لماذا ؟؟
لماذا نلوم الآخرين على أخطاء اقترفناها بأنفسنا ؟؟
لماذا نلوم الله دائما ونقول "الله ظلمني ".
عذرا !!!!
الله ليس ظالما ، ولم يظلمنا البته ، إن الله عادل لا يظلم ، بل نحن الظالمون ، ظلمنا أنفسنا كثيرا يا هذا ،
أنا ظلمت نفسي ، وأنت ظلمت نفسك ، وأنتي ظلمتي نفسكي ، كلنا ظالمون ، فلا تلم الله على اختياراتك في هذه الحياة ،
لا تلم الله على قراراتك السخيفة ، لا تلم الله على أفعالك الغبية ، لا تلم الله أبدا ..
إن الله أعطاك يا هذا ما يسمى "العقل "لتفكر به وتخطط لحياتك وسبل عيشك فيها ...
سأخبرك أمرا ، أنا أكبر ظالمة في هذه الحياة ، أنا من اختارت الهرب من بيتي ومن حياتي البسيطة لتصبح حياتي مقززة مشينة في المدينة ، هل ألوم الله على اختياري ؟!!!
أنا من قررت الغناء ودخول إلى هذا العالم القاسي والمؤلم "عالم شهرة"، هل ألوم الله على قراري ؟!!!
أنا من أرادت التعمق في التفكير (بالصغيرة والكبيرة )، أنا من اخترت العيش في توتر دائم ، قلق دائم ، نفور دائم ، هل ألوم الله على إرادتي ؟!!!
أنا من جعلت حياتي بائسة تعيسة ، أبعدتها أنا عن السعادة والراحة والهدوء ، هل ألوم الله على أفعالي ؟!!!
أنا هي من قررت ، أنا هي من اختارت، أنا هي من فعلت ، إذن أنا هي الملامة الوحيدة في كل هذا ، أنا هي من قرر مصيري في هذه الحياة رغم استطاعتي الإختيار ، أنا هي من حبست نفسها في سجن "شياطيين " مع أن المفاتيح في يدي ويمكنني الخروج ، أعطاني الله حرية أفعالي وقراراتي ، لذا أنا الوحيدة التي ستتحمل النتائج ...
يا من تلوم الله دائما ، وتتذمر من حياتك البائسة ، أنت من اختار حياتك ، أنت من اختار تجربة القمار فوجدت نفسك في ورطة لا مخرج منها ، أنت من قرر لعب رغم معرفتك بالعواقب ، يا من اقترص من البنوك مالا عظيما لأجل الفخامة والوجاهة ، أنت من قرر الإقتراض رغم معرفتك بعواقب الأمر ، يا من أحببت شخصا أذلك وأخزاك وفضحك وبقيت معه ، أنت من أراد البقاء معه رغم قدرتك على تركه
عذرا !!!
لقد أعطاك الله الاختيار في الحياة ، إما لتشكر وإما لتكفر ، لقد أعطاك حرية التفكيير ، فلا تلم الله على أفعالك، فلا ملام هنا غيرك ، فلا ملام سواك ..
تركت قلمي ونظرت إلى نافذة قليلا ، رأيت فيها انعكاس إيملي ، ابتسمت ابتسامة خفيفة ، ثم أمسكت قلمي وعدت إلى عالمي الخاص ....
YOU ARE READING
مغنية الشياطين
General Fictionإنني مغنية للشيطان ، فأنا مغنيته المفضلة ، حتى أنه دخل في ، وتربع على عرش قلبي ، وأصحبت كالعبيد عنده ، فأغني له متى يريد وكيفما يريد ، وبعد أن يمل مني، وتزهق روحه من أغنايتي ، يتركني ولكن بعد أن امتص كل قطرة حياة في عروقي
