ثلاثة ١٢

6.6K 794 112
                                    

"لا!.. لا تقترب." صرختُ متراجعةً للخلف و كأنَ ذلكَ الذئب العملاق سيفهمني.

عيناهُ كانت تشعُ بلونها الأزرق بينما هو واقفٌ في مكانه دونَ حراك،

و فجأة بدأ يقترب مُغلقاً المسافة بيننا فأغمضتُ عيناي مُستعدةً لتهشم جُمجمتي كمَا حدث لذلكَ الفتى كودي.

و لكن ما حدثَ كان مختلفًا عن توقعاتي، ذلك الذئب بدأ بلعق وجهي ككلبٍ أليف.

مسحَ بيده العملاقة على رأسي و دونَ سابق إنذارٍ أطلقَ عويلاً طويلاً عالي الصوت.. و استمعت إلى صوت عظامهِ كأنها تتهشم و بدأ جسده يتحرك بطريقة غريبة حتى بدى و كأنه يتحول لجسد بشري!.

حوافره بدأت تتحول لأيدي رجل و قدمان إنسان ثمّ ظهرت رأسه ذات الشعر الوردي!.

ماكس؟!.

وقعَ على الأرض و هوَ عاري تمامًا، كانَ يتنفس بصعوبةٍ و عُمق ثمّ نظرَ نحوي.
كان يبدو خائفاً..ينظر نحو جثة كودي برعب ثمّ ينظر نحوي مُجدداً.

أغمضَ عينيه بقوة و أخذ يتنفس بقوة و أنَا لم أحرك ساكناً و بعدَ بِضع لحظات و فتحَ عيناه الزرقاء تماماً كذئبهِ.

"أهلاً؟.." إبتسمَ نحوي بوهن.

"ما اللعنة؟, الجحيم أنتَ تقول لي أهلاً و أنَا أشعرُ أنني قد تبولتُ في سروالي." صرخت و أنَا أحاول الاعتدال في جلستي بينما أستمعُ إلى صوت ضحكه اللطيف.

لطيف! إنه ذئبٌ متحول أو إنسان مُستذئب..لا أعرف ما هذا الشيء من الأساس؟.

"إهدأي أبِي، لا بأس.. سأشرحُ لكِ، ما أتذكرهُ صراحةً." قال و هو لازال مُحافظاً على إبتسامته.

"بالتأكيد أنتَ ستخبرني كل ما حدثَ لكَ و لكن عليكَ سترُ نفسكَ الآن..أنتَ عاري تمامًا!."

"آوه، حقاً؟." ضحك ببساطة ثمّ وجدته يتوجه نحو شجرة ما و يخرج من ورائها ملابساً و يرتديهَا سريعًا.

"يا إلهي.. يا إلهي." مسحت على وجهِي بتوتر و جسدي بأكملهُ كانَ يرتعش خوفاً.

"شش، إنهُ على مَا يُرام." أمسكَ بكفاي بينَ يداهُ الخشنة ماسحاً بإبهامه بلطف.

"ما..-ما الذي حدثَ لكَ؟." تسائلتُ بخوف.

"لا أعرف، أنَا حقاً لا أعرفُ أبريل.
كُل ما أتذكرهُ أنني حينَ وقعت جراء ذلكَ الخنجر في ظهري فقدتُ الوعي بعد أن تركتكِ تذهبينَ بلحظات.
و استيقظت بعدهَا فِي غُرفةٍ بيضاءَ تمَامًا مليئة بأشياءٍ غريبة؛و كانَ صدري مُغطى بقُماش أبيض تُلطخهُ بعضَ الدماءِ الجافة." إبتلعَ ريقهُ ناظراً للأمام و هو يتذكر.

"فقدتُ الوعي مُجدداً من المنظر و حينَ استيقظتُ مرة أخرى كنتُ في غرفة مظلمة بها سرير و طاولة خشبية..لسببٍ ما كانَ جسدي يرتعش بقوة و تنفسي كانَ ثقيلاً. لاحظتُ أن الشاش على صدري كانَ قد نُزِع و هناك نوعًا ما..شيئاً كفجوة صغيرة في جسدي." أظهرَ لي صدره لأجد هناك بالفعل فجوة غريبة في منتصفِ صدرهِ تمامًا.

"هذا.. غريب." لمستُ تلك المنطقة لينتفض هو بألم.

"أسفة.." همست ليومئ، "أكمِل، هيّا ماكس."

"الألم كانَ رهيباً و تلك الغرفة كانت مُعتمة للغاية.
لحظاتٌ مضت منذ أن أفقتُ بعدهَا ظهرَ رجلان مُلثمان أحدهمَا قام بتثبيتي و الأخر أعطاني حقنةً في كتفي ثمّ رحلا.."

حقنة؟! أهي مُخدرٌ مَا ربما؟.

"هل كان مُخدراً؟" سألته مُستفهمة، "لا..لا أعتقد."ردّ مفكرًا و أكمل: "أنَا لم أفقد الوعي بعدها بل شعرتُ بشيءٍ غَريب..و كأن كُرات الدم بداخلي تغلي و تتحرك سريعًا و هُنا بدأ تحولي لأول مرة!"

عقدت حاجباي قائلة: "ماذا تعني؟ أنتَ لا تتحول بهذه الطريقة منذُ أن ولدتَ؟"

"لا! بالتأكيدِ لا أنَا لستُ مُستذئباً و لا أعرفُ ما هذه اللعنة التي حلّت بجسدي أبريل!" قال ماكس بتوتر و بدأ يشدُ على خصلات شعرهِ الوردية.

"لقد وجدتني حينها أتحولُ إلى ذلكَ الذئب غريب الهيئة. كنتُ مرعوباً للغاية أب و لم أعرِف ماذا أفعل بهذا الجسد الغير بشري.. و فورَ أن فتحَ نفسَ الرجلان الباب مُجدداً و بحوزتهما هذه المرة بُندقية سوداء أنَا ركضت سريعاً و دفعتهما راكضاً بجسد الذئب و صدقيني كانَ الامر أكثر من صعب..قبل أن أستطيع حتى الهروب من الغرفة نهائياً طلقة مُخدرة إخترقت جسدي لأسقط مخشيًا عليّ."

فتحت فمي لأتحدث و لكني لم أجد مَا أقول، كيفَ أواسيهِ بعد كُل ما حدثَ له.

"إستيقظت بعدهَا.. في الغابة، وحدي و بجسدي البشري و هُناكَ حقيبة تضمُ الملابس و الطعام موضوعة بجانبي..لم أعرف ماذا حدث و لكني وجدت رسالة صغيرة فوقَ الحقيبة كتب فيها 'مرحباً بكَ في عالمكَ' و كانَ ذلك من أسوأ أيامُ حياتي و لا أعتقد أنني سأعودُ طبيعياً بعدَ الآن." تنهد و ركضت دمعة وحيدة خارج عينه لأحتضنه بقوة قائلة:"لا بأس ماكس..لا بأس ستكون بخير فِي النهَاية."

"كيفَ وجدتني، هَا؟." مسحت على شعره الورديّ و لم أبتعد عنه ليجيب:" لقد كنتُ أسير في الغابة ليومين تقريباً لا أعرف ماذا أفعل أو كيفَ أجدكم.
كنت أنام يومياً فوقَ الأشجار و في الصباح أسير دون وجهة حتى رأيتكِ و كان ذلكَ الفتى يوجهُ مسدسه نحوَ رأسكِ لم أستطع السيطرة على أي خلية في جسدي و وجدتني أتحول لذلك الذئب دونَ أن أريد ذلك و.. و قد قتلته حتى دون أن أدري!"
أستطيع الشعور بماكس لازال فزعاً من كل ما يحدث له.

و كذلكَ أنَا فزعة مما حدث له و من توم, لحظة توم!

"ماكس! أنتَ لست وحدكَ الغريب." أخبرته و قبل أن أخبره بشأن توم رأيت هاري يركض نحونَا لاهثاً.

"أبريل! أنتِ بخير؟" سقطَ على ركبتيهِ أمامي بتعب ثمّ نظر نحو ماكس و قال:" حمداً للرب! أنتَ أيضاً بخير."

"أجل سعيدٌ برؤيتكَ" إبتسم ماكس بروية.

إحتضننا هاري بقوة, كلانَا أنَا و ماكس كُنا داخل عناق هاري و قلبي كانَ دافئاً للغاية من ذلكَ العناق.

"سنكون بخير.." همسَ هاري ليومئ كُلٌ مني أنَا و ماكس مُتمنيين أن يكون كُل شيءٍ بخير كما يقول هاري.

****

حلو البارت؟
تتوقعوا إيه اللي حصل لماكس؟:)

محدش يقول قصير عشان أنَا كتبته و أنَا عند تيته و ده بحد ذاته مُعجزة!😂

الأحداث ناار و شرارر يعني عن نفسي متحمسة أصلاً،بحبكم❤؛)

- مساحة لله.

ثَلاثة \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن