جلس معها طوال فترة متابعتها فى المشفى حتى تلد ....لكنه قبل هذا اتصل بسليم الذى كان موجودا بالفعل فى احد الولايات البريطانية منذ ان توفيت فيروز الذى كان حالته سيئة هو الاخر ثم اتصل بعادل ومحمود ومراد .....حضروا جميعا فى اليوم التالى وتولى عادل فحص روز فقد كانت حالتها سيئة قبل مجى ياسين اليها ....شعرت روز بالامان ما ان رات ياسين بقربها وتحسنت حالتها وهو بقربها .....بقى معها الى ان وضعت ....وعندما كانت روز فى غرفة العمليات تحدث اخ روز الاكبر مع ياسين وهدده ان لم ياخذ ابنته ويسافر بعيدا عن هنا فستكون العواقب وخيمة ....لم يخف من تهديده على نفسه بل خاف على زوجته وابنته.....لذلك اقترح الجميع ان ولدت الفتاة وكتب لها الحياة عندها سيخبروا روز بان الطفلة قد ماتت ....وهذا فعلا ما حدث ولدت نور بصحة جيدة .....فقام عادل بنفسه باخبار روز بان الطفلة ماتت فور ولادتها ....الخبر الذى جعل جميع عائلتها يشعرون براحة كبيرة فقد ماتت من كانت تكبلهم جميعا ....كانت روز هى من كانت تدير معظم أعمالهم الموجودة فى القاهرة ولندن ....هى من كانت لها اليد العليا فى معظم أعمالهم بسبب عقليتها الفذة وخبرتها فى الأعمال والتجارة ....لذلك بزواجها من ياسين كان سيجعل كل هذا يعود إليه ولابنته....وفوق هذا كانوا يريدون أن يزوجوها لأحد رجال الأعمال الأثرياء فى بريطانيا ...لذلك عندما علموا بزواجها وكذلك حملها هاجموها بضراوة ....لكنها استطاعت الثبات والقوف أمامهم على أمل ان ياتى ياسين إليها وتعود معه ....لكن بوفاة الطفلة التى كانت ستربط بينهما اكثر جعلها محطمة وما حطمها أكثر هو ترك ياسين لها ورقة الطلاق ....رغم انها ترجته فى البداية بالا يتركها لكنه لم يستمع لرجاءها وذهب .....عاد كل من ياسين وسليم وعادل ومراد ومحمود إلى مصر بعد ان تدبر مراد أمر إخراج الطفلة من البلد بدون علم أحد ....وفور وصولهم اخبروا الجميع ان روز قد ماتت وهى تلد الطفلة لذلك عادوا بها ....رغم انه لم يكن يريد أن يدعى موتها إلا أن هذا ما كان أفضل للجميع .....هو من اعتنى بنور منذ ان وصل بها الى مصر رفض جميع محاولات والدته ان تزوجه من أحد قريباتها بحجة أن الطفلة تحتاج إلى ام تعتنى بها فرفض وأثبت للجميع انه يستطيع ان يربى ويعتنى بطفلته وحده ....كبرت نور وكلما كانت تكبر كان يظهر بها ملامح وانوثة والدتها ....كان عندما ينظر إلى نور كانت كانا روز هى من تقف أمامه وليست ابنته
عاد بذاكرته إلى الحاضر بعد ان استرجع ماضيه الذى ما زال حتى الآن يجعله حزينا ومتالم.....لم يحب امراة مثلما احبها هى ....يعلم انه قتلها وقتل نفسه حيا بالابتعاد عنها لكن لم يكن يستطيع ان يفعل غير هذا لكى يحمى كلتاهما ......ابنته وزوجته ....

 

عاشقا قد خان الهوى وحبيب وعد وغدر إلى أين يا قلب أجيب إلى متى سنبقى ننتظر ....حالنا حال الجميع حقائب هم ووهم سفر نخفى نار الشوق فينا ونبكى ذكريات صور ...جميعنا فى البداية رائع وفى الختام الكل انكسر ...الا هل من حبيب هنا سقط القناع والحب اندثر
...الشوق نار تحرق قلوبنا ببط ....
كانت تحمل بين يديها تلك الصورة له وهى تنظر لملامحه بحزن وألم ....تتساءل فى نفسها هل ما زال كما هو ام ان بعض الشيب قد زين رأسه مثلها ...لقد كان دائما فارسها أميرها الذى شعرت معه بالدف والحنان وكم تمنت أن تنشأ معه العائلة التى لطالما حلمت بها ...لكن امانيها لم تتحقق بموت طفلتها وتركه لها ....ذهب من دون ان يقول شى ...فقط ترك ورقة الطلاق وأنهى كل شى وذهب .....ذهب وتركها وحدها.....ذاكرتها ارجعتها لذلك اليوم الذى تركها به ....اليوم الذى تحطمت فيه كل أحلامها ....اليوم الذى ماتت طفلتها فيه .....
كانت تستلقى على السرير الأبيض فى المشفى بعد ان خرجت من غرفة العمليات ....وجهها شاحب ومتعب ....عندما فتحت عيناها بتعب لم تجده بجوارها ...بحثت بعيناه عنه ولكنها لم تجده ....سمعت صوت إدارة مقبض الباب واقدام تقترب منها ....تمنت أن يكون هو لكن خاب أملها عندما رأت وجه أخاه الأكبر مارسيل يقف بجسده بجوار السرير ....فقالت بتعب ....أين ياسين ..؟؟
فرد بتهكم. ...ذلك العربى ...لقد رحل
بلعت ريقها بتعب وقالت بخوف ....ماذا ...مارسيل اخبرنى أين هو ياسين ...
فقال وهو يبتعد عنها ويضع يديه فى جيبى بنطاله ....زوجك تركك عندما علم بموت الطفلة ....ثم نظر إليها بحزن مصطنع ....أوه ...أختى العزيزة انا حقا حزين من أجلك ....عندما شعر بأنه لم يعد يجدى منكى نفعا تركك ....وترك خلفه هذا ....ورفع يديه لفوق وهو يمسك ورقة ما
-ما هذا الذى بين يديك ....قالتها بذعر
-السيد ياسين .....ترك خلفه ورقة طلاقك وذهب ....قالها باسف
-أنت تكذب ....أعلم انك لم تكن تحبه وتكرهه. ...أنت تكذب قالتها بصوت عالى ومقلتيها امتلاتا دموعا
فاقترب منها وقال بهدوء ....إذا خذى واقراى
اعتدلت فى جلستها بتعب وجلست مستندة على وسادة صغيرة ....فقرب منها الورقة ...فأخذتها بيد مرتجفة خائفة من محتواها خائفة حقا أن يكون اخاها محقا لا لا يمكن أن يتركنى ياسين لا ....قالتها فى نفسها ...مد لها مارسيل الورقة وخرج من الغرفة ببط وعلى وجهه ابتسامة وصلت لعيناه .....ما ان خرج ظلت تنظر إلى الورقة برعب وما ان فتحتها ...حتى شعرت بسكين حاد تخترق قلبها وجسدها آلاف المرات ....أرادت البكاء والصراخ ...لكنها لم تستطع ....ما تشعر به من الآم فى قلبها يمنعها البكاء .....لو يعلم انها كانت تحتاج إلى صدره لكى تبكى بين احضانه حرقة على موت طفلتها ....لو يعلم انها تحتاجه الآن اكثر مما سبق ......
بقيت فى المشفى لشهرا كامل بسبب نزيفها الحاد ....ساءت حالتها ....تمنت الموت فى هذا الوقت حتى انها حاولت الانتحار عدة المرات ....لولا ان الأطباء اسعفوها بسرعة ...لم تكن تعتقد انه سيتركها هكذا وحيدة ....انتظرت وانتظرت وهى تتمنى أن ياتى ويثبت لها انه لم يتركها ....حتى لو أتى الآن ستسامحه على كل شئ نعم ستسامحه
لكنه لم ياتى ....قالتها بألم وبكاء وهى تضم صورته لقلبها .....لماذا تركتنى وذهبت ....لماذا بدون كلمة يا ياسين ذهبت ....ما الذى فعلته لكى تتركنى هكذا ....لماذا ...لماذا ....ظلت ترددها بحرقة وشهقاتها تعلو أكثر ...حتى انهارت على الأرض بجسد واهن......
بعد دقائق دخلت إليها والدتها وهرعت إليها ما ان رأتها ملقى على الأرض .....
-مارسيل ....مارسيل ....انجدنى صرخت بها والدتها وهى تحتضنها بقوة ....حتى أتى مارسيل ومعه أحد الخدم ....حملها ووضعها على السرير ثم حاولت والدتها ان توقظها. ...مرر مارسيل يديه فى شعره بنفاذ صبر وهو يلمح صورة ياسين التى تحتضنها اخته ....
-تبا لك يا امرأة ...ألن ننسى أمر ياسين ذاك ....لما ذا لا تريدين العيش ...انسيه صرخ بها مارسيل بقوة وغضب ما ان رأى روز تفتح عيناها
فضمت جسدها إليها بشدة وقالت وهى تبكى بصوت ضعيف .....لا أستطيع انا احبه ....
فنظر إليها بحنان ....لم اعهدك ضعيفة يا روز ....
-لقد أصبحت ضعيفة منذ ان تركنى ....قالتها بخفوت ....ثم تابعت بألم .....هل يمكنكم تركى بمفردى
-روز ...حبيبتى انا ....قالتها أمها بحنان
-ماما ارجوكى .....قالتها برجاء
تركوها كما أمرت ....وهى تحتضن جسدها إليها تبكى شوقا له ....نعم هى تشتاقه ولا تستطيع ان تنكر هذا

عندما يعشقُ الرجل (الجزء الأول) Where stories live. Discover now