"ماذا حل بكِ يا إمرأة؟."أمسكَ بكتفي يراقب إصاباتي.

"أظن أن هذا هو عقابي لأنني دخلت في لعبة خطيرة."رفعت كتفاي مُجيبة.

إبتسم قائلاً:"دعيني أنظف تلكَ الجروح من أجلكِ."
أومأت و سحبني بعد أن أعطى إبتسامة دافئة لجورجيا و توم اللذان حركا رأسهما بتفهُم.

و كالعادة كانت تلك الإبتسامة الخبيثة على وجه جورجيا حتى و نحن على وشكِ الموت.

"إجلسي هيا."طلب مني هاري لأجلس أرضَاً و أجده ذهب ليحضر حقيبة بها معدات طبية.

أمسك ذراعي و بدأ بتعقيم جروحه الشبه غائرة
و حقيقةً أنا لم أستطع إخفاء إبتسامتي الكبيرة.

شهقت لشدة الألم الذي شعرت به حين وضع مُطهراً على وجهي المجروح و وجدت نفسي أضغط على يده بقوة.

"أسف.. أسف."تمتم و أكمَل عمله حتى إنتهى..
و كنت أشعر بوجهي يخرج حرارة و الألم لازال موجودَاً.

"أنتِ بخير؟."سأل مبتسماً.

"سأكون."أجبت و ضمتت جسَدي مرتجفة حينَ هبت تلك النسمة البَاردة.

عجيبٌ ما يحدث، لقد كَان الجو شديدُ الحرارة و كأننَا فِي مُنتصف الصيفِ منذُ دقائق.

خلعَ هاري معطفه الأسود الذي كانَ بحوزتهِ و وضعهُ على جسَدي ثمّ نَظر لتوم مُتسَائلاً:" مَاذا يحدث؟."

"يَبدو أنه وقت تبديل المنَاخ، علينا الحذر و العثور على مكان جيدٍ للإختباء في الليلَة. هُناك عاصفةٌ ثَلجية في الطَريق."نظرَ توم بسرعة نَحوي أنَا و جورجيَا التي إقتربت لتجلسَ بجانبي و قال:"ليسَ علينا القلق أبدَاً، سيكون كُل شيء بِخير."

"لقد.. لقد عادت."همَست لجورجيَا حينَ لاحظتُ إنشغال كِلا الرجُلين في الحديث عن مَا سنفعله الليلة.

"مَن عادت؟."همست جورجيَا فِي المُقابل، "لقد عادت لي نوبات الصرع خاصتي.. أخشَى أن تهجُم علىّ في وقتٍ غيرِ مناسب و أنا في هذه اللعبَة."

"تبَاً.. لقد. لقد ظننتُ أنهَا إختفت منذُ ثلاثة سنواتٍ تقريباً."قالت جورجيَا.

"أجل بالضبط، هيّ لم تظهر لي منذُ ثلاثة سنوات و لكنِي يُمكنني إستشعَار قدومهَا."أجبت بضيق و رُبمَا خوف من القادم.

"نحن سنتجه للشرق، يوجد كهف أعرفُ مكَانه هناك."قَال توم و ساعدني أنا و جورجيَا على الوقوفِ مُردِفاً:"إنه أملنا الوحيد فِي النجاة من تلكَ العاصفة التي أؤمن أنهَا لَن تكون رحيمَةً بِنا."

"إذن لنتحرك بسرعة."قال هاري و وجدتهُ يمسك بذراعي ليضعه حول رقبتي و يساندني.

"شُكرَاً لك."شكرته، "لا مُشكلة.. يا رفيقة."نظرَ أمامه بظهرٍ مفرود و صدر عريض.

بسبب إصابتي أنَا و جورجيَا التي أصبحت تعرج حتى مع شفاءِ ساقيهَا نسبيَاً نحنُ سرنا بسرعة ليست بكبيرة.
و كُنا جميعاً قلقينَ من أن يحل الليل و نحن لَم نصل لذاك الكهفِ بعد.

"هيّا.. لقد إقتربنا من مكانه."قال توم.
"توماس.."تحدثت جورجيَا فجأة.

"أجل؟.. جورجيَا؟"نظرَ نحوها.

"ماذا عن مَاكس؟، ألن نساعده؟."سألته لتختفي الألوان من وجه توم الذي عبس.

"سنحاول البحثَ عنه بعد أن تَمضي هذه الليلة على خير."ردّ و أكمَل المشي.

"ماكس لم يمت."قال هاري بصوتٍ خفيض.

"كيفَ تعرف؟"سألته ليبتسم مُجيبَاً:"أنَا لم أعد أعرفُ شيئاً.. أنا فقط أؤمِن."

كانت كلماته غير واضحة بالنسبة لي و لَم أستطع ترجمتها لذا أغمصت عيناي بألم و تحاملت حتى نصل إلى ذلك الكهف..

ثَلاثة \\ h.sWhere stories live. Discover now