الفصل 8

5.8K 93 9
                                    

تباطات ذراعه ....وسار بها وجميع الأعين عليهما منهم بفرح وسعادة ومنهم بحقد وغيرة .......لقد كانا هذان الاثنان يليقان ببعضهما بطريقة غير مفهومة .....أروى كانت جميلة للغاية هادئة. ...أما سيف فكان يفعل كل شئ كالالة المدربة على العمل وفق ما يريده صاحبها ...لكن هو كان يقوم بفعل كل شى وفق ما يريده جده .....وقفا الاثنان فى منتصف القاعة لكى يقوم العريس بالباس عروسته شبكتهاوخاتم زواجها فهو لم يحضر لها شبكة ولم يقوموا بعمل خطوبة فكان ما بينهم وبين الحاج سليمان مجرد اتفاق ....كان يقف رجل خلف سيف يرتدى بذلة سوداء ويحمل بين يديه علبة مخملية لونها أحمر وما ان فتحت حتى شهق الجميع دون استثناء ....فبمجرد النظر إليها تعلم جيدا انها باهظة الثمن للغاية ....فكانت عبارة عن طاقم من الألماس عقد وخاتم واسوارة .....أمسك الخاتم وبعد ذلك أمسك يدها ووضع الخاتم به والبسها العقد وكذلك الاسوارة. ....لم تشعر باى شى عندما اللبسها ذلك الطاقم ...لم يرفع عيناه إليها نهائيا ........لم تتجرأ أروى على رفع عيناها إليه أيضا لكن عندما رفعتها ....رأته يحاول تلاشى اى نظرة إليها عيناه وعقله كان بعيد عنها تماما .....كانت عيناه باردة لا تحمل اى تعبير هل هو فرح ام حزن ......اكملا طريقهما حيث مقعديهما (الكوشة)كانت جميلة ومزينة باهتمام شديد ....جلسا الاثنان دون كلمة وهو طوال الوقت لم يحاول التحدث .....أما هى فقد كانت تشعر بالخوف .....الارتباك .....وفوق كل هذا كانت تشعر ببروده نحوها ..........وبعد وقت قصير ابتعد عن كرسيه الذى بجوارها وظل يتحرك فى القاعة وكل من فى الحفل يقترب منه ويقوم بتهناته ....قليلا جدا ما كانت تلاحظ ابتسامة صغيرة على وجهه اذا من الممكن ان تعتبر ابتسامة ........ظلت تراقبه بعيناها تحاول أن تظهر السعادة على وجهها على الرغم من انها يجب أن تكون سعيدة فى هذا اليوم .....ولكن لديها احساس فى داخلها يمنعها من الفرح يقول لها أن هذه الليلة لن تكون كما المتوقع وستكون مختلفة .....شعرت بكل الأعين التى تراقبها بغيرة ولكن ولا واحدة منها تشعر بما هى به ......كم تمنت لو تستطيع البكاء ارادت ان تشعر بحتواءه لها ولكنه كان بعيدا بدلا من ان يكون قريبا منها ...

 

وقف فى حديقة الفندق الذى أقيم فيه الحفل وهو ينظر بتافف فى ساعته ....إلى أن امسك بهاتفه وضغط بعض الأرقام ......فقال بهدوء ......أين انت لماذا تأخرت هكذا
فأتاه الصوت بنفس الهدوء يقول ......خمس دقائق وسأكون امامك ....أين انت الآن
فرد عليه .....فى حديقة الفندق ......وأغلق الهاتف ......وهو ينظر بين الاتجاهات منتظرا مجى صديقه ........وما هى إلا خمس دقائق حتى وجد سيارته المرسيدس تصطف أمامه ......فتح باب السيارة وخرج بجسده ....... وابتسامة كبيرة تزين وجهه ......وما ان راءه الآخر حتى اقترب منه بابتسامة بشوشة. ...وهو يضم صديقه بشوق وحنين .......
فقال ماجد ......يا الله يا أسامة سبعة أعوام لم نرك بهم .....لقد اشتقت إليك أيها الفتى
فضحك أسامة وقال .....وأنا أيضا اشتقت إليك
-فقال ماجد وهو يبتعد عن صديقه ناظرا إليه يتفحص جسده ووجهه باهتمام .....لم تتغير يا أسامة كثيراخلال هذه السنوات ....ولكن ...هل كنت تنوى البقاء هناك دائما ولم تأتى إلا من أجل زفاف سيف فقط
فضحك أسامة ضحكة عاليه حتى ظهرت أسنانه البيضاء بين بشرته السمراء وقال ......فى ظل ذكر سيف .....كيف هو حال صديقك بالداخل
-سيف .....انه يشتعل وعلى وشك ان يقوم باضرام النيران فى الفندق والعروس
فرد أسامة .....لماذا هل هى سيئة لهذه الدرجة
-لا .....اروى غاية فى الجمال لو كنت رايتهم وهو يمسك يديها ستقسم ان هذان الاثنان لم يكونا الا لبعضهما .......لكن كما تعلم صديقك عندما يكون غاضبا فهو لا يرى الجيد او السيئ أمامه....
-حسنا هيا بنا لكى نقوم بتهدءته قليلا
ودلفاالاثنان حيث الحفل ........التقى الصديقان بعد غياب سبعة أعوام .......كان الحفل هادئا......هو كان يتحرك فى المكان بهدوء وظهرت سعادته عندما رأى صديقه بعد طول غياب ......ام هى فلم تتحرك من على كرسيها إلا عندما قامت نور بتحركيها فقامت بعض الفتيات بالرقص فى مكان بعيد عن الرجال ......والتف الجميع حولهم..........حضر الحفل عائلة الحسينى بأكملها ......أما من عائلة السيوفى حضر الجميع ما عدا سليم والد سيف والجميع يعلم السبب فقد تناقلت بعض الأقاويل بين المدعوين عن سبب غياب سليم عن حفل زفاف ابنه الوحيد لكن سرعان ما صمتوا. ..........أما بثينة فقد حضرت هى وزوجها قبل ان ينتهى الزفاف بقليل ........انتهى الزفاف كما أراد سليمان الحسينى تماما لا تشوبه شائبة فجميع الصحف من الآن ستتحدث عن الزفاف .....لقد كان خائفا للغاية بأن يقوم سيف باى عمل طائش ولكنه حمد الله فحضور أسامة جعله هادئ قليلا

عندما يعشقُ الرجل (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن