الفصل 2

13.3K 131 27
                                    

أنهى طعامه سريعا ..فهو لم يعد يشعر بمذاق اى طعام منذ زمن ...احيانا كثيرة كان يتناول طعامه وحيدا ....لكن منذ فترة كان ياتى إليه أحد من أبناء اخواته يتناول معه الطعام وبعد ذلك يذهب ....على الرغم من أن أخاه محمود قد طلب منه عدة مرات ان ياتى للعيش معه لكنه كان يرفض ....فكيف يترك المكان الذى عاش فيه مع فيروزته ..المكان الذى يحمل رائحتها

ذهب بعد أن أنهى طعامه إلى ذلك المكان الذى يجعله يتحمل فراق حبيبته ولو قليلا ....متكأ على عصاه التى أصبحت رفيقته منذ ذلك الحادث ....الذى كاد فيه أن يفقد أغلى ما لديه .....وقف أمام باب كبير لغرفة .....دخلها فقام بفتح أضواء الغرفة ...تابع بنظره على الحائط الذى يحمل الكثير والكثير من اللوحات والصور لفيروزته الجميلة منها وهى نائمة ومغمضة عيناها ...وأخرى وهى ترتدى ذلك الفستان بلون عيناها ....وواحدة وهى ضامة إليها قطتها المدللة ....وأخرى وهى تمتطى حصانا ابيض كالون بشرتها .....أطال بنظره لأحد اللوحات كانت لوجهها فقط تبتسم ابتسامتها الساحرة نظر مطولا لفيروزته الجامحة الثائرة التى بنظرة واحدة منها أطاحت بكبرياءه الحرة وقيدته بقيود من حديد .....جعلته يركض ورائها فى كل مكان فقط لكى ينظر إلى سماء عيناها الزرقاء

مسح دمعة يتيمة متمردة غافلته وهربت من عينيه ...لكن سرعان ما تابعت الدمعة كثير من الدموع ....الدموع التى أبت ان تجف او تتوقف رغم السنين ......اقترب أكثر بعصاه من صورة فيروزه الجميلة وقال بخفوت واعين مازالت تحمل آثار بكاءها ماذا افعل يا فيروز؟....اشتاق اليكى حبيبتى أخبريني ماذا أفعل ؟سيف يكرهني ....يكرهنى بشدة حبيبتى ....كم أتمنى أن اضمه إلى احضانى لكى اشتم منه رائحتك ....أعلم إننى السبب لكن ...وقد ازداد نحيبه كالطفل الصغير ....لم أستطع أن اضمه إلى فى السابق وأعلم أنه السبب فى بعدك عنى ...وتابع بشهقات أكثر ...لم أستطع ...لم أستطع ان ابقى وأعلم أنكى رحلتى وتركتينى ولست موجودة بقربى. ...قلبى لم يتحمل فراقك هربت بعيدا ...لعل البعد ينسينى لكن هيهات لم استطع النسيان .....هربت وتركت وراءى ابنى ....الذى فقد أمه وحرم من قربها منه ....هربت وانا لم أفكر أنه يحتاجنى. ..كما احتاجه انا الآن ....عندما عدت اعتقدت أنه سيرتمى بين احضانى وساضمه إلى ....لكنى وجدته قد كبر لم يعد يحتاجنى ...وجدته يكرهنى يريد تدميرى لبعدى عنه ....اخبرينى كيف أعيد ابنى إلى ....كيف ؟؟؟

*************

كانت تمشى فى الغرفة ذهابا وايابا تنتظره بفارغ الصبر .....لتخبره أن جدتها مريضة وتريد الذهاب إليها ورؤيتها ....توقفت قليلا ثم خرجت تنهيدة طويلة من صدرها وجلست على الكرسى الموجود فى غرفة النوم ناظرة بألم إلى طفلتها الصغيرة التى لم تبلغ عامها الأول بعد نائمةعلى السرير الموجود بالغرفة .....تتأمل وجهها الملاءكى ..... قطع تفكيرها دخوله إلى الغرفة بوجه مكفر وعين غاضبة ....ارتجفت عندما شاهدت ملامح وجهه ....تدعو ربها أن يمر هذا اليوم بسلام فهى لا تريد اى شجار ولا صراخ منه اليوم كما انها عانت فى جعل صغيرتها تغفو قليلا بعد مرضها ليلة أمس ......نظر إليها نظرة سوداء كقلبه ....ثم قام بخلع سترة بذلته والقاها بإهمال على أرضية الغرفة وتابع ذلك ربطة العنق وفتح عدد من أزرار قميصه العلوية ....تحركت من الكرسى ببط تدعو ربها الايغضب فى وجهها .....اقتربت منه بجسد مرتجف واعين خائفة تفرك يداها بتوتر حتى قال: حضرى لى الطعام أريد أن آكل.

عندما يعشقُ الرجل (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن