سونغ-دوك، مُدرّب الرقصِ الخاصّ بهم، لم يتمكّن من المجيءِ إلى التدريب، لذا أحدُ مُساعديه، دونغ-هوان، أتى بدلًا منه. سوكجين في داخلِه تمنّى لو يُدرّبهم سونغ-دوك، لإنّه دائمًا يُدرّبهم بصبر، و أحيانًا يُلقِي بعضَ النكاتِ لتحسينِ مزاجهم لذا يتعلّمونَ بشكلٍ أسرع.

"يااه! سوكجين! ما الخطأُ بك!؟ إنّها حركةٌ سهلةٌ! اللعنة! كيفَ لا تستطيعُ إتقانها حتى الآن!؟ حتى نامجون استطاعَ إتقانَها في عشرينَ دقيقة!"

تفاجأ سوكجين من صراخِ دونغ-هوان، و أخفضَ رأسَه خجلًا. في داخلِه، لعنَ نفسَه لكونِه غبيًا و مُثيرًا للشفقة. لقد كان باستطاعتِه الإحساسُ ببقيّة الأعضاء يُحدّقون به، لكنّه لم يملِك أيّ جرأةٍ للنظرِ لهم، أو النظرِ إلى دونغ-هوان.

"افعلها مجددًا! لن أسمحَ لكَ بأخذِ استراحةٍ حتى تُتقِنها و تُرضيني" وبّخهُ دونغ-هوان و صفعَ مؤخرةَ رأسِه، مما جعلَ سوكجين يقفزُ من المفاجأة، و لمحةٌ من الذكرياتِ عبَرت خلالَ عقلِه.

"أنتَ أيها اللعينُ عديمُ الفائدة! لن يدومَ الأمرُ طويلًا حتى يعلمَ بقيّةُ الأعضاءِ و يطردوكَ خارجَ الفرقة! أنتَ فقط عبءٌ عليهم، أنتَ فاشلٌ في كلّ شيء، أنتَ نَكِرة!"

ارتعشَ سوكجين بسببِ هذهِ الذِكرى، و الدموعُ بدأت تتجمّعُ في عينيه، لكنّه رمشَ بعينيهِ بسرعةٍ محاولًا التخلّص منهم عندما سمعَ الموسيقى تُشغّلُ مجددًا.

حرّكَ جسَده، محاولًا بجُهد أن يتذكّر و يفعلَ الحركاتَ بشكلٍ صحيح. بينما ذكرياتُ ذلك "الحادث" تدورُ في رأسه.

"نَكِرة"

"افعلهَا مجددًا!"

أعادَ سوكجين نفسَ الحركاتِ مرارًا و تِكرارًا.

"عِبء! خنزيرٌ سمينٌ عديمُ القيمة! اذهب و اقتُل نفسك! لا أحدَ يُريدُك!"

"مُجددًا! اجعَل رأسكَ اللعينَ مُستقيمًا!"

أعادَ سوكجين حركاتِ الرقصة مجددًا، محاولًا بكلِّ جهدِه إيقافَ كلّ الذكرياتِ السيئة، و متجاهلًا الأصواتَ الصادرة من معدتِه الفارغة.

"أنتَ دائمًا ما تُخيّبُ أملَ المعجبين بسببِ رقصِك السيء. أنتَ فقط كالطُفيليّات!"

"مجددًا! اللعنةُ عليكَ، كيم سوكجين! توقف عن كونِكَ عديمَ الفائدة و افعلها بشكلٍ صحيح! لماذا أنتَ في هذهِ الفرقة!؟ أنتَ كالثقبِ الأسود! من أخبركَ أن تجلِس! مجددًا! لقد قلتُ مجددًا!!"

ارتجفَ سوكجين لسماعِه هذا الكلمات، و حاولَ بكلِّ جهدِه أن يقفَ مجددًا. هوسوك و جيمين بدءا بالقلقِ عليه، بينما تايهيونغ و جونغوك تفاجئا من صراخِ المُدرّبِ المفاجِئ.

هذهِ المرّة، فعلَ سوكجين حركاتِ الرقصةِ دون أيّ أفكارٍ تُشتّتهُ في عقله، لكنّه لا زالَ لم يُرضي المُدرّب.

"مجددًا! اللعنة، سوكجين! كيفَ يمكنِ للشخصِ أن يكونَ بهذا الغباء؟ مجددًا!!"

حاولَ نامجون إخبارَ دونغ-هوان بالتوقف. لقد كان واضحًا أنّ الفتى الأكبر قد بدأ بالشعورِ بالإجهاد، لإنّه لم ينَل أيّ استراحةٍ منذُ أن بدأ وقتُ التدريب، لكنّ يونغي أمسكَه، و هزّ رأسَه مُشيرًا له بعدمِ افتعالِ مشكلةٍ مع المُدرّب الغاضب.

حاولَ سوكجين بجُهدٍ أن يُركّز، لم يُرِد أن يُخيّب أملَ بقيّة الأعضاء و المعجبين. شُغِّلَتْ الموسيقى مجددًا، لكنّه شعرَ بأنّ رأسه قد بدأ يُؤلمُه.

فعلَ سوكجين حركاتِ الرقصة، لكنّ الذكرياتِ لم تتوقّف عن الدورانِ في عقله.

"الآن اخرس! إن تجرأتَ على إخبارِ أيّ أحدٍ عن هذا الأمر، سأقومُ بتحطيمِ فرقتك، و تدميرِك."

هذه الكلمات صفعتُه بقوّة داخليًا. وقعَ على الأرضِ محاولًا بكلِّ جهدهِ إيقافَ الذكرياتِ التي لا تزالُ تتدفّقُ في رأسه، لكنّه فشل.

العِبءْWhere stories live. Discover now