الفصل (4)

116K 3.6K 161
                                    

الفصل ( 4 )

~¤ مآدبة ¤~

في شقة "أدهم عمران" ... عند مغيب الشمس ، إنصرف الجميع إلي عمله الخاص

"أمينة" إلي المطبخ تباشر إعداد طعام العشاء من أجل السهرة العائلية التي عقدتها الليلة ، "عائشة" تتولي شئون النظافة و تنسيق مجلس العائلة

أما "سلاف" بعد أن عرضت مساعدتها و رفضت "أمينة" بصرامة شديدة أن تقوم بأي شئ ، إتجهت إلي غرفتها و شرعت في تجهيز نفسها بإعتبارها ضيف الشرف لهذه الليلة

فتحت الخزانة و أستعرضت ثيابها ... كانت تبحث عن شئ قاتم لترتديه ، و ذلك لأن فترة الحداد علي أبيها لم تنتهي بعد ..

و لكنها شعرت بالحيرة فجأة ، و تمتمت لنفسها :

-معقول ألبس إسود لناس أول مرة أشوفهم و يشوفوني ؟ بس دي ظروف و هما أكيد هيعذروني . صح
محدش هيضايق مني

و هنا سمعت دق علي الباب ، فصاحت :

-إدخل !

دخلت "أمينة" و هي تقول بإبتسامة :

-ها يا حبيبتي ! جهزتي و لا لسا ؟

بادلتها "سلاف" الإبتسامة و هي ترفع الثوب الذي إختارته قائلة :

-لسا هلبس هدومي

نظرت "أمينة" إلي لونه فقط ، فتلاشت إبتسامتها و قالت :

-إيه يا سلاف ده ؟ ليه كده بس يابنتي ؟

أجفلت "سلاف" متسائلة :

-في إيه يا عمتو ؟ إيه إللي حصل ؟

أمينة بصرامة :

-اللون الإسود ده ماتحطيهوش علي جسمك خالص سامعة ؟!

سلاف بتوتر :

-بس ماينفعش . بابا مافاتش عليه إسبوع

تنهدت "أمينة" و قالت بحزن :

-الله يرحمه يا حبيبتي . بس الحاجات دي مش هترجعه و إنتي مش هيعود عليكي من ورا ده كله إلا زعل و هم زيادة
إنتي لسا صغيرة علي الإسود ده يا سلاف . بلاش تآذي نفسك يا حبيبتي . إحنا معاكي أهو و مش هنسيبك أبدا
يبقي مافيش داعي تضايقي نفسك

رمقتها "سلاف" بإمتنان و قد لاحت علي فمها طيف إبتسامة و هي تقول :

-ربنا يخليكي ليا يا عمتو . أنا ماكنش ليا غير بابا
و لما مات حسيت إني لوحدي . ماكنتش فاكرة إنكوا هتهتموا بيا أوي كده و تبعتولي عشان أجي أعيش معاكوا . بجد مش عارفة منغيرك كنت هعمل إيه و هعيش لوحدي إزاي ! .. و تحطم صوتها في الكلمة الأخيرة

و راحت دمعات كبيرة تملأ عيناها و تسيل علي خديها و شفتيها ..

نظرت لها "أمينة" بتأثر شديد ، و شدتها إلي صدرها و هي تقول بصوت مهزوز :

وكفي بها فتنةWhere stories live. Discover now