-ها قد أتى المستشار ....قالتها نور وهى ترى والدها يدخل إلى المنزل ....وركضت إليه واحتضنته بقوة وعلى وجهها ابتسامة تكاد تصل إلى عيناها ....فقبل ياسين فروة رأسها وضمها إليه أكثر ....فقالت بدلال
-ما الذى اخرك هكذا ....أنت هكذا دائما تنسى نور عندما تكون مع أصدقاءك
اه يا نور لو تعلمى ان لا أحد غيرك يشغل تفكيرى قالها فى نفسه بحزن
-فرد باسف ....آسف ...ثم تابع وهو يبعدها عنه وينظر إلى عيناها ....لا أحد يستطيع ان يشغلك عنى
فقالت بابتسامة وعيناها تلمع .....حسنا ...عندى لك مفاجأة
فنظر إليها بتساول. ...فقالت بفرح ....لقد أعددت انا العشاء ....فقال بمرح. ....وما الذى اعددتيه
-فغمزت بعيناها وابتعدت وهى تقول بمرح ....انها مفاجأة ....فقهقه ياسين عاليا من شقاوة تلك الصغيرة ....لكن سرعان ما تبدلت ملامح وجهه وهو يفكر فى المجهول وما الذى ينتظر صغيرته إذا حدث له شى .......دلف إلى غرفته قام بتبديل ملابسه وتوجه نحو السفرة وجدها تضع الأطباق ....فقالت بسعادة وهى تنظر إليه ....لقد انتهيت ...ثم أشارت إلى الاطباق وقالت بجدية ....حسنا سيدى سأبدأ بتقديم الاطباق إليك .....أشارت إلى طبق يحتوى على شى ما باللون الأصفر وبه قطع صغيرة
برتقالية اللون رجح انها ربما تكون جزر ...إذا فالطبق هو عدس ....فقالت ....الطبق الرءيسى هو شوربة العدس ....بلع ريقه بخوف ...ثم أشارت إلى آخر وقالت ....اقدم لك أخيرا بعد شقاء طبق الأرز ....
فضحك بخفوت وقال بعبوس. ...أرز و شوربة عدس
فاشارت باصبعها علامة النفى وقالت ....لا ليس شوربة عدس وأرز فقط بل وأيضا سلطة وقطع بوفتيك
فجلس على كرسى السفرة فى المقدمة وجلست هى بجواره ناحية اليمين ...فبدأت بوضع شوربة العدس بسعادة ...وهو يتأمل وجهها عيناها شعرها حتى ابتسامتها الخجولة كل هذا ورثته من روز انها نسخة طبق الأصل منها ....ربما هذا ما جعله يصبر ويهون على نفسه تركه لروز. ....لكن ما زال شعوره بالذنب نحوها ما زال ياتى له فى صورة كوابيس ....وبالذات هذه الفترة الأخيرة ...قطعت أفكاره وهى تقول ....أين ذهبت أيها المستشار الطعام هنا
فضحك وقال ....لم اذهب انا هنا ...حسنا سأبدأ ....لكن انتى متأكدة من هذا الطعام ...وقبل كل هذا هل يوجد مطهر للمعدة
فزمت شفتاها وقالت بتأكيد ....لا تخف الطعام جيد ...هيا كل وقل لى رأيك ...
فبدأ بتناول الشوربة فبدأ العبوس يظهر على وجهه وهى تراقبه بترقب فقالت بسرعة وهى تبعد الطبق عنه .....حسنا حسنا ....فالنترك العدس ...وتناول الارز و البوفتيك ...فوضعت له فى طبق آخر أرز وبوفتيك ووضعته أمامه ....عيناه احمرت وامسك كوب الماء وشربه باكمله وقال بشهقة. ....ما الذى وضعتيه على الأرز وما هذا الأسود والأحمر الموجود به ....فقالت ببراءة وانكماش. ...انه فلفل اسود وأحمر
فاغمض عيناها وقال بهدوء ....ابعديه عنى ....
فقالت بسرعة ...نعم سابعده وخذ تناول البوفتيك
فقال بسرعة وهو ينظر إلى قطع البوفتيك المحروقة ....لا لا ....اعطينى السلطة ...
فوضعتهاأمامه وقالت بحزن وهى تضم شفتاها ....انا آسفة ...
فقال بسعادة ....انتى أغلى من أن تدخلى المطبخ وتعدى طعاما ....انتى ابنة ياسين يا نور تذكرى هذا ....وعموما ليس خطأ ان تحاولى مرة واثنان أهم شى إلا تضعفى او تستسلمى هل فهمتى يا نور ....لا أريدك ضعيفة ....قالها وهو يربت على يديها
فابتسمت له وتحركت وقبلته على وجنتيه تدعو الله الا يحرمها منه .....
تناولا الطعام ومن ثم صنعت له القهوة وقدمتها له وهو يجلس فى مكتبه ....وقالت بسعادة ....على الأقل أجيد صنع القهوة ....حسنا ساتركك لكى تعمل وانا أيضا لدى عمل كثير .....وتركته وخرجت أبتسم وهو يراقب خروجها تنهد تنهيدة طويلة ثم أسند ظهره على الكرسى وكالعادة بدء يفكر بمن سلبت قلبه عندما كان شابا وكيف تعرف عليها
روز أتت إلى مصر بسبب أن والدها كان له أسهم فى شركة عائلة الحسينى ...توطدت علاقتها بفيروز التى عرفتها فى أحد اجتماعات الشركة وبعد ذلك أصبحتا صديقتان مقربتان فقد حضرت روز زفاف فيروز من سليم ....ومن هنا عرفها ياسين أعجب بها منذ ان قابلها فقد كانت تتمع بأنوثة تجعل اى رجل يتمنى الاقتراب منها وفوق كل هذا كانت امراة قوية ....اقترب منها وتعرف عليها تزوجها بعد علاقة حب استمرت بينهما اكثر من عام ....تزوجها بمصر وكان سليم ومراد شاهدان على عقد الزواج ....والده كان شخص صارم رفض زواجه من روز فى البداية لكنه وافق بعد ان رأى إصراره .....واجها الكثير من الصعوبات ليصبحا مع بعضهما فهى وقفت فى وجه والدها واخاها الكبير وتزوجته من دون ان يعلم أحد من عائلتها .....بقيت فى مصر لعدة أشهر بعد الزواج وبعد ذلك عادة إلى لندن .....كانت تبقى هناك قليلا ثم تعود بحجة أعمالهم الموجودة فى القاهرة والمرتبطة بعائلة الحسينى .....بعد زواج دام بينهما لأكثر من خمسة أعوام ....اكتشفت وهى موجودة فى بلدها انها حامل وكشف معها سرها الذى اخفته......عرض عليها والدها واخاها ووالدتها وأختها ان تقوم بإنزال الطفل وحينها سيغفران لها ما فعلته خلفهم لكنها تمسكت به ورفضت إجهاض الطفل ....طال فترة بقائها فى لندن فشعر ياسين بالقلقل عليها ....فذهب ورائها إلى لندن .....ما ان وصل حتى حاول الاتصال بها بشتى الطرق لكنه لم يستطع الوصول إليها ....حتى منزلها فى لندن لم تكن به جن جنونه من عدم قدرته للوصول إليها .....بعد عدة أشهر من بحثه تفاجأ بالأخ الأكبر لروز يدخل غرفته فى الفندق ....فقال له بدون مقدمات ان كنت تريد ابنتك على قيد الحياة قم بالانفصال عن روز تماما....تفاجأ بحملها فهو لم يكن يعلم ...ذهب معه إلى المشفى ورأى روز من بعيد وهى مستلقية على السرير وتحتضن بيديها بطنها .....دلف إلى الغرفة ....وما ان رأته حتى حاولت التحرك وبدأت الدموع تظهر بين مقلتيها وقالت ببكاء ....ياسين ...كنت أعلم أنك لن تتركني ....فاتجه إليها واحتضنها بشدة إليه وهى تبكى ....كنت أنتظرك ...لا تتركنى خذنى معك ....لا تتركنى يا ياسين ....قالتها برجاء ....ثم تابعت وهى تبتعد عنه وتمسح باصابعها دموعها .....انا حامل ....انها فتاة ...سأكون ام يا ياسين أخيرا ...ساضم طفلتى إلى أخيرا ....فهداءها وقال بهدوء ....نعم ستكونين اجمل ام فى هذا العالم ...

عندما يعشقُ الرجل (الجزء الأول) Where stories live. Discover now