٩- سأثق بك !•

Start from the beginning
                                    

نهض من مكانه وتقدم نحونا يستطلع عن الامر وما إن وصلت خطوته على مستوى خطوتي حتى استطعت الرجوع للخلف ، فتكلم موجهاً حديثه لجيما بهدوء
- ما الأمر جيما ؟
واخيراً ازاحت نظرها عني لتواجه تيم بنظرات الغرام والدلع المشبوه ببعض الحزن المزيف لا ادري لما لا اصدقها !
" سوني .. الكلب الصغير "
- ماذا به ؟
" لا أدري لقد سقط فجأةً ارضاً لا يتحرك وانا شديدة القلق عليه "
افسحت المجال لتكشف لنا عن مظهر الكلب الصغير التي تقوم بتربيته مرمي ارضاً بطريقة غريبة ، رقرقت دموعاً في عينيها قائلة وهي تقترب منه كـ عادتها غير خجلة من المسافة الضيقة التي تضيق اكثر فأكثر
" ألا يمكنك فعل شيءٍ له لأجلي ! "
نطق هو بكل برود وعينان ثابتتان
- جيما لست طبيباً بيطرياً.
رفعت اناملها تلامس ياقة قميصه وانا لا افهم حركاتها هذه ، نظرت لي بطرف عينها وانا اقف بالقرب من تيم
" دع خادمتك تستطلع عن الامر إذاً "
تجمدت منذهلة ؛ هل صدقت كوني خادمته ؟ اللعنة هذه الفتاة ! لا لحظة ... ما بالي أُعلق على هذه الكلمة وهذه الفتاة تضعني في الحدث ! هل تريد إخلاء الاجواء لها ؟ ام ان هناك فخاً ما مرصوداً لي ؟ والمصيبة الاكبر من كل هذا لا أدري ماذا ستكون إجابة تيم ! لا تقبل ...
صمته أربكني ولم أعيي على نفسي وانا امسك بطرف قميصه بتوتر مما يحصل ، فالتفت كلياً لي
تاركاً جيما في ذهول من إبعاده يديها عنه والالتفات لي ، حقيقةً لم استطع رفع رأسي وبقيت انظاري ثابتة على الارض الخشبية
- انتِ بخير ؟
انه يسألني ! رفعت نظري نحوه وفي الواقع عيناي لمحت ما يوجد بعده فلقد نهض الكلب عن الأرض يحرك ذيله ويحك اذنه بقدمه كأي كلب طبيعي
" الكلب انه بخير "
- انا أسأل عنكِ.
هل التوتر والخجل يجعل المرء غبياً لهذا الحد يطمئن عن حالي فأجيب بحال الكلب ! لا استطيع ان ألوم نطقي العجيب الناتج عن تفكيري الغريب فكل ما حولي غير طبيعي ، أومأت برأسي مجيبةً عن سؤاله ولكن لا ادري لما نظره ما زال ثابت لا يتحرك ، حرك يده لتلامس أنامله جبيني ففاجئني بنقرة خفيفة بإصبعيه بشقاوة وما إن حدث التلامس حتى صرخت جيما وتشتت توازنها فاستندت على حافة الجدار واضعة يدها على رأسها
هل الطيف يثور بداخلها الان ؟ المحير في الأمر هل تيم يؤثر سحره علي انا فقط !
تنهد تيم لعدم قدرته على تفسير كل ما يدور حوله
" هذه الفتاة مشؤومة .. لقد جلبت الشؤم معها "
عادت لتقول بصوت اعلى
" إنها مشؤومة لما أحضرتها إلى مكاننا "
- جيما يكفي.
حذرها بصوت حازم على ان تكف عن الكلام المسموم ولكنها أبت ، هذه .. ليست اول مرة اسمع بها هذا الكلام فأصبحت ردة فعلي لأمور كهذه عادية جداً.
" امس لقد رأيتها تدخل غرفتك بغيابك ، لقد رأيتها تسرق فلقد كانت تفتش في الأدراج والصناديق والرفوف "

اجفلت لسماع هذا الاتهام المحترم واظن بأني لم اسمع جيداً فربما اخطأت بالسمع فهل هذا يعقل ؟
- لقد كانت تنظف غرفتي ، انتِ تفسرين الأمور على نحوٍ خاطئ..
ردت عليه بانفعال " لا تثق بها لقد سرقت "
- متى ستكفين عن مراقبتي واستراق النظر إلى غرفتي ؟! إن كان هناك أحداً سارق هنا فهو انتِ لأنكِ تسرقين حريتي.
" لماذا أصبحت تبعد المسافة بيننا ؟؟ "
هل هما مقربان فعلاً ! إذاً شكوكي كانت في محلها
جرأتها بالإقتراب منه ، مناداتها له بـ تيمي ، والاطمئنان عليه كل فترة ، هل هي تحبه ؟
تباً ماذا أدخلني على هذا الخط !
ولماذا علي تحمل كل الإساءة والضجة من حولي  حسناً انها تكرهني ولكن ليس لدرجة اتهامي بالسرقة ، أيعقل هذا !
نطقت انا بنفاذ صبر " هذا يكفي "
صمتا يترقبان كلامي فنظرت لـ تيم بقوة
" يمكنني تقبل لقب خادمة بكل مآسيها ولكن لا يمكنني ابداً الغفر لإلحاقها بـ سارقة .. خادمة سارقة "
شددت على حروف وانا انطق " انا استقيل "
وأكدت على ان يفهم كلامي فرفع إحدى حاجبيه وبنظرة باردة ثابتة
- لستِ في عمل حتى تستقيلي ، لم تعودي خادمة
تنفست بضيق ماذا يقصد بكلامه هل يطردني قبل ان اخطو للخروج حتى ؟ أم ماذا !
" اذاً ماذا انا ؟ "
- انتي صديقة وشريكتي في السكن.
لم أجد كلام استطيع قوله إن عقلي في اضطراب وذهول وايضاً مصابٌ بصداع بسبب ضجة جيما وصوتها المتعالي منكرةً وجودي وتحرض طردي
توجهت نحو الداخل ثم نحو غرفتي ، التقطت هاتفي وارتديت معطف دافئ ، رتبت شعري سريعاً والتقطت حذائي حتى ارتديه عند الباب
نظر تيم لي بنفاذ صبر : - إلى أين ؟
" إلى مكان لا أجد احداً فيه "

أعمى البصيرةWhere stories live. Discover now