .....أنا خائفة. ....ظلت ترددها .......
............أنها خائفة من الحب خائفة من الحياة ...خائفة من اى شئ قد يولمها او يجرحها فى يوما من الأيام

عندما يعشقُ الرجل (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن