حورية الثلج

7K 149 0
                                    


كان يوم السبت يوما رائعا لنزهات يه هواء عليل وفيه السماء صافيه مشمسة لا يشوبها الا غيمة وحيدة عالية فوق الجبل البعيد , تناولت لورا طعام الفطور متسائلة عن سبب احساسها بهذا الفراغ البارد في نفسها .
وصل سايمون حتى قبل ان تنتهي golya النسوة الثلاث فطورهن ,كان يبدو فاتنا جذابا وهو مرتد قميص مرتفع الياقة يلتصق بعضلات كتفيه وصدره .
- جاهزة لورا .
حاولت اظهار استقلاليتها :
- سأنهي قهوتي , أتود شيئا شيئا منها
- لا...
فوضعت فنجانها من يدها واستدارت لتتناول سترتها الصوفية . وعندما اصبحا ي السيارة نظر اليها بطرف عينه :
- تبدين ساحرة , أعتقد ان صديقتك لم توافقا على هذه المغامرة .
- أنت ذكي , لقد ادركت نصف الحقيقة , فماذا تتوقع ايضا ؟.
فضحك .
- وهل تعتقدين ان لي مأربا ؟
- وهل لديك مأرب ؟
- تقريبا .. لكنني اعتقدني قادر على السيطرة على نفسي , خاصة في الطائرة .
ضحكت على قولة هذا , وقد جعلها اثناء المسير الى المطار تضحك أيضا .
بدا ان الهواء اصبح نقيا عندما اقترابا من الطائرة الصغيرة . ولم تدهش البتة حين علمت انه من سيتولى قيادتها .فهو يبدو كانسان قادر على فعل أي شيء .
قال لها بصوت منخفض :
- أنا مؤهل , ولدي رخصه .
- أصدقك ...
حاولت عامدة فرض الاسترخاء على اعصابها وهذا ماجعل توترها يخف قليلا .
حين اقلعت الطائرة وضعت نظارتها الشمسية على عينيها ونظرت الى الخارج ,
تتمتع بالمناظر تحتها , كانت ساوثمبتون تمتد من رأس شبة الجزيرة الى طرف الخليج البحري الذي يثجعل منها اهم ميناء على القناة الانجليزية وأهم ملتقى للخطوط البحرية القادمة من الأطلسي ....
انتشرت المنازل الريفية في ضواحيها تزينها سقوف حمراء قرميدية تبدو أجمل في محيطها الأخضر الذي يشبه اخضرار المتوسط .أما المدينة فامتدت مابين نهري تاست واتشن وأطلقت عليها الجبال ...
من بعيد كانت تشتعل مدخنة طويلة تقع قرب مصفاة النفط عند طرف الخليج . وكان الى جانب المجمع النفطي محطة توليد الطاقة , الى جانب المرفأ الاخر حوض الملك جورج .http://www.liilas.com/vb3
قالت لورا :
- ان هذا لعمل جبار
- كان الرجال قساه في ذالك الزمان .
أشارت الى الاماكن الرئيسة على الارض لكنها في بعض الأحيان وجدت صعوبة في تحديدها من هذا الارتفاع اذ كانت تبدو لها من الجو غريبة أما امواج القناة فتلاطمت مندفعة رأسا من الأطلسي مصطدمة بالخيط الساحلي ...كانت الوان البحر تتدرج من الأزرق القاتم الى الفاتح الى الابيض حيث الموانئ والشطان ومصب النهرين .
قالت :
- في الصيف تجد الناس في المنتجعات التي يقصدونها لسباحة والتزلج وصيد السمك . وبعض الناس يذهب الى جزيرة وايت وما يحيط بها من جزر صغيرة . هناك الى يسارنا , يغطسون تحت الماء لاصطياد انواع السمك تنجرف هربا من برودة الاطلسي الى مياه القنال الدافئة.
فسألها :
- هل تمارسين الغطس ؟
- لا .... فهذه الهواية تكلف المرء كثيرا . وانت ؟
- اجل ... سأصطحبك يوما للغطس ..
فضحكت :
- وكم تنوي المكوث في هامبشاير ؟
- سأبقى مايحلو لي ان المرء يتعلم محبة هذه المنطقة الدافئة .
- انها المنطقة الوحيده التي أعرفها , وهي جميلة , فيها الحرية والبراري والرمنسية , والمناظر الطبيعية المختلفة .انك فيها لن تمل السفر ابدا .اذ لن تعرف ما يطالعك في المنعطف القادم .
فابتسم :
- ارى هذا بنفسي ...سأذهب الى الخليج غدا ...أترافقينني ؟
أزف الوقت حتى تقول له أنها لا تريد رؤيته بعد ... قالت :
- سأكون مشغولة غدا .
- حقا ؟ ربما في وقت اخر .
أرأيت لورا .... الامر سهل ....بضعة حدود كهذه ولن يقترب منك ثانية ... بقيت صامتة حتى ان أوان الهبوط .عندما حطت الطائرة في المدرج الصغير تنهدت تنهيده غريبة , ثم أغمي عليها .
كان صوت سايمون هو اول ماسمعته حين استعادت وعيها , رأته يلعن و يشد حزام الأمان ليسحبه عن مقعدها . لقد أحست بالدوران فجأة وكادت تتقيأ , لاكن بعد ان ابتلعت لعابها مرات عده استقر الدوران وفتحت عينيها وتمتمت مضرجة الوجه :
- لا بأس ... أنا أسفه .
- ما الذي حدث لك ؟
- لست ادري .أغمي علي دون ان اعرف السبب .
- وهل انت بخير الان ؟
- اجل ...احس بأنني بخير .
- تريثي سأساعدك على الترجل .
انزلها سايمون وقال :
- ايمكنك الوصول الى السيارة ؟
- اجل .. اظن هذا .
- خذي المفاتيح اذن , وابقي في داخلها حتى اصل .
التقطت المفاتيح التي رماها اليها ثم سارت الى موقف السيارات , كان الهواء باردا , لكن ليس فيه حدة الشتاء ..امتدت شمالا وغربا أراض زراعية تسقيها الأنهر حتى كرونويل وامتت شمالا وشرقا اراضي - الوايلد - الخصبة وصولا الى اراضي - الدونز - الجنوبية الساحلية . وراحت اشباح غيوم قرمزية تلاحق بعضها بعضا عبر البراري , فتبعتها عينا لورا من خلف الجبال حتى الخط الساحلي .
في مكان ما هناك , على شواطىء جزيرة وايت , التقت سايمون منذ اللحظة الاولى علمت انه سيكون مميزا في حياتها . بينما كانت تنقل طرفها مع الغيوم المتسابقة من الساحل حتى الجبل البعيد راحت تتساءل كم سيكون مميزا .
حين انطلقا بالسيارة عائدين , أمعن فيها النظر ثم سألها فجأة :
(( أخبريني عن الأمر ....)) .
- أي أمر ؟
- اين كنت حين استيقظت وبما أحسست ؟ كنت هنا قبل الحادثة دون شك .
- اجل قبل بضعة أسابيع ... كنت خلالها قد وجدت وظيفة في المحل حيث اعمل الان , لاكنني في تلك الاثناء لم اكن اسكن في شقة بل في فندق .
- أخبريني بالضبط ما حدث .
تنهدت لورا لو ان اعادة تذكر ماسبق الحادثة يفيد في استعادة ذاكرتها لا ستردتها منذ زمن بعيد :
- كما يظهر كنت عادة من عملي وأنا اقرأ مجلة ويبدو أنني وبينما كنت ارتقي الدرج انزلقت قدمي فوقعت , ثم أغمي علي .لم استرد وعيي فورا , فحملوني الى المستشفى , وحيد استيقظت هناك لم اذكر من أنا .. وهكذا حصل ماحصل .
- هل قرأ أحد المجلة لمعرفة ما اذا كان ما فيها له علاقة بالقضية ؟
- أجل اظنها مازلت لدي في مكان ما .. انها مجلة عاديه ..فيها مواضيع عن الأزياء , ومقالات عن الاتيكات , وعن أشخاص مهمين .لم اجد فيها ما له علاقة بالماضي . وحتى اكون صادقة معك لقد سأمت المسألة برمتها وأريد ان أُترك وشأني حتى اعيش حياتي بعيدا عن تطفل الناس الذين يظنون ان فاقد الذاكره مجنون , أو نصف مجنون أو نسيج من الأثنين .
رد عليها بهدوء :
- انا لا أفكر هكذا أبدا , وهل يهمك رأي الناس ؟
- يهمني حين يترجمون رأيهم لأفعال .
وأنفجرت ضاحكة :
- بعد فترة من مغادرتي المستشفى ذهبت الى حفلة عشاء مع هيلين , فراحت المضيفة تهمس لي بأسماء الأطباق ونوع أداوت المائدة التي يجب ان استخدمها !
فضحك بدوره :
- وكيف تصرفت ؟
- غضبت في البداية .لكن عادت روح المرح وسيطرت عليَ , فاضطررت الى كبح الضحك الذي تملكني , وحين عدنا الى البيت كنا على شفير الهستيريا من الضحك .الناس يعتقدون اشياء غريبة ,لكن الجميع على العموم كان لطيفا معي .
- اهل الجنوب الانجليزي كرماء بطبعهم , أنا سعيد الحظ لان روزماري تتلقى الدعوات فهي تعتذر عني دائما قائلة انني منشغل بتأليف رواية .
- وهل هذا صحيح ؟
- اوه .. أجل , روزماري لا تكذب .
- اتصورك تتقوقع على نفسك أثناء الكتابة ..تعلم ماأعني ! العبقري المجنون الذي لايرغب ان يزعجه احد .
- وثمة حرس يتسللون على رؤوس اصابعهم عندما اكون نائما , باذلين جهدهم لئلا ارمي غضبي عليهم .

عتاب .. روايات أحلام دار الفراشة ... Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ