بيت الشاطىء

6.7K 135 2
                                    

كانت الساعة قد أصبحت الثالثة صباحا حين آوت لورا إلى الفراش ,
ومع إنها كانت مرهقة إلى أنها استلقت ساعات في غرفة النوم الفاخرة في منزل آل دالتون تراقب النجوم من النافذة .
في الحفلة مر إغماءها دون أن يلاحظه أحد . لكنها عندما عادت إلى وعيها وجدت سايمون ما يزال بقربها وأصر على أن تكمل احتساء الشاي . بعد لحظات صفا رأسها , وأعطاها - ليلاس- دفء الشراب قوة لتتجاهل ما حصل كما تجاهله هو , ونجحت في هذا , لم يتركها سايمون لحظة واحده .كانت المرة الوحيدة التي تركها فيها عندما راقصها دان .. وحين انتهيا كان ينتظرها حتى ان الجميع وقبل انتهاء السهرة بكثير قرروا أنها و سايمون على شفير علاقة ما ... أما فرانسيس فقد بقيت بعيدة عنهما , حتى حان أوان توديعهما .. كانت وهي تودعهما تشيح ببصرها عن سايمون لكن صوتها شابته برودة وارتجاف أزعجا لورا .

في طريق العودة إلى منزل شقيقته أقنعت لورا نفسها بأنها أصبحت أسيرة عالقة ضمن هالة مقفلة من الجاذبية والسحر المشع من هذا الرجل .

لكنها قررت الآن وهي مستلقية في الفراش , أنه ليس ذالك الساحر الأسمر الذي يطبق على خناق فرانسيس ! فالفتاة تريده وحبها له أمر قائم بذاته ...لكنه قد يكون نزوة عابرة .

أما هي ... golya وابتسمت بحزن .. هل وقعت في حبه حقا ؟ إذا كان الحب هو الشعور الموجع وهذا التوق إلى أن تعطي وتعطي حتى تذيب نفسها بإسراف في هذا الحب ... فالرد إذا .... إنها تحبه ... حاولت لورا أن تبلور عواطفها لكن الانقباض العميق الذي يمسك بخناقها منعها ... آه ليت الحب يحمل معه السعادة .!

نهضت من السرير لتسير نحو النافذة تجذبها مشاعر أقدم من الزمن نفسه , لم يكن الفجر بعيدا ولا السماء التي بدأت الظلمة تنحسر عنها ,ألا أن الوقت مازال مبكرا على كورس العصافير ,وقفت لورا فترة تحدق إلى شبح رجل يسير تحت عريشه ورود وياسمين ... لا مجال للخطاء حتى في العتمة النسبية , انه سايمون غير قادر على النوم أيضا , وكأن شيئا يدفعه لسير بقلق في الليل الدافئ ...
فيم يفكر وهو يضرع الممر المكسو بالورود والياسمين ؟
أسرعت لورا تعوج أدراجها إلى سريرها , هو لم يعد على ذكر اتهامات فرانسيس ولا هي ذكرتها . لكن المسألة عادت الى ذهنها الآن كما يعود النمل الى السكر ... كان لديها قناعة بأنه غير مرتبط ..لكن لو كان متزوجا لذكرت روزماري شيئا حول الأمر ... شقيقته بالتأكيد ستعرف اذا ما كان متزوجا أحست لورا لألم وهي تضن أن روزماري لا تهتم بها golya .. والا لأخبرتها عن موضوع زواجه هذا اذا كان هناك زواج فعلا .
ومن حيث لا تدري غطت لورا في نوم عميق لم تستيقظ منه الا بعد الغداء
حين نزلت كانت روزماري تضحك وتلعب في المطبخ مع طفليها استقبلت لورا بنظرة واضحة مرحة :
- تبدين منتعشة يا عزيزتي , القهوة جاهزة أتودين بعضها ؟
قبلت فنجان القهوة وقالت :

- كان يجب ان توقظيني باكرا !
فضحكت روزماري وقالت :
- استيقظ دان في الثامنة وحمل الولدين معه للقيام بنزهة في المزرعة , يا له من حبيب قد أفسح لي المجال لأنام حتى العاشرة .
- و سايمون ؟.
- آووه خرج في التاسعة..لا كنه عاد .. أظنه سيأخذك لشاطئ بعد الظهر .
بدا الانزعاج على لورا :
- عليه يوما أن يسألني أن كنت أريد أو لا !
في هذه اللحظة دخل سايمون وهو يقول :
- هذه مضيعة للوقت فأنت آتية معي.....ألن تأتي .؟
قالت تضع بعض المزاح في صوتها :
- أعرف متى أهزم !
GOLYA
فضحكت روزماري وصبت فنجان شاي لأخيها :
- خذ... أشرب هذا .... واصمت ... لئلا تفزع لورا .
وهذا بالتأكيد ليس الكلام الذي يخفي وراءه سر زواج ! كان الموقف غريبا وقد زادة غرابة جو الصبر المرتقب حول سايمون , لكنهم تناولوا الغداء وبعد تنظيف الصحون ونقل حقيبة لورا إلى السيارة شكرت مضيفتها على حسن ضيافتها , وتلقت بدهشة عناقاً حارا من روزماري .
قال سايمون وهما يتوجهان إلى السيارة :
- كانت تتمنى لك حظا طيبا .
- أحب شقيقتك .
- لا تدهشين فهي عكس أخيها تماماً .
ران صمت قصير قطعته بقولها :
- لقد تغيرت .
- اتخذت قرارا ليلة أمس .
- رأيتك في الحديقة فأنا لم استطع النوم أيضا ..
نظر إليها بسرعة وحدة :
- لماذا ؟!
- آووه من التعب كما أعتقد , كانت أمسية غريبة .
فابتسم :
- توضيح مقصود .
- لم أنت تصحبني إلى الشاطئ ؟.
- لأنني أعتقد أن الوقت حان لكشف الأوراق جميعها .
طفق نبض ينبض بسرعة جنونية في عنقها .
- ماذا .. تقصد ..؟
- لقد ذهبت الى شقتك هذا الصباح وطلبت من كايت أن تعطيني المجلة التي كانت معك . قبل أن تفقدي الذاكرة منذ سنتين . سوف نراجع كل ما فيها .
في بيت الشاطئ صب لها كوباً من عصير البرتقال , وجلس الى جانبها على الأريكة ثم رمى المحلة على ركبتيها ... فشهقت عندما رأتها كانت مجلة سميكة مليئة بصور وإعلانات عن المجوهرات والحلي والعطور وعن منازل ريفية معروضة للبيع والإيجار . أحست بكراهية شديدة تجاهها , لكن سايمون قال بصوت لا ليونة فيه :
- فلنراجعها صفحة صفحة .

عتاب .. روايات أحلام دار الفراشة ... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن