إليزابيث بلاكويل ⏳

181 9 2
                                    

«إليزابيث بلاكويل» أول سيدة تحصل على شهادة طبية في أمريكا، ورائدة تعليم الطب للنساء.

الحياة كفاح، شقاء وسعي، تجارب ومواقف، صواب وخطأ، غِنى وفقر،… ومالا نهاية من الأوصاف التي يمكن أن تطْلقها عليها، لكن أجمل مافيها؛ هو أنها رحلة علم وعمل، وأمل، وإصرار مستمر.

حسنًا، يمتلئ المجال العلمي كله بسيدات كن رائدات في إحداث بعض التغيرات الجذرية فيه، رغم ما لاقوه من حوادث تنمّر ومضايقات؛ خصوصًا في القرن الماضي حين لم تسمح لهن مجتمعاتهن آنذاك بوجودهن كسيدات عالمات، أو متعلّمات بشكلٍ عام.

اليوم، وبعد قرابة قرنين من الزمن، وفي ذكرى ميلادها الـ197؛ نروي قصة «إليزابيث بلاكويل – Elizabeth Blackwell» أول طبيبة (سيدة) أمريكية – بريطانية في العالم في القرن الـ19، تعرف بأنها رائدة تعليم الطب للنساء. تُرى ما الذي قد يدفع بفتاة لمثل هذه الدروب الصعبة؟

منزل العائلة الثرية

في مدينة بريستول، التي تبعد نحو 190 كم عن العاصمة البريطانية لندن، وفي منزل عائلة السيد «صموئيل بلاكويل» صاحب مصنع إنتاج وتكرير السكر، والسيدة «هانا لين» ابنة أحد التجار الكبار؛ ولدت الطفلة «إليزابيث» في الـثالث من فبراير/ شباط عام 1821 .

كانت «إليزابيث» الطفلة الثالثة من بين تسعة أطفال (أربع شقيقات، وأربعة أشقاء) في أسرة ثرية ودينية مثقفة. خدموا الكنيسة البروتستانتية آنذاك، وأعطوها الكثير من اهتمامهم. لم تذهب «إليزابيث» إلى المدرسة قط، وإنما تلقّت تعليمها – هي وإخوتها – في المنزل من قِبل أساتذة، ومربين خصوصيين.

منذ صغرها أحبت القراءة، ولم تنفق أي مال إلا مقابل الحصول على الكتب المختلفة. كتبها المفضلة كانت في المقام الأول قصص الروائية الإنجليزية في أدب الأطفال «ماري مارثا شيروود – Mary Martha Sherwood».

تربت «إليزابيث» ونشأت في عائلة هادئة، ومتفهمة. واتخذ والدها دربًا إيجابيًا في تربية أبنائه، حيث آمن بتطوير إمكانياتهم وحثهم على الخير، وتعريفهم الصواب من الخطأ. كما أنه لم يستخدم العنف الجسدي ضد أحدهم لمعاقبته، وكانت أقسى عقوبة يحصل عليها الطفل في المنزل، مهما كان الذنب الذي  اقترفه، هو الحرمان من الجلوس على طاولة العشاء مع العائلة!

بشكلٍ عام، كانت طفولتها هادئة، وسعيدة للغاية حتى عام 1831. كانت «إليزابيث» قد بلغت العاشرة من عمرها، وفي تلك الفترة حدثت اضطرابات سياسية، وتغير الوضع في مدينة بريستول، حيث انتشرت أعمال عنف وشغب فيها، بعد أن رفض مجلس الشيوخ إصلاح نظام التصويت في البرلمان. كان النظام يسمح لـ6 آلاف شخص فقط بالتصويت من بين 104 آلاف شخص؛ هم سكان المدينة.

خسر والدها مصنع السكر الخاص به في أعمال الشغب هذه؛ فقرر أن ينأى بأسرته عن هذه الأحداث، ورحلوا جميعًا إلى مدينة نيويورك، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس/ آب عام 1832. استغرقت الرحلة في المحيط سبعة أسابيع قبل وصولهم لنيويورك. هناك أنشأ والدها «صموئيل» مصنع «الكونغرس» لإنتاج السكر. وعاشت العائلة لمدة ست سنوات في مدن مثل نيويورك، وجيرسي.

موسوعة طبية .... NfoMED Where stories live. Discover now