الفصل (15)

120K 3.5K 96
                                    

الفصل ( 15 )

~¤ لحظة تاريخية ¤~

في الأيام التالية ... راح منزل آل"عمران" يكتظ بالناس حتي بلغ حدا غير مريح

فمنذ لحظة إعلان "سلاف" موافقتها علي الزواج من "أدهم" لم تضيع السيدة "حليمة" وقتا و قامت بدعوة بقية أفراد العائلة القاطنين بالقري و البلدان البعيدة قليلا

و لم تتوقف عند هذا الحد ، أصرت في نفس اليوم أن يتم إعلام كل من بالمنزل بهذه الأخبار السعيدة .. لكن للآسف تلك الأخبار كانت سيئة جدا للبعض

أما الباقون فغمرتهم الفرحة و قدموا التهاني الحارة و الأمنيات الطيبة للعروسين ، و خاصة "إيمان" التي شعرت كما لو أن حجرا ثقيلا و ألقته عن ظهرها

فبمجرد أن يرتبط شقيقها بـ"سلاف" لن يعود الشك يخامرها من جديد بشأن زوجها ، علي الأقل ضمنت عدم ميل "سلاف" إلي زوجها منذ البداية و هذا كاف جدا ..

و خلال هذه المدة كان "أدهم" يحاذر مقابلة "سلاف" إلا فقط حين يكون هناك أمرا ضروريا يستحق البحث ، كتجهيزات حفل عقد القران و شراء مجوهرات العروس التي فضلت "سلاف" أن تختارها من إحدي الكتالوجات و يقوم "أدهم" بشرائها ثم يقدمها لها يوم الزواج ليلبسها القطع بنفسه كما ينبغي لأي رجل أن يفعل مع خطيبته

لكنه ما زال يرفض لمسها لأنها لم تصبح زوجته بعد ، لذا قررت تأجيل الأمر و هي تشعر بإحباط شديد ..

غير ذلك إستمر التوافد علي المنزل قرابة إسبوع كامل ، كل يوم يأتي شخص أو أسرة كاملة

منهم من فضل النزول بفندق ، و منهم من كان له بيتا في الجوار ، و منهم من نزل ضيفا عند "حليمة"

فقام "أدهم" بتجهيز شقتان ليمضوا فيهما ضيوف جدته مدة بقائهم حتي اليوم الكبير الذي بات وشيك جدا ...

.............

قبل ليلة واحدة من اليوم الموعود ..

كانت "سلاف" واقفة في الشرفة ، تختبئ خلف الستار و تسترق النظر إلي "أدهم" الذي بدا منهمكا مع العمال و مصمم الديكور المسؤول عن تزيين حديقة المنزل

كان حاجباها معكوفان بإنزعاج و هي تتأمل تلك الفسحة التي خصصها للسيدات بعيدا عن الأنظار ، بينما إتخذ الوجهة الخارجية للرجال و أقام حاجب خشبي في المنتصف

إنه يصر علي الإبتعاد عنها حتي في هذا اليوم ، يفضل الجلوس مع الرجال بينما من الواجب عليه أن يبقي معها !!

لقد تجاوز الأمر قدرتها علي التحمل ..

زفرت "سلاف" بقوة معبرة عن ضيقها ، ثم إلتفتت لتذهب إلي غرفتها

لتجد بابها يدق بعد قليل ، ثم تدخل عمتها حاملة علبة بيضاء مسطحة ..

أمينة بإبتسامة عريضة :

وكفي بها فتنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن