أمراه خلقت له

7.2K 140 1
                                    


عندما خرجت من المحل بعد ظهر ذالك اليوم ,توقعت ان تجد سيارته منتظره وقد وجدت صعوبة في منع نفسها من الالتفات يمنة ويسرى في الشارع ... ولانها تعرف ان هو شاهدها سيلحق بها فقد نظرت أمامها وتابعت المسير .
جعلها الإحساس المؤلم بخيبة الأمل تحس بالإذلال , فهذا يعني ان جاذبيته التي أوصلتها لحد الجنون أقوى مما تصورت , وهو يعلم انها حاضره منتظره لا يلزمها الا القليل من الاقتراب حتى تقع في الهاوية .
حين وصلت الى المنزل كان رأسها يضج بالألم فاضطرت الى تناول دواء ضد الألم ,قبل ان تندس في الفراش .
عند استيقاظها كان الظلام دامسا في الخارج والريح تعصف باعثة في النفوس الأكتئاب . تناهى الى مسامعها في الوقت نفسه أصوات الموسيقى , وصوتي هيلين وكايت , اكتشفت لورا انها جائعه فلفت مبذلا قطنيا فوق غلالة نومها , وخرجت الى غرفة الجلوس , لكنها توقفت عند الباب مصعوقة حين رأت سايمون وكاد يغمى عليها ,
نظرت اليها هيلين بمرح وقالت وهي تطفئ الراديو :
- آه ....لقد استيقظت أذن ............ أتودين تناول الطعام الآن ؟
احست لورا بالرعب من نظرة عينية السوادوين الساخرتين .
قالت ببرود :
- لا ...سأذهب لأرتدي ثيابي .
فرد ببرود مضاعف :
- لا ترتديها من اجلي ...فأنت تبدين هكذا طفلة ساحره .
فابتسمت هيلين :
- لورا خجولة محتشمة , ونحن نعتقد انه لم يكن لديها أخوه أو أخوات .
لاكن لورا سارعت الى غرفة النوم ثانيه وارتدت سروالا وقميصا بغير عناية , وسرها ان يكون اول قميص تناولته من الخزانة اسود اللون , فهذا اللون يتعارض تماما مع شعرها الفضي وبشرتها البيضاء ويزدهما جمالا ..
حين عادت ,كان يتحدث الى هيلين التي بدت منبهرة به.فأدركت ان القليلات يستطعن مقاومة جاذبيته متى اختار أن يستخدمها .
قالت لها هيلين :
- يجب ان تأكلي شيئا لورا سأخفق لك بيضتين واقليهما.ما رأيك ؟
ابتسمت لورا فشغفها بهذا الطبق اصبح نكتة :
- سأفعل هذا بنفسي .
- لا اجلسي مع ضيفنا لتسليه .دوري هذا الأسبوع في الطبخ....سايمون أتود بعض القهوة ؟
- عظيم .
ونظر الى لورا وهي تمر أمامه مشيرا اليها ان تجلس بجانبه في الأريكة .
- كنت اعرف شخصا يحب البيض المخفوق .
- الكثير يحبونه مخفوقا .
- صحيح ....هل اثير فيك القلق ؟
نظرت اليه بدهشة ثم اشاحت بوجهها عنه وقالت بوقاحه :
- أل فمجيئك جريء ..وأنا لا أحب هذا .
- لمنك تمتعت بصحبتي ليلة امس !
- لانني كنت مجنونه ..يبدو بأن علي الاعتذار منك فأنا اريد العودة الى غرفتي .
تحدتها عيناه الخضراوان وقال مبتسما :
- حين اكون مستعدا أسمح لك بذالك ,فقولي ارجوك .
- سايمون ......
- قولي أرجوك !
حين أخذها بين ذراعيه حل مكان الغضب خوف سلب منها ارادتها ,فصمتت فترة وعيناها تتوسلان ان يخفف من قسوته معها لكنها لم تجد جوبا , وكانت تعلم ان ما وراء هذا القناع القاسي فكرا يحللها , وعلمت كذالك وكأنه يصيح بأعلى صوته , انه يتمتع بإحساسها بقوته ,وربما هذا ماجذب مثيلات فرانسيس إليه .
تمكنت بطريقه ما ان تقفز واقفة بعيدا عن ذراعية ,وابتعدت عنه بقدر ما أوتيت من قوه ,
وحين عادت هيلين تحمل صينية الطعام وضعتها على الطاولة وقالت آمره :
- كليها كلها آنت تبدين ضعيفة !
فابتسمت لورا وقالت مازحه :
- انت ام مثاليه .
- انا بشوق عارم الى ذالك اليوم .
فسألها سايمون متعجبا :
- الست امرأة عامله ؟.
- بلى , وأحب مهنة التمريض جدا لاكنني سأتمتع بحياتي اكثر بكوني زوجه وأم ..وبما أن خطيبي طبيب فلن تكون حياتي سهلة ..
- لاكن مابها من مكافئات تجعلها ذات قيمة .
- طبعا , ما كنت لأتزوجه لولا اني أحبه
- وماذا عنك لورا ..هل ستربطين حياتك بحياة شخص آخر ؟
ردت ببرود :
- كل ما أريده أن أكون نفسي .
قال بنعومة :
- امر طبيعي ..لاماض لك يعذبك , ولا ذكريات تبقيك صاحية الليل كله , اعرف اشخاصا يتخلون عن ثرواتهم من اجل تذكر لحظة من ذكرياتهم التي افقدتهم اياها الذاكرة . اما انتي فلا يبدو انك حزينة أو آسفة على شيء !
- لا اريد الا ان تدعوني وشأني !
- كي تتابعي الغوص في الإشفاق على نفسك !.
نظرت اليه منتفضه , ثم ابتسمت بقلق :
- انت .. انت قاسي القلب ومتعجرف .
فضحك ولاكنه لم يترك الموضوع :
- ترى لمذا تعتبر المرأة ذكر الحقيقة اهانه لها . اعترفي لورا انت تتمتعين بأن تكوني من غير ماض ..فهذا يضفي عليكي جوا من الغموض الآسر .
تصلبت هيلين بشكل ظاهر , حتى كادت تحملق فيه غاضبة :
- لمذا تقول لها هذا بحق الله ! الشرطة فشلت فما لذي يجعلك تظن ان لورا افضل منها ؟
رفع حاجبيه بريبة :
- اشك بأن تكون الشرطة قد قامت بجهد .. ولمذا يفعلون ؟ حالما تأكدوا من براءتها من إي جرم عالمي اقفلوا الملف ونسوا الامر , معتقدين انها ستستعيد ذاكرتها قريبا .
قالت لورا غاضبة :
- لاتتكلم عني وكأني غير موجودة ...اسمع سايمون باركلي انا لم اعتد الاشفاق على الذات.. كنت سعيده تماما بحياتي حتى ظهرت انت وبدأت تعكرها .
- ان رفضك كشف ماضيك يثبت وجهة نظري .
فصاحت به ساخرة :
- الن تكره تطفلي على مشاعرك الداخلية ؟ لا تقل لي ان حياتك كتاب مفتوح .!
فابتسم ساخرا :
- هذا صحيح .. لكنني على الأقل اذكر الماضي .
قفزت واقفة بغضب شرس :
- اووه ! الويل لك ! لا أريد ا نراك ثانية .
واتجهت نحو الباب لكنه سبقها اليه يمنعها من الخروج ..منعه اياها من الخروج حرك في اعماقها شيء ما , فوقف مطائطة االرأس تتنفس بصعوبة ,ونظراته تنصب عليها بقسوة , ثم رفعت رأسها اليه فرأته يحدق الى هيلين وقد بدت تعابير وجهه مهددة , لذا لم تندسهش لورا حين قالت الفتاة بكراهية واضحة للموقف :
- سأترككما .. ناديني اذا احتجت الي لورا !
لم يتحرك احد منهما حتى تركت هيلين الغرفة ثم قال لها :
- ما الذي حدث لأخلاقك الطيبة ؟ أنت اعقل من ان تجعلي من نفسك فرجة ؟
- اعرف هيلين اكثر مما اعرفك .
- لا ........ لاكنني مصمم على ان اعرف ماذا وراء هذا الوجه الجميل , حتى وان اضطررت الى أن أؤلمك .
- وأتصور انك ستتمتع بهذا .
المرارة في صوتها دفعته الى رفع حاجبيه دهشة لاكن رده كان باردا :
- ليس بالضرورة , لا اضن ان إيلامك سيمنعني .لاكن اذا كان الألم ضروريا فليكن أذن .
- لأنني فضولي .
- ألتشبع فضولك تريد العبث بدماغي ؟!!!!
- مامن احد قد يعبث بجزء من حياتك اذا لم تسمحي له بذالك ,كل مااستطيع القيام به هو حثك على الخروج من هذه لقوقعه الامنه التي تختبئين خلفها ...ومن يعلم قد يعجبك ماستجدينه في العالم الجديد الحقيقي .
ارتعشت لورا فرفع رأسها اليه ...حدقا لحظات طويله الى بعضهما بعضا , ثم اخذها بين ذراعيه فاشتعلت النيران في انحاء جسدها ووهنت عزيمتها ومقاومتها
همست :
- انت تخيفني كانك تكهرني !
- اكرهك ! انا لا اكرهك ! الا تعرفين الفرق بين الكراهية والرغبة ؟
- كلاهما يخيفني .
- لمذا ياترى ؟!
كانت وكأنها ارنب نوّمت تحت أنظار ابن آوى ... وباتت عاجزه يدفعها سحر هذا الرجل الى ظلمة اكثر رعبا من ظلمت الفراغ في دماغها ..بذلت جهدا وارادة قوية ثم راحت تهز رأسها قائله :
- ربما لانني تعرضت لاعتداء ما .
فجـأة ازداد التوتر .
- اهاذا ما تظنين .
في هذه الحظه شعرت بالحاجة الى إنسان ما يدعمها ويواسيها ويهدهدها كطفل بين ذراعي امه .
- لا اعرف ان هذا لم يحدث ....حين بدات افكر في الماضي , قال الاطباء كل ما عرفوه عني ...وكانوا متأكدين من أمر واحد وهو انني ...كنت ..عذارء ..لذا فمن المؤكد انني لم اتعرض لاعتداء .
- وبعد ذالك ؟.
تضجرت بشرتها خجلا :
- لا ! ..انا لست ....انا مازلت ...
ضحك سايمون :
- الكلبتان الحارستان , تحرسانك جيدا ؟
تصلبت ترفع رأسها بغضب :
- لا تهنهما ! كيف تجرؤ ! هيلين وكايت حبيبتان لي .
- انهما حبيبتان حاميتان لك . واذا لم يكن نفوذهما هو ما أبقاك طاهرة حتى الان , فلا بد ان يكون خوفك من الجنس الاخر ..أو قناعتك بأن هذا امر معيب , فدعينا نكتشف السبب أيمكن هذا ؟
يبدو ان له تأثيرا مغناطيسيا عليها ,ينتزع منها الثقة , ثقه لم تعطها لاحد سواه من قبل ...الهدوء الذي فرضه صوته الدافئ عليها اعلمها ان إي ردت فعل منها ستأتي متأخرة .
كان ينظر الى اطراف شعرها على الجانبين :
- انت جميله , وكأنك حورية ثلج ! حورية الخلود .
- الحوريات اناث شرسات من وحي القصص الخرافية !
- اوووه لاكن الحب روضهن .
وابتسم وقال لها :
- امازلت خائفة مني ؟.
الصدق اجبرها على أحناء رأسها :
- انت تعرف الكثير .
- وماذا يعني هذا ؟!
- لست ادري .!
كانت ردت فعلها حاده على سؤاله الفظ , ولاكنها نظرت الى قسمات وجهه التي كانت جلية امامها ... وقد راحت عيناه تبحثان في عمق عينيها , وكأنهما تنتهكان حرمة أسرارها .
ثم تابع يقول بصوت رقيق :
- انت تتفوهين بالألغاز احيانا ...لاكنني سأستمر في منحك الثقة , لذالك دعك من التظاهر بأنني اوشك ان اخنقك ...فحين اقرر قتلك لورا سأتأكد من ان لا يتشوه وجهك الجميل .
- انت تحب ان تلقي الرعب في نفسي .
تمتم حين جذبها الى صدره الدافىء :
- أنتي تتجاوبين بشكل مرضي ...وكأنك خلقتي لي فقط .!
- ايها المتعصب !
لكن لهجتها كانت واهنة ليس فيها إي حيوية .
سألها حين عبست :
- مابك ؟
- لا شيء .
- لكن شيئا ما ازعجك , فما هو .
- التكرار ... أشعر وكأنك قلت لي هذه الكلمات من قبل وكأنني رددت عليك الكلمات نفسها .
فقال بصوت رقيق :
- انها كلمات عاديه ,ربما ليس لديك الخبرة لكن هذه الكلمات والأفعال عاديه جدا وهي تدعى عادة الغزل , ان إي رجل معجب بفتاة يعتقد انها خلقت له فقط . والعديد من الفتيات يرمين كلمة (( متعصب )) في احاديثهن ,
جذبت نفسها من سحر ذراعيه وراحت تحاول شغل نفسها بشيء اخر لاكنه ابتسم :
- اوافقك الرأي لابد ان صديقتك تتجسس علينا ...كما ان الحارسة الاخرى على وشك الوصول ..اليس كذالك ؟
- نعم ..لاكنني لااسمح لك بأطلاق لقب الحارستان عليهما . لقد كانتا في غايت اللطف والطيبة معي .
- انها ملاحظه يقولها طفل ..علا كل هما يعاملانك كطفلة لهما اليس كذالك ؟
فردت بغضب عاصف :
- على الاقل يهتمان بي من صميم قلبيهما .
- وانا لا اهتم بك ؟
أحنت رأسها حائرة , فضحك بكسل ومرح :
- فهمت ... لكن يجب أن تنضيجي لتفهمي الحياة عاجلا ام آجلا لورا ... لمذا لا يكون عاجلا ؟
- تقصد انك تريدني ان انضج حتى اسمح لك بالتقرب مني ؟
تمتم بصوت متكاسل بعث الالم فيها :
- لورا .. لو أردت التغرير بك لما اخترت مكانا عاما ... كنت فقد اقوم بتجربة .
- تج...تجربة ؟..!
- بالضبط عزيزتي وسأخبرك بالنتيجة . ربما لم تتزوجي قط لكنك تفهمين ماهية العلاقة بين الزوج والزوجة فتحت هذا القناع الجاف , سيدة حساسة عاطفية , صدقي قولي هذا قبل ان تجدي نفسك يوما في موقف لن تستطيعي السيطرة عليه , وانا اكيد من انني لست مضطرا لقول لك ما قد يلي ذالك !
بقيت صامتة لحظات ..ركزت عينيها على يديها المتشابكتان في حضنها , ثم راحت تسترخي ببطء و ترخي معها قبضتيها , مصغية الى عويل الريح في الخارج وكانه عويل روح مهجورة , اما السماء فتلبدت فيها عاصفة ربيعيه اتيه من الشمال تعطي عادة امطارا تروي التربة المشبعة بمياه المطر المحلي الحال من ملوحة البحر .
قالت له بصوت اجش قاس :
- وكيف تعرف ذالك ؟
- وهل غضبت ؟
- لا ... لاكنني ارى انك قادر على معرفة هذا . قال لي الاطباء ان الرجل لا يعرف ابدا ما اذا كان للفتاة تجربة ام لا , فكيف لك ان تعرف ؟
- هذا حديث محرض ومثير أواثقة بأنك تريدين متابعته ؟
- انت بداته ... ولا اصدق انك تعرف ... اعتقد ان الوهم وحده يجعلك تدعي المعرفة .
ارادت ان تسخر منه , لجرح كبريائه , لذالك احست بالاحباط حين ضحك وقال مؤكدا :
- لمذا لا تجربين مخالبك على شخص اخر لورا ؟ فرأيك بي لا يقلقني . اترغبين في تجربة الطيران معي في نهاية الاسبوع ؟
اربكها تغيير الموضوع , فأدارت وجهها تحدق اليه :
- انا .....طيران ؟
- اجل طيران فوق المنطقة ... لن يتمكن دان أو روزماري من مرافقتي , وانا اريد معي شخصا يدلني على ابرز معالم المنطقة .
- وماذا عن فرانسيس باركر .
- وماذا عنها .؟!
- تعرف المنطقة خيرا مني .. ام لعلها لم تتمكن من مرافقتك مره اخرى كما حدث عندما لم تستطع الذهاب برفقتك الى منزل شقيقتك ؟
فابتسم ساخرا :
- اهذا ما قالته لك ؟
- اجل ...
- حسنا .... ماردك الان ؟
- انا ... اجل سأرافقك .
- وهل طرت من قبل ؟
- اعتقد انني وصل الى هامبشاير جوا , فأنا لست من هذه المنطقة . لما السؤال ؟
- لأن الامر مختلف في طائرة صغيره ..
وجدت نفسها غبية لانها قبلت العرض , الا انها قالت :
- أحب ان اشاهد الجنوب جوا .
فابتسم , ووقف ثم تناول سترته عن كرسي وأرتداها :
- تصبحين على خير لورا .
- تصبح على خير سايمون .... قد سيارتك بحذر ...ستمطر السماء في أية لحظه .
هز رأسه ثم استدار مبتعدا . حين وصلت كايت في بعد كانت لورا محتبية على المقعد تصغي الى الموسيقى فسألتها دون ان تتغير تقاسم وجهها :
- هل امطرت السماء ؟
- قد تمطر في أية لحظة . هل انتي بخير ؟ تبدين متعبه .
- انه صداع سببه صحبة سايمون باركلي القابضة لنفس .فلسبب ما يظن ان من واجبه تشجيعي على استعادة ذاكرتي , وان افضل طريقه لذالك دفعي للغضب .
قطبت كايت وهي تنظر اليها بقلق :
- لقد فشل كل ما فعلناه ...ربما يكون على حق ! , وما تأثيره عليك لورا ؟ وكأنه لا يعجبك ولا كن لا يمكن إلا أن تشجيعه .
- أتظنين حقا أنني قادرة على التأثير فيه ؟
- بطريقة ما اجل ... انتي فتاة جميلة ... وهو بكل تأكيد يعي هذا , مع انني لا أنكر انه يصعب التأثير في رجل كهذا ...الديك فكرة عن سبب اهتمامه ؟
- لا اظنه مهتما بل يتملكه الفضول , ربما يعجبه لعب دور المنقذ .
- وربما يجد صعوبة في رفض إي تحدي
- وهل اشك لانا ذالك التحدي ؟
- اوووه ..بالطبع , أنتي باردة مكتفية بنفسك ..يجد بعض الرجال هذا تحديا .
اجتاحت رجفة أوصال لورا :
- يريدني ان اقوم برحله جوية معه فوق الميناء والجبل .
- وهل ستذهبين ؟
تنهدت :
- اجل .
- هل انت واثقة بأنك تعرفين ما أنت مقدمة عليه ؟
- لا .. بل انا في الواقع لست معجبة به .
- ستؤلمين نفسك ! مذا عن فرانسيس باركر ؟
- ماذا عنها ؟!
- حسنا يبدو انها ستطالب بحقها فيه .
فضحكت لورا :
- ما من احد يستطيع المطالبة بأي حق فيه , وهو لا يطيق أي مطالبة ... انه واثق من نفسه , وقد تكون فرانسيس حبيبته , لكن اذا حاولت أبراز غيرتها عليه سيدير لها ظهره وعلى وجهه ابتسامة .
ارتجفت لورا واشتبكت يداها معا بقوة ..فسألتها كايت :
- وكيف تعرفين هذا كله عنه ؟ لورا كيف تعرفين هل قابلته من قبل .... أتعرفينه ؟ لورا ....... هل تذكرت شيئا .
جعلها ضغط رهيب عند مؤخرة عينيها تتألم . توقعت هطول دموعها لا كنها لم تسقط وردت في خشونة :
- لا انا لا أعرفه لم أشهاده من قبل ... قال إنني لا أعرفه .
- أذن لمذا القلق ؟.
- لست قلقة ... لا بد انني كنت اعرف شخصا مثله . لا أعتقد انه يكذب اذ ليس لديه ما يدفعه للكذب .
- لا .. بل قد يكذب اذا وجده ضروريا .
- وكيف تتأكدين من انه قد يكذب ؟
- ياعزيزتي , قليلة هي الاشياء التي لا يمكنه فعلها , وهذا يشمل الجريمة كذالك . هو يسيطر عل عنفه وقساوته بقوة , لكنها موجودان . وهذا جزء من سر جاذبيته التي شدت فرانسيس اليه ولذالك اظن ان من الأجدى ان لك ان البقاء بعيدة عنه .
- حسنا ... سأقوم بهذه الرحلة ثم اوضح له أنني لا أود رؤيته ثانية .
- قومي بها يا لورا . وذا كان من النوع الذي تعتقدينه , فسيدير لك ظهره وعلى وجهه ابتسامة

عتاب .. روايات أحلام دار الفراشة ... Where stories live. Discover now