كانت الشمس تميل نحو الأفق , حين أيقظها سايمون . ودون أن تفتح عينيها تمتمت باسمه :
- هيا .. استيقظي , إذا لم أنقلك إلى البيت الآن فستأتي الممرضتان لرؤية ما حل بنعجتها الصغيرة .
- لا أظنهما تفعلان ذلك .
- ألا تظنين ؟ فلنذهب أذن للسباحة .
رفعت جفنيها ببطء :
- الآن .؟
- ولم لا ؟ فأنت بحاجة لما يوقظك , فأذا أرجعتك وأنت على هذه الحال فستعرف حارستاك فوراَ كيف أمضينا وقتنا .
- ألن يعجبك هذا ؟
فضحك :
- ياحبيبة القلب .. لقد صنفتاني من النظرة الأولى واعتبرتاني زير نساء . وهذا لا يقلقني أبداَ . لكن قد تصابين أنت بالحرج .فتأوهت مستديرة تخفي وجهها في صدره قائلة :
- تعرف الكثير عني .
- لئلا تكذبي مجدا علي .
فتمتمت بعد صمت :
- - لكنني .. لم أكذب !
- بلى لورا .. كبت علي .. قلت انك أحببتني .. لكنني رفضت أخفاء تلك المشاعر في عباءة العاطفة الصحيحة .. اتركي الحب لرومانسيين المشوشي التفكير , وعيشي هذه اللحظات بانتظار أن ينتهي كل شيء وأنت لا تشعرين بالألم الذي قد يدفعك إلى الاختباء ثانيه .
لذعت كلماته قلبها كحد السوط , فقالت عبر شفتين شحبتا ألما :
- وأنت بما ستشعر ؟ أم ما عاد يؤثر فيك أي شيء في هذه الدنيا ؟
- آوه قد أتعلم لاكن ليس عن طريق التوسل التافه إلى قلبي أو إلى نفسيتي الطيبة أو حبي .. زواجنا كان جنونا . سوف نحاول شفاء جروح بعضنا بعضا قبل أن أرحل , فأنت ناضجة الآن ويمكنك رعاية نفسك .
- أنت أكثر الرجال تعجرفا أريد الذهاب إلى المنزل الآن .
- لماذا ؟.
- لأنني لا أريد البقاء معك . أنت رجل لا حدود عندك , مستبد قاس , ولست ذكيا كما تظن .. وأعتقد أنني ... أمقتك .
تقدم ليقف أمامها :
- هاهي لورا التي أعرفها .
فطفرت الدموع من عينيها وتغلب عليها الألم وعلمت أنها لن تستطيع الاستسلام له بعد الآن لأنها إذا عاشت معه زوجة بضعة أسابيع فقد يقتلها فراقه .- هل تريدين العودة حقا ؟
- أجل أرجوك ..
دب الأمل في قلبها لحظات .. لكنه مات قبل أن يبصر النور .. فما يحسه نحوها ليس إلا شعورا عابرا , لا حبا معطاء بعيدا عن الأنانية وحده الغبي لا يدرك أنه يعتبر حاجته إليها ضعفا يجب التحرر منه .
وعاد إلى الشقة بصمت .. حين وصلا إلى هناك قالت لورا :
- لن أذهب لأعيش معك سايمون .
- أعدت النظر بالأمر ؟
- أجل ...
- لماذا ؟
ردت ببرود شديد :
- لا اعتقد أنني أحتاج إلى أسابيع قليله كي أنساك .
ساد صمت قبل أن يقول بصوت ملؤه الشر :
- كاذبة ! لا تستطيعين مقاومتي ومقامة مشاعرك تجاهي يا زوجتي الراغبة .
تطلب منها جهد كبير حتى تهز رأسها نافية .. فسألها :
- ماذا يعني هذا ؟
- إن ما تقوله لا يكفي . فأنا لا أريد أسبوعين منظمين معك يتبعهما عشاء وداعي . فلست عرضه للبيع .
- بلى .. فلك ثمن مرتفع يفوق ثمن الأخريات . اسمعي بإمكاني إجبارك على المجيء معي .
جعلتها الوحشية في صوته ترتجف .. فردت عليه :
- أعرف هذا .. لكنك ستسأم بسرعة لأنك ستضطر دائما إلى انتزاع التجاوب مني انتزاعا . فأنت لست معتادا على هذا , لان معظم النساء يجدنك لا تقاوم .
- ماذا تريدين مني إذن ؟
فابتسمت :
- أتصدق لو قلت لك , لست ادري .
قال ببرود :
- أجل سأصدقك . حسنا هذا هو الأمر إذن .. سأراك فيما بعد .
YOU ARE READING
عتاب .. روايات أحلام دار الفراشة ...
Romanceكان ماضي لورا مورلي قد غفا سنتين كاملتين لم تستطع خلالهما تذكر ماحدث خلال حياتها السابقة .. عندما التقت سايمون باركلي شعرت شعورا مخيفا ان له يدا في مااصابها . لكن هذا الغريب اقتحم غمار ذكرياتها وفرض نفسه عليها كأنها ملكة وحده .؟! من يكون ولما تخشاه...