ثلاثَة ٢٢

Start from the beginning
                                    

ليتكِ كُنتِي هنا..جورجيَا. هي ظهرت في مُخيلتي. تخيلتها تسير بجواري و تبتسم بخبث قائلة بأنها كانت تعلم أنني و هاري سنكون قريبين.

أتخيلها تتحاذق و تسألني عن لون فُستان الزفاف الخاص بِي.

هذا سيء. عليّ التوقف عن التخيل أو سأبكِي.

"هُناك!.. بقرب ذلك التجمع الشجَريّ." صاحت هيذر مُشيرة للعديد من الأشجار الطويلة المتشابكة بطريقة غَريبة.

"كيف؟ أينَ هي الغرفة؟." تسائلت كاميلا بينما تنظر حولها بحذر.

"لا أعلم. أقسمُ أنني خرجت من هنا، هذا المكان أنَا أتذكرهُ جيدًا."مررت هيذر يدها في خصلات شعرها متحدثة بتوتر ليمسك بها ماكس حتى تهدأ.

"إهدأوا جميعًا! أنَا أصدقكِ حسنًا؟. رُبما الغرفة توجد خلف هذه الأشجار العملاقة أو داخلها لا أعلم."قالَ كول.

الأشجار بالفعل كانت مُتخذةً شكلاً دائرياً مما جعلني أظن أن الغُرفَة ربما توجد في الدَخل.

"رفاق!" صاحت هيذر فجأة، "لقد إستخدمت مصعدًا للصعود إلى هُنا. أعتقد أنَ الغرفة توجَد تحت الأرض!."

"بينجو! إذن علينا دخول المصعد الذي أظن أنه بالتأكيد داخل هذه الشجرات." قال كول.

"هناك شيء ما سيفتح و يفك هذا التجمع الذي أقامته الشجرات..كزرٍ مخفيّ رُبما." قالَ هاري و بدأ يتحسس خشبَ الشجر.

بينما نحن جميعًا نضع تركيزنا على هاري الذي يتحسس الشجر باحثاً عن مفتاح ما رأيت توم يجري بسرعة عابرًا من جانبِي..لقد شعرت أن ريحاً قوية قد عبرت بجانب جسَدي و ليسَ شخصًا يركض.

نظرت خلفي سريعاً لأجد توم يُمسك بجسد أحدهم و يقوم بإمتصاص دماء عُنقه بينمَا الأخر يصرخ طالبًا النَجدة.

ظهر رَجُلان أخران ليقترب هاري مني و أجد هيذر و ماكس يقفان إستعداداً للتحول و لكن قبل أن يَخطو أي أحد خطوة نحو الرجلان كلاهما سقطَ أرضاً مع صوت تَكسير عظامهمَا.

وجهت نَظري نحو هاري الذي نظَر لي ثمّ حولَ نظرهُ ناحية كاميلا التي كانت تبتسم بخبث.

"أجل، إنها أنا." ضحكت و عادت تنظر أمامها.

توم ألقَى جسد الرجل على الأرض و مسحَ الدماء عن فمه ثمّ نظرَ لنا بتشوش..بدى متوترًا.

"هذا كانَ رائعًا توم!" كول صفقَ لأضحك أنا الأخرى محاولةً نزع التوتر،"أجل، لقد كنتَ سريعًا للغاية."

إبتسمَ توم و نظرَ للاسفل قبل أن يعيد نظرهُ نحو الأشجار.

هاري نظرَ لي و ابتسم قبل أن يعود لتحسس الأشجار و النظَر جيدًا.

"لقد وجدتُ شيئاً" قالَ توم لنقترب جميعًا.

في منطقة مخفية بالقرب من جذور الشجر المتشابك وجِدَ شيء أشبه بالثقب الكبير.

"هل هناك مفتاح أو شيء كهذا؟." سأل كول.

"ربما عليكَ فقط إدخال يدكَ." قلتُ لتوم الذي نظرَ نحو و تحدث:"و ماذا إن كانَ هذا فخاً ما و قُطِعت يَدي في الداخل؟."

"إذن لندخل شيئاً أخر أولاً." قلت و بحثت حولي عن أي شيء حتى وجدت جذع شجرة على الأرض فأخذته و أدخلته في ذلك الثقب و لكن لم يَحدث أي شيء.

"الأمر أمن. لا بَأس." أخبرتهم.

توم تحركَ مقترباً و أدخلَ يده اليمنى في الثقب.

"هناك شيء في الداخل، إنه كمقبض." قال توم و أدخل يده أكثَر و هُنا الاشجار العملاقة تفرقت عن بعضها البعض ليظهر كما توقعنا..مصعد.

"أخيرًا.." تنهدَ هاري و كذلك فعلنا جميعًا.

"لن ندخل جميعاً. سننقسم إلى فريقين. فريق من الاثنين سيظل هُنا للحماية و ليحذرنا من أي خطرٍ خارجي." قال هاري و هو ينظر لنا نظرة القائد.

أومأ الجميع ليقول هاري:"ماكس، كول و كاميلا ستظلون هنا و الباقي سيدخلون."

"لمَا أبقَى خارج دائرة المُتعة؟ أريد الدخول." تذمرت كاميلا بينما هيذر قالت:"و أنا أريد أن أكون مع ماكس."

صاحَ هاري فاقدًا لاعصابه:"نحن لسنا في روضة الأطفال هُنا..! رفاق نحن فِي خطَر و لا وقت للتذمر بشأن كُل شيء."

سكتَ الجميع مما جعل هاري يرفع حاجبيه برضى قبل أن يقترب مني و ينزل رأسه لي مُتسائلاً:"جاهزَة؟."

"أجل. أعتقد أننِي كذلك." رفعت كتفاي.

"لا أريدُ منكِ الابتعاد عني بينما نحن في الدَاخل. أجل؟." أمسكَ هاري بكتفاي بلُطف لأومئ.

نظرت للجميع. أعلم أننا خائفين، متوترين من القادم و كُلنا نريد الخروج أحياءًا.

"لنتحرك." قال هاري و أمسكَ بيدي و هكذا نحن تركنا مجموعة منا خارجًا و دخلنا إلى المصعد الذي فور أن أغلقت أبوابهُ علينا أنطلقَ غاز أزرق في الانحاء مما أفزعنا و لكن الصوت الذي تحدث قائلاً أننا الآن أنقياء جعلنا نعلم أن هذا الغاز لإزالة التلوث من البيئة الخارجية.

فُتحَ باب المصعد لأجد ممرًا أبيض اللون أمامي و في نهاية كان هناك بابًا حديدياً أسود اللون.

خطوت أول خطوة إلى الدَاخل..و تبعني الجميع.

ثَلاثة \\ h.sWhere stories live. Discover now